تستحضر مسرحية «بيروت... الطريق الجديدة» ذاكرة منطقة «طريق الجديدة» في بيروت وحكاياتها منذ 1958 حتى 2005. يعيدنا العرض المسرحي الموسيقي الغنائي الذي كتبه يحيى جابر إلى أحياء المنطقة البيروتية المعروفة من الفاكهاني مروراً بحمد وصبرا وصولاً إلى الجامعة العربية.

Ad

تروي مسرحية «بيروت.. الطريق الجديدة» حكايات عن صبحيات نساء وحكاياتهم وتقاليدهم عن الطبخ والعلاقات الزوجية وطرائفهم وعاداتهم البيروتية، وتحاول في جوانب رفع الغبن عن ثقافة هذه المنطقة ودحض الأفكار النمطية عن كل ما قيل عن الثقافة البيروتية من البخل إلى تشويه صورة أبو العبد البيروتي.

ثقافة شعبية

مسرحية عن الثقافة الشعبية والحياة الاجتماعية البيروتية يكتبها ويخرجها شاعر ينتمي إلى جيل الحداثة، لكنه يميل في ثقافته نحو الدعابة والضحك، ولا ويبتعد عن أسر الحداثة وغموضها في أعماله. يكتب ويمثل عن تاريخ عائلات بيروت الأصلية والوافدة من آل الداعوق والعيتاني وطبارة وسنو وفروخ وغيرهم. يتقرب أكثر من العلاقات الاجتماعية المتباينة المتنوعة بين طوائف المنطقة ويومياتهم من سنة وشيعة ومسيحيين ودروز ..

من خلال المسرحية تبدو الطريق الجديدة مسرحاً لمشهديات متنوعة سياسية واجتماعية ورياضية، فالكاتب يتطرق إلى حماسة مشجعي مباريات كرة القدم بين فريقي {النجمة} و{الأنصار}، ويدخل الأندية الثقافية التي ولدت في الطريق الجديدة على أيدي فنانين هم أبناء الطريق الجديدة كالمطرب خليل حلاق إلى الفنان أحمد قعبور وأبي العبد الحقيقي (لا المشوه)... راوياً تاريخ المنطقة السياسي من أيام الرئيس الراحل صائب سلام والزعيم المصري جمال عبد الناصر والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أبو عمار ورئيس ميليشيا «المرابطون» إبراهيم قليلات والرئيس الراحل رفيق الحريري حتى اليوم.

المسرحية تروي قصص الحب والغزل والغرام بين شباب وصبايا المنطقة... وحفلاتهم وألعابهم وحرشهم، كذلك تروي عن طقوس وشعائر أهل المنطقة من يوميات رمضانية  وأعراس وأفراح وانتخابات وموالد دينية وأغان وتقاليد وعادات بيروتية .

ثمة من اعترض على عنوان المسرحية، لكن يحيى جابر ذكر الكثيرين بأن معظم المخرجين اللبنانيين كانوا يلجأون إلى اسماء مناطق في مسرحياتهم، وأبرز مثال على ذلك {أيام الخيام} للمخرج المعروف روجيه عساف، هذا عدا عن تسميات بعلبك ودير القمر...

مسرحية} بيروت... الطريق الجديدة { عن ذاكرة منطقة بيروتية ...عن ذاكرتهم اللبنانية والعربية...عن ذاكرتنا جميعاً.

 الجدير ذكره أن ليحيى جابر مسرحيات عدة أبرزها «ابتسم أنت لبناني» وعرض «خذ الكتاب بقوة»، وله كثير من الكتب الشعرية من بينها «الزعران» و{بحيرة المصل».