اشتباكات في أطراف العاصمة وريفها... وإسرائيل تهدد بالرد على أي أضرار تلحق بمصالحها

Ad

أفادت تقارير إعلامية بأن النظام السوري يقوم بتحصين مقراته في العاصمة دمشق ويبني أسواراً حول هذه المقرات، وذلك مع تصاعد الاشتباكات حول العاصمة، في ما يبدو أنه تحضير من المعارضة لبدء معركة حاسمة لإسقاط الرئيس بشار الأسد في معقله الرئيسي.

مع اشتداد معركة دمشق وريفها، أظهرت صور نشرت على الإنترنت لجوء النظام السوري إلى بناء تحصينات لحماية مقراته، من بينها جدار أمام فرع جهاز الأمن الجنائي في وسط العاصمة دمشق.

وتتصاعد المعارك على أعتاب دمشق، بينما يواصل مقاتلو "الجيش الحر" تقدمهم في أحيائها الجنوبية.

وتعد جوبر والقابون والحجر الأسود محاور ثلاثة تشهد أعتى المعارك بين الجانبين، حيث يحاول الثوار التقدم منها في اتجاه دمشق، بينما يستميت النظام لردع اقتحام قد يكون الفصل الأخير من فصول حكمه.

ويعوض عجز النظام براً مدفعيته وطائراته بقصف يطال ما بين أيدي الثوار من أحياء ومدن، ليسقط مدنيون ضحية هذا القصف، حيث شهدت معضمية الشام وداريا قصفا مدفعيا وجويا، في حين سقط العشرات بين قتيل وجريح في الغوطة الشرقية لدمشق، ليزداد الجرح السوري نزيفا. ودارت أمس اشتباكات عنيفة في احياء على اطراف دمشق، في حين ادى قصف على محيطها الى مقتل اربعة اشخاص من عائلة واحدة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني إن "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي برزة" في شمال دمشق، تزامنا مع قصف على الحي. وفي الشرق، تحدث المرصد عن "اشتباكات عند اطراف حي جوبر من جهة (ساحة) العباسيين"، وهي احدى الساحات الرئيسية في دمشق.

وأفاد المرصد، في وقت مبكر من صباح امس، عن "استشهاد ثلاثة اشخاص وإصابة اكثر من 20 بجروح اثر قصف براجمات الصواريخ" على حي الحجر الأسود في جنوب العاصمة، حيث دارت فجر اليوم اشتباكات فجر اليوم على اطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وتضم أطراف العاصمة، خصوصا في الجنوب والشرق والشمال، جيوبا للمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، وتشهد معارك دائمة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام.

وإلى الجنوب من دمشق، أفاد المرصد عن "استشهاد اربعة مواطنين من عائلة واحدة هم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات وأخته التي تبلغ الخامسة، ووالدتهما وجدتهما، اثر القصف الذي تعرضت له بلدة المقيليبة".

كذلك، أفاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند اطراف بلدة زملكا" شرق العاصمة، في حين تتعرض مناطق في جنوب مدينة دوما (شمال شرق دمشق) لقصف من القوات النظامية.

العربي والخطيب

إلى ذلك، بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مع وفد من الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، برئاسة رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب في القاهرة أمس، آخر تطورات الاوضاع على الساحة السورية، لاسيما بعد شغل الائتلاف مقعد سورية في الجامعة العربية.

وقال الخطيب، في تصريح مقتضب للصحافيين عقب اللقاء، ان المباحثات كانت مطولة وتركزت على التطورات الوضع في سورية دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل. ويأتي هذا اللقاء في اطار المشاورات التي يجريها الامين العام للجامعة مع رئيس الائتلاف الوطني حول كل ما يتعلق بتطورات الوضع السوري والآفاق المستقبلية وكيفية التعامل مع هذه التطورات، لاسيما بعد قرار القمة العربية في الدوحة منح الائتلاف مقعد سورية في الجامعة العربية. وكانت الجامعة العربية اعلنت أمس الأول انها تدعم سعي الائتلاف للحصول على مقعد سورية في مجلس الأمن الدولي.

إسرائيل

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون خلال جولة في هضبة الجولان أمس إن إسرائيل سترد على أي ضرر يلحق بمصالحها جراء القتال الدائر في سورية، وحذر من وصول أسلحة إلى "حزب الله" من شأنها أن تهدد إسرائيل. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون، قوله إنه "عندما تلحق الحرب في سورية ضررا بمصالحنا فإننا سنرد عندئذ".

وزار يعلون موقعاً للجيش الإسرائيلي قريباً من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان، والذي تعتبره إسرائيل أنه يشكل حدودها مع سورية، بينما استعرض ضباط في الجيش تقارير حول الأوضاع في هذه المنطقة.

وقال يعلون إن "جولتي في هضبة الجولان هدفها متابعة التطورات خلف الحدود عن قرب، فهناك تدور حرب أهلية دموية منذ عامين، وفي الفترة الأخيرة حصدت هذه الحرب آلاف القتلى في كل شهر، لكننا لن نتدخل مادام هذا لم يلحق ضررا بمصالحنا".

وتطرق يعلون إلى احتمال نقل أسلحة متطورة من سورية إلى "حزب الله" في لبنان، وبينها صواريخ متطورة مضادة للطائرات وسلاح كيماوي، وقال إن "التهديد من جانب سورية قد يأتي من خلال تسرب أسلحة يمكن أن تهددنا إلى جهات غير مسؤولة مثل حزب الله في لبنان أو منظمات إرهابية تنشط في سورية، وقد عملنا وسنعمل ضدهم". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يعمل من أجل أن تبقى هضبة الجولان هادئة، ولكي يتمكن المواطنون من التنزه هنا بأعداد كبيرة مثلما حدث في عيد الفصح الأخير، وهكذا يعمل الجيش هنا وعند الحدود مع لبنان أيضا".

(دمشق ــ أ ف ب، العربية، رويترز، د ب أ،  يو بي آي)