قالت شركة كويت إنرجي إنها تركز بقوة على إنتاج الغاز والتنقيب عن النفط في جنوب العراق ولن تخاطر بإغضاب بغداد من خلال السعي وراء صفقات مع حكومة إقليم كردستان شبه المستقل في الشمال.

Ad

وقالت الرئيسة التنفيذية لـ"كويت إنرجي" سارة أكبر إن الروابط القوية مع بغداد عامل أساسي للاستثمار الاستراتيجي للشركة في جنوب العراق.

وأضافت في مقابلة: "الأمر بسيط للغاية. كان طموحنا منذ البداية هو أن نتمكن من انتاج الغاز في العراق وتصدير بعضه إلى الكويت".

وأثارت "إكسون موبيل" و"توتال" اللتان تعملان في مشروعات عملاقة جنوب العراق غضب الحكومة المركزية بتوقيع عقود تنقيب مع حكومة كردستان في صفقات تعتبرها بغداد غير قانونية.

وتسببت العقود في مزيد من التوتر بين بغداد والأكراد بفعل نزاع ممتد منذ فترة طويلة بشأن النفط والأراضي والاستقلال السياسي.

تصدير الغاز

ولايزال تصدير الغاز العراقي موضوعا حساسا لأن بغداد وبعد نحو عشر سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد مازالت لا تستطيع توفير الكهرباء للمواطنين إلا لساعات قليلة في اليوم.

وقالت أكبر: "الوقت ليس مناسبا الآن (لتصدير الغاز إلى الكويت) بسبب احتياج العراق للغاز. نأمل أن نتمكن من ذلك في المستقبل. ولتحقيق ذلك نحن نحتاج إلى تعزيز وتنمية علاقاتنا مع بغداد. وسيحقق ذلك هدفنا بدلا من العمل ضدهم والتواجد في كردستان".

ومن المتوقع أن يصبح العراق عضو منظمة أوبك أكبر مصدر لامدادات الطاقة الجديدة في العالم على مدى الأعوام القليلة القادمة ويخطط لطرح جولات جديدة من المزادات لامتيازات النفط والغاز.

وقالت أكبر إن "كويت إنرجي" التي لديها بالفعل امتياز للتنقيب عن النفط ستسعى للحصول على امتياز للبحث عن الغاز".

وصدر العراق الغاز إلى الكويت منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وحتى الغزو في 1990. وأضرم الجيش العراقي المنسحب النيران في حقول النفط الكويتية، وانضمت أكبر وهي مهندسة بترول لفرق مكافحة الحرائق لإخماد النيران.

تقدم كبير

وبعد أكثر من 20 عاما تتحرك الدولتان لتقوية الروابط بينهما في مجال الطاقة. وحققت "كويت إنرجي" تقدما كبيرا خلال الجولة الثالثة للتراخيص في 2010 وتحالفت مع "تباو" التركية للفوز بعقد لتطوير حقل سيبا للغاز الجنوبي بالقرب من الحدود الكويتية.

واستحوذت أيضا على حصة في مشروع حقل للغاز في المنصورية في محافظة ديالى المضطربة بالقرب من إيران تديره "تباو".

ومن جانبه يأمل العراق أن يستأنف في نهاية المطاف التصدير إلى الكويت التي تشتري الآن الغاز من شركات عالمية وأن يشكل حقل سيبا للغاز غير المصاحب للنفط في محافظة البصرة فرصة جديدة.

وقالت أكبر التي عملت عشر سنوات في حقول نفط كويتية: "من الناحية الاقتصادية فإنه مشروع منطقي للغاية سيربط البلدين معا".

ويمضي مشروعا سيبا والمنصورية في سبيلهما لبدء الإنتاج في النصف الأول من 2014. وقالت أكبر إن الشركة تخطط "لانفاق ضخم في العراق هذا العام والعام القادم".

وسيجري انفاق 400 مليون دولار خلال العامين المقبلين لحفر آبار وبناء خطوط انابيب ومنشآت في حقلي الغاز.

ومن المستهدف انفاق 125 مليون دولار أخرى لتسريع وتيرة التنقيب في الامتياز 9 الذي فازت به "كويت إنرجي" في الجولة الرابعة للتراخيص العام الماضي. و"دراجون أويل" هي شريكها بحصة الأقلية في الامتياز النفطي الجنوبي الواعد القريب من الحدود مع إيران.

ومع تدهور علاقاته الدبلوماسية بتركيا طلب العراق من "كويت إنرجي" الاستحواذ على حصة "تباو" في الامتياز 9 بعد أن قرر مجلس الوزراء العراقي اقصاء شركة الطاقة التركية عن المشروع.

وغضبت بغداد من تحرك أنقرة لتقوية روابطها مع حكومة كردستان عبر منحها منفذا لصادرات النفط.

وتعرض حكومة كردستان على المستثمرين الأجانب صفقات لتقاسم الإنتاج تتيح لهم المشاركة في أرباح الإنتاج بينما يعرض العراق عقود خدمة أقل إغراء تدفع الشركات فيها رسوما.

وقالت أكبر إنها لا تتوقع أن تقوم بغداد بطرد "تباو" من حقول مثل المنصورية وسيبا حيث تعمل بالفعل.

وتابعت: "لا أعتقد أن المشروعات القائمة ستتأثر. نأمل تسوية الأمور بين الطرفين وأن تعود تباو إلى الامتياز وتتوسع في عملياتها في العراق".

توسع الشركة

واستطاعت "كويت إنرجي" ومقرها مدينة الكويت وتأسست منذ سبع سنوات فحسب التواجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وتوجد أصولها الإنتاجية الرئيسية في مصر ولديها امتيازات للتنقيب في اليمن وفازت بامتيازات جديدة في أفغانستان مع "تباو" و"دراجون أويل" ومجموعة "أفغان غازانفار".

وقالت أكبر: "نحن من المنطقة. نعرف كيف نشق طريقنا في ظل عدم التيقن والأوقات الخطرة".

وربما تتجه كويت إنرجي لممارسة أنشطة في ليبيا.

وقالت أكبر: "قررنا الذهاب إلى هناك وترسيخ أقدامنا واقامة علاقات ودراسة الحقول والقيام بما هو ضروري وعندما تكون البلاد مستعدة سنكون مستعدين أيضا".