أكثر من خمس سنوات ونصف السنة ولا سلاح لديهم أقوى من الاتحادات والمنظمات الدولية؛ ليستقووا بها على الكويت؛ ويحاربوا تنفيذ القوانين الرياضية، وعندما عدلت تلك القوانين وفق ما يشتهون تفرغوا لضرب بعضهم بعضاً ليصبحوا مثل الثوار الذين ما إن ينتهوا من ثوراتهم حتى يتفرغوا لتصفية بعضهم، وتبدأ الثورة بأكل أبنائها "طبعاً مع فارق التشبيه لأن أغلبهم ما طاف مرحلة الثو...."، لكن المضحك في الأمر أنهم لم يجدوا سلاحاً سوى ذلك الذي استنزفوه من قبل في معركتهم السابقة فلجؤوا لاستخدام الاتحادات الدولية والكتب السريعة والمراسلات السرية كي يتجنبوا شرور بعضهم.

Ad

ولعل إعلان رئيس الاتحاد الكويتي لكرة اليد الفريق المتقاعد ناصر صالح بومرزوق إلغاء الاتحاد للجمعية العمومية التي كان مقرراً انعقادها مساء أمس الأول بطلب أندية التكتل للانقلاب على مجلس الإدارة، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الاتحاد بناء على كتاب رسمي من الاتحاد الدولي لكرة اليد، أشار فيه إلى عدم اعترافه بأي جمعية عمومية عادية أو غير عادية يعقدها الاتحاد، إلا بعد استكمال إجراءات النظام الأساسي الجديد، واعتماده من قبل من الاتحاد الدولي للعبة، لعل الإعلان يثبت أن السحر بدأ ينقلب على الساحر بطريقة تذكرنا بمشهد ظاهرة الكوميديا سعيد صالح في مسرحية "العيال كبرت" عندما يقول "الله يا قدعان هو اللي حنعمله في الناس حيطلع لينا ولا إيه"، وهو يحاول أن يخدع والده بأنه يتحدث إلى زعيم العصابة "اللهو الخفي" عبر التلفون بحثاً عن شقيقه يونس شلبي المخطوف.

اللافت أن كل الأطراف تعرف تماماً أن ما كان يحدث سابقاً لم يكن سوى خدعة كبرى شارك فيها الجميع، فلعبة الكتب والتحذيرات من العقوبات والإيقاف كانت تستخدم "تخروعة" للتخلص من تنفيذ القانون، أما الآن فهي تستخدم للدفاع عن النفس والمصالح؛ وذلك لأنهم يلوذون بالصمت ويحترقون غيظاً لعدم قدرتهم على كشف الحقيقة بأن مثل هذه المراسلات مفبركة، وتتم عن طريق الطلب و"الميانة" على هذا المسؤول في هذا الاتحاد أو ذاك، وإلا متى عرف الاتحاد الدولي لكرة اليد عن موعد الجمعية العمومية؟ وكيف عرف؟ والأهم لماذا يعرف بشأن داخلي لا يؤثر من قريب أو بعيد في الالتزام باللوائح والقوانين الدولية؟ لكنها كما ذكرنا في البداية أسلحة استخدمت في معركة، وها هي تستخدم في أخرى مختلفة وطريق مشى فيها البعض مختاراً، وهذه المرة يمشي بها مجبراً "لأن إذا بطل حلجه طلع الخنين والخايس"، وفي ذلك الوقت سيتكفل المعزب بأمره.

بنلتي

ما يحدث في اتحاد كرة اليد، وما سيحدث في بعض الاتحادات الأخرى هو رسالة واضحة من الشيخ أحمد الفهد وشقيقه لأصحابهما ومن يعمل معهما حتى لو كانوا من المخلصين بأن من هانت عليه نفسه، فهو على غيره أهون، ولكل من منكم دور و"اللي نخلص منه وما نحتاجه نقطه بالسكة ونجيب غيره يكمل مكانه"... هكذا يكون الوفاء ولا فلا.