المشهد الثقافي يحتفي بالواقعية التشكيلية
تكريم مجموعة من الفنانين
تركز الفعاليات التشكيلية الكويتية على المدرسة الواقعية عبر تكريم مجموعة من الفنانين، في مهرجانات محلية، تندرج أعمالهم ضمن هذا الاتجاه الفني، وتحتفي صالات العرض بهم من خلال تنظيم أنشطة فنية شهدت ازدهاراً في العامين الماضيين.
{الجريدة} التقت مجموعة من الفنانين وحاورتهم حول التزامهم بالمدرسة التقليدية، وجالت على أهم المعارض التي تشهدها المؤسسات والغاليريهات.
تركز الفعاليات التشكيلية الكويتية على المدرسة الواقعية عبر تكريم مجموعة من الفنانين، في مهرجانات محلية، تندرج أعمالهم ضمن هذا الاتجاه الفني، وتحتفي صالات العرض بهم من خلال تنظيم أنشطة فنية شهدت ازدهاراً في العامين الماضيين.
{الجريدة} التقت مجموعة من الفنانين وحاورتهم حول التزامهم بالمدرسة التقليدية، وجالت على أهم المعارض التي تشهدها المؤسسات والغاليريهات.
أعادت المعارض الفنية والمهرجانات التشكيلية الفن الواقعي إلى الواجهة، بعد الرواج الذي حققته اتجاهات فنية أخرى في المشهد المحلي خلال السنوات الماضية كالتجريدية والرمزية... وترصد هذه النوعية من الأعمال التسجيلية مشاهد منوعة من البيئة الكويتية قديماً سواء في البحر أو الصحراء.دشّن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هذا الاحتفاء بالمدرسة الواقعية عبر إعادة افتتاح المرسم الحر (2011) وتنظيم معارض فنية جماعية وفردية لأعضاء المرسم.
لم يقتصر هذا الاحتفاء على المجلس الوطني بل امتد إلى المؤسسات التشكيلية الخاصة، إذ نظمت غاليريهات عدة معارض تشكيلية لمحبي الفن الواقعي. يذكر أن المرسم الحر يضم فنانين يقدمون نتاجهم الفني المنسجم مع تيارات فنية أخرى غير الواقعية أيضاً.خلال السنة الماضية وهذه السنة نال تشكيليو الاتجاه الواقعي جوائز في مهرجانات مختلفة منها: «مهرجان الربيع السادس» الذي حصد نصف جوائزه فنانون عبروا عن رؤاهم التشكيلية بطريقة واقعية، وهم: فاضل أشكناني، بدر الصراف، جاسم العمر، عبد العزيز التميمي، كذلك احتضنت غاليريهات أخرى أعمالاً واقعية مختلفة شهدت قبولا جماهيرياً.رسائل فنيةيؤكد الرسام التشكيلي عبدالرضا باقر الذي استضافته غاليري «المشرق» في يونيو الماضي التزامه باللون الواقعي، يقول: «أقدم من خلال هذا الاتجاه رسالة بصرية إلى الجيل الحالي، بهدف إلقاء الضوء على شكل الحياة القديمة الذي لم يعرفه الشباب اليوم، لذلك ركزت في معرضي على التكافل والوئام بين مكونات المجتمع، عبر رصد مشاهد منوعة لأشكال الحياة القديمة، سواء في السوق أو في المقهى أو الشارع». لافتاً إلى أنه قدّم خلال أربعة عقود لوحات تنهل من التراث الكويتي المتنوع.محاكاة الواقعيعتبر الفنان جاسم العمر المدرسة الواقعية الأنسب في ترجمة مشاعره الفنية، رافضاً أساليب تشكيلية أخرى كالسوريالية والتجريدية، وكاشفاً أنه يرغب في تقديم موضوعات جديدة تحاكي الواقع الاجتماعي. له مشاركات فنية من بينها: «معرض الربيع التشكيلي الرابع» (2011)، «المعرض التسويقي للفنون التشكيلية» (2011)، معرض إنتاج فناني المرسم الحر (يونيو 2011) ومعرض فناني المرسم الحر.توثيق بصري يؤكد الرسام التشكيلي جاسم بوحمد على أهمية توثيق التراث المحلي عبر نتاج بصري يمزج بين جماليات التشكيل والتركيز على المراحل المضيئة من التاريخ، لاستخلاص العبر من هذه القصص والحكايات، مشيراً إلى أن البيئة البرية كانت زاخرة بالحياة على رغم شظف العيش وقلة الموارد، ومضيفاً: «كان البحر عصب الحياة لأنه مصدر الرزق الأول في سالف الأيام، فأهل الكويت كانوا يمخرون البحر شرقاً وجنوباً بحثاً عن مصدر دخل مناسب يقتاتون منه هم وأسرهم، فيغيبون عن بلدهم فترة ليست قصيرة، وهم على ظهر السفن يصارعون الموج المتلاطم بإصرارهم وصلابتهم، وصولاً إلى أهداف نبيلة تتمثل في الكسب الحلال، لذلك المشاهد التي جسدتها عبر أعمالي أقتنصتها من الذاكرة الشعبية الحافلة بقصص رحلات الغوص والسفر».بساطة الماضيتحاكي بعض الأعمال الفائزة في «مهرجان الربيع السادس» بساطة الماضي، كموسم الربيع حينما تورق الأشجار وتخضرّ الأرض، مسلطة الضوء على الأسواق القديمة كالفرضة المحاذية لشاطئ البحر أو الدكاكين القديمة... في لوحته المنسوجة بمادة الزيت، رسم الفنان عبد العزيز التميمي مشهداً تظهر فيه الماشية والمركبات وبيت الشعر، مستدعياً أجواء الربيع في حقبة الستينيات من القرن الفائت. بدوره قدم الفنان جاسم العمر ملمحاً لسوق الفواكه والخضار «الفرضة»، مجسداً بواقعية ما يجري فيه، من تنزيل بضائع وبيع، وأحاديث جانبية بين البائع والزبون. بينما يستلهم الفنان فاضل أشكناني محتوى لوحته من البيئة المحلية القديمة، راسماً الشكل العمراني للسوق القديم بدكاكينه المتواضعة المبنية من الصفيح وبعض الأخشاب، وتتدلى من سقف الدكان أسلاك كهربائية لمصابيح الإنارة القديمة «السراي». ومن أجواء الربيع في الستينيات يستوحي الفنان بدر الصراف مضمون لوحته فتظهر فيها ماشية ترعى العشب.أيوب حسين أحد أبرز الفنانين الذين التزموا بالمدرسة الواقعية، وهو من مواليد الكويت عام 1932، تخرّج في صف المعلمين في المدرسة المباركية عام 1949، ثم عمل مدرّساً في وزارة التربية، وتدرّج في سلك التدريس وعيّن وكيلا ثم ناظراً، إلى أن تقاعد عام 1980 بعد ثلاثين عاماً في مهنة التعليم.نظّم ثمانية معارض خاصة في الكويت بين 1974 و2008، وشارك في معارض متنقلة تجوّل فيها في بلدان عربية وأوروبية وأميركية، ويعد من أوائل الذين عملوا في متحف الكويت.حاز جوائز وتكريمات منها: جائزة الدولة التشجيعية (1997)، وجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون التشكيلية (2001)... ألّف كتباً تُعنى بالتراث الشعبي، وطبعت لوحاته أو أجزاء منها على بعض أوراق النقد الكويتية.تنافس تشكيليوفي خضم هذا التفوق للأعمال الواقعية، تشهد الساحة التشكيلية المحلية أعمالاً معاصرة تحاكي الواقع ومنفذة بطرق مبتكرة تنسجم مع روح الحداثة وتحقق رواجاً، وقد تخصص غاليريات معينة بتقديم الفنون المعاصرة منها “معرض كاب للفنون”، واستضافت، خلال الفترة الماضية، معارض فنية منوعة لفنانين محليين وعرب وأجانبينسجم هذا التنوع الفني المحلي مع تعدد الذائقة التشكيلية في الكويت، ويساهم في تطور الفن من خلال الاطلاع على تجارب مختلفة واتجاهات تشكيلية متباينة، سواء محلية أو خارجية، ما ينعكس إيجاباً على المتلقي أو متذوق الفنون التشكيلية.