لطيفة بطي: أخشى على أطفالنا من عنف الربيع العربي

نشر في 21-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 21-07-2013 | 00:02
تنتقد ما يقدم للناشئة من أعمال متواضعة

تنتقد الكاتبة لطيفة بطي ما يقدم من نتاج مرئي أو مقروء للطفل، خصوصاً المعتمد على برامج أجنبية أو كرتون أو قصص مترجمة، متمنية تقديم أعمال خاصة تخاطب الطفل العربي وتتمتع بمواصفات تتواءم مع العصر الحديث، ومشددة على ضرورة عدم فصل الطفل عن واقع الحياة بمجالاتها السياسية والاجتماعية.
وتعتبر أن الطفولة مرحلة ممتدة تتطلب من الكاتب خبرة ومراقبة دقيقة لسلوكيات الناشئة، وقراءة متأنية تمكنه من التعرف على نفسية الطفل وتفكيره.
وحول تأثير ثورات الربيع العربي في الطفل، تخشى أن ينشأ جيل منطوٍ على نفسه بسبب الدموية والعنف اللذين يرافقان هذه الحركات، لافتة إلى أن المستقبل سيكون أفضل.
{الجريدة} التقت الكاتبة لطيفة بطي وحاورتها حول قضايا مهمة في أدب الطفل.
حصلت على جائزة في التأليف المسرحي الخاص بالطفل عن مسرحية {أميرة البحر سالمة} حدثينا عن هذه التجربة.

 

سعيدة بالفوز، ففي مراحل الكتابة كافة كنت أرى النجاح مكتوباً لـ {أميرة البحر سالمة} التي تتحدث عن مملكة بحرية تعاني مشكلة ارتفاع نسبة الملح في البحر، ما أصاب سكانها بارتفاع ضغط الدم، ولمواجهة المأزق وحله تبحث الأميرة سالمة عن أسباب هذه المشكلة، لا سيما أن الملكة الأم لا تكترث لإيجاد حلول تنهي معاناة الشعب، بل تنشغل بإجراء جراحات تجميل لسكان المملكة ليصبحوا نسخة مكررة منها.

متى ستعرض المسرحية، وهل تم الاتفاق على تنفيذها؟

آمل أن تعرض قريباً في ظل توجه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى تقديم أنشطة وفعاليات تختص بالطفل، لا شك في أن من ضمن خططه تنفيذ هذه المسرحية. حتى لو أن دور الكاتب ينتهي بمجرد قبول عمله، يبقى هاجس المتابعة مسيطراً عليه، لأنه يتطلع إلى تقديم عمله بصورة ملائمة، من المؤكد أنني سأفعل ذلك في حال أتيحت لي الفرصة.

دموية وعنف

كيف تقيمين واقع الطفل بعد ثورات الربيع العربي؟

هذا الربيع دموي وعنيف، ويؤثر على نفسيات الجميع، فما البال بالأطفال خصوصاً في البيئات التي هب عليها موسم الربيع، لكل شيء سلبياته وإيجابياته، قد ينشأ هذا الجيل منطوياً على عقد معينة، لكن ربما الأجيال المقبلة ستستفيد من هذه الحركات الاحتجاجية والمصيرية التي تهدف إلى بناء مستقبل أفضل.

هل القصة أهم من الرسم أو أحدهما يكمل الآخر؟

يجب أن يكون النص المقدم للطفل مدعّماً بالرسم، ثمة نقطة مهمة ضمن هذا الجانب تتجلى في تحقيق تكامل بين النص والرسم، وكما يقال: هذا عصر الصورة، لأنها تغني عن كلام كثير في ظل العزوف عن القراءة أو عدم الاهتمام بالقراءة للطفل.

خبرة كبيرة

رحلة ممتدة من الطفولة إلى المراهقة، ألا تعتقدين أن هذه بحد ذاتها إشكالية لاختلاف إدراك المتلقي؟ وكيف يمكن تداركها من خلال تقديم نتاج يجذب هذه الشرائح؟

مرحلة الطفولة ممتدة ونامية ذهنياً وجسدياً، وأنا خالطت المراحل العمرية للطفل من خلال العمل، فاكتسبت خبرة نوعية في الكتابة له، كما أن ثمة كتابات يمكن تبسيطها للمراحل العمرية الأقل، وبعضها يمكن الإضافة إليه ليكون مناسباً للفئة العمرية الأكبر، من منظوري يعتمد الأمر على الخبرة والقراءة والإطلاع والمخالطة.

هل يسلط الإعلام العربي الضوء على هموم الطفل ويساهم في التربية المثالية برأيك؟

لا يقدم للطفل العربي إنتاج خاص، وكل ما يقدم هو فضائيات خاصة تعتمد على البرامج الأجنبية والكرتون بنسبة كبيرة، وإذا كان ثمة إنتاج فيميل إلى الغناء أو التوجيه التربوي البحت، هنا أتساءل: هل تحققت انجازات للعرب في المجالات المتعلقة بالطفل ضمن مهرجان عالمي؟ هل سمعت عن إنتاج ضخم يخاطب الطفل العربي لفت انتباه العالم؟

أجواء سياسية

أشركت الطفل ضمن الأجواء السياسية في أحد أعمالك، كيف استقبل الأطفال ذلك وهل توقعتِ ردة الفعل تجاهها؟

لم يعد مجدياً فصل الطفل وعزله عن مشكلات الكبار، وتقديم واقع الحياة له على أنغام شدو العصافير وهو يسمع دوي الانفجارات في كل مكان، لا نستطيع إخفاء هذه الأمور على الطفل وعلينا تنشئة جيل يعلم حقوقه وواجباته تجاه وطنه ومجتمعه.

سررت بتفاعل الأطفال مع هذا الإصدار، إذ أرضى لدى كثر شغف العلاقة بين الثالوث: الأرض، الشعب، الزعيم، وبعضهم رسم لوحات للكتاب فيها خيال كبير أو من واقع فهمه.

هل تناسب الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية الطفل العربي برأيك؟

الترجمة بحد ذاتها أمر بديع ومهمّ لتطور الشعوب وتلاقح الثقافات وتلاقيها، وما يترجم للطفل، سواء عبر المرئي أو المقروء، فيه تفاوت وبعضه يستحق الإشادة، فيما يليق بالبعض الآخر النقد، المهم أن تستمر العملية، وأن نجد من يرغب بترجمة أعمالنا وتقديمنا للآخرين، يجب أن يكون ثمة تبادل في هذا الشأن وألا يقتصر الأمر على تلقي ما يُصدّر إلينا.

لمحة ذاتية

● لطيفة بطي كاتبة من الكويت تعنى بأدب الطفل، من نتاجها القصصي: {عروس البحر}، {بلدي اينينكايو}، ولها تجارب مسرحية من بينها: {بوابة جحا} و{أميرة البحر سالمة}، ومجموعة من القصص التي تندرج ضمن أدب الطفل ومنشورة في مجلة {العربي الصغير}.

● لها اصدارات منفردة عن مجلة {العربي الصغير} منها: {أمثال شعبية}، {ألعاب شعبية}، {سالم وسارة}، {ديرتي الكويت} قصة صادرة عن وزارة الإعلام. {لماذا صهلت المهرة الصغيرة} قصة ترجمت إلى الإنكليزية.

● لها مساهمات في الإذاعة، إذ كتبت لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك حلقات من مسلسل {بنين وبنات} موجه إلى المراهقين، وحلقات لمسلسل {الدنيا بخير} موجه إلى البالغين. وفي التلفزيون شاركت في كتابة قصص من التراث الشعبي لبرنامج {الراوي} لقناة الجزيرة للأطفال، وكتبت قصصا لقناة البراعم للأطفال في برنامج {نام القمر}.

● حصلت على جائزة المركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي لأطفال المرحلتين الابتدائية والمتوسطة على مستوى دولة الكويت.

● بعض أعمالها يدرّس في المرحلة الابتدائية في الجزائر وفلسطين ولبنان.

back to top