• اشتباكات في مسقط رأس مرسي بين مؤيديه ومعارضيه     • كيري: الجيش استعاد الديمقراطية عندما أطاح الرئيس

Ad

واصلت جماعة "الإخوان المسلمين" سياسة التصعيد أمس، بحشد أنصارها في تظاهرات "ضد الانقلاب"، لتكرس بذلك عنادها في ظل إصرار الدولة المصرية على فض اعتصام مؤيدي المعزول والمضي قدماً في خريطة الطريق التي حازت تأييدا دوليا.

شارك الآلاف في تظاهرات نظمتها جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر أمس، ضمن فعاليات جمعة "ضد الانقلاب"، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، في وقت تواصل الدولة المصرية استعداداتها لفض اعتصامي أنصار المعزول أمام مسجد "رابعة العدوية" وفي ميدان "النهضة"، لإنهاء العنف في الشارع المصري الذي تقوده قيادات الجماعة عقب إطاحة ثورة "30 يونيو" بمرسي، فضلاً عن هجمات للجماعات الجهادية التكفيرية المستمرة بشكل يومي في سيناء.

وخرج أتباع "الإخوان" عقب صلاة الجمعة أمس في مسيرات أعلنها التحالف "الوطني لدعم الشرعية"، وزحف أنصار المعزول إلى عدد من مديريات الأمن في المحافظات، فضلا عن تنظيم عدة تظاهرات في القاهرة الكبرى.

وقال القيادي الإخواني محمد البلتاجي، المطلوب أمنياً في جرائم التحريض على قتل المصريين، إن المتعصمين بميدان رابعة العدوية يقفون من أجل الحفاظ على الأمن القومي، وليس لتهديده، في رد منه على بيان الحكومة، الأربعاء الماضي، الذي طالبت فيه وزارة الداخلية بفض اعتصامات "الإخوان" لتهديدها الأمن القومي للبلاد.

 واتهم البلتاجي قيادات الجيش وعلى رأسها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بأنهم يخدمون "الأمن القومي الإسرائيلي، ويقسمون الشعب وانحازوا للأقلية على حساب الأكثرية"، على حد زعمه.

اشتباكات

دعت قوى ثورية للاحتشاد في ميدان "التحرير" أمس، لتأمينه والتصدي لمحاولات اقتحامه من قبل مؤيدي المعزول، وفي ظل عدم تجاوب شعبي مع دعوات "الإخوان" للتظاهر، تصدى فجر أمس، أهالي محافظة الشرقية، مسقط رأس المعزول مرسي، لمسيرات أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، ما أدى إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن إصابة 36 بينهم 14 حالة مصابة بطلقات الخرطوش في قرية "الحلمية"، التابعة لمركز أبو حماد، نتيجة التراشق بالحجارة وإطلاق المولوتوف والخرطوش بطريقة عشوائية، بين الطرفين.

 وجاءت الاشتباكات عقب رفض الأهالي مطالب مسيرة أنصار المعزول بعودته، وهتفوا ضد مرسي و"الإخوان" رافضين أيّ حديث عن عودة مرسي، ما دفع "الإخوان" لاستخدام العنف، لتندلع بعدها الاشتباكات.

وأيقظ المصلون أهالي المدينة لإنقاذهم من خلال مكبرات الصوت بعدد من المساجد، ما دفع العديد من الأهالي والشباب إلى الاشتباك مع أنصار المعزول ومطاردتهم داخل شوارع المدينة بين عمليات كر وفر، وغياب للشرطة، ونظم شباب المدينة مسيرة لتفويض القوات الملسحة والشرطة فض اعتصامي ميداني "النهضة" و"رابعة العدوية".

فض الاعتصام

تجاهلت السلطات المصرية تظاهرات "الإخوان المسلمين" وركزت جهودها على المضي قدماً في فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" مع اقتراب ساعة الصفر لإطلاق حملة أمنية في هذا الصدد بناء على تكليف رسمي من الحكومة المصرية، صدر الأربعاء الماضي.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن وزارة الداخلية بدأت في مفاوضات عبر وسطاء مع قيادات "الإخوان المسلمين" لإنهاء اعتصامات مؤيدي المعزول، سلمياً منعاً لإراقة الدماء، مؤكداً أن هذه المفاوضات تعتبر الإنذار والتنبيه الأخير لمؤيدي المعزول قبل أن تقوم الأجهزة الأمنية بفض الاعتصام، وفقاً للقانون المنصوص عليه، متمنياً أن تحقق تلك المفاوضات المرجو منها بفض الاعتصام سليماً.

 وتعرض وفد حقوقي من جمعيات مستقلة، أراد التأكد من خلو اعتصام "رابعة العدوية" من الأسلحة، للضرب والطرد من قبل قيادات جماعة "الإخوان" وشبابها، الذين رفضوا دخول الوفد الحقوقي إلى مقر الاعتصام، ما أثار استياء عدد من القوى السياسية، التي رأت في الواقعة تأكيداً على احتواء مقرات الاعتصام على أسلحة ونية المعتصمين اللجوء إلى العنف لمواجهة أي محاولة لفض الاعتصام.في غضون ذلك، أكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، مساء أمس الأول (الخميس) رفضه "استخدام العنف أو التحريض عليه بديلا عن الحلول السياسية والحوار"، مشدداً، في بيانه، على مسؤولية الدولة، وكل الأطراف السياسية في وجوب الحيلولة دون وقوع العنف بأي ثمن والحفاظ على سلامة المواطنين كافة، أيًا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم، في ظل حق كل مواطن في ممارسة حقه في التظاهر المشروط بالسلمية، على حد قوله.

وقال الطيب إن "الحوار العاجل والجاد وحده هو المخرج الوحيد من الوضع الراهن، وهو السبيل  لبناء الثقة من جديد بين كل أطياف الشعب المصري الأصيل"، مضيفاً: "ويجب على الجميع الاستجابة الفورية إلى الحوار، فالتاريخ لن يرحم متخاذلا أو معاندا على حساب الأوطان والشعوب"، في إشارة إلى تعنت جماعة "الإخوان المسلمين" الرافضة لكل المقاربات السياسية وتمسكها بسياسة التصعيد في الشارع.

موقف أميركي

وفي الشأن الدبلوماسي، وبعد أن أنهى وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله زيارته لمصر، تجنب خلالها وصف ما حدث في 3 يوليو بالانقلاب العسكري، أظهر وزير الخارجية الأميركي جون كيري تغيراً في موقف واشنطن مما يجري في مصر عقب ثورة "30 يونيو" قبيل زيارة مرتقبة لوفد الكونغرس الأميركي إلى القاهرة الأسبوع الجاري.

وقال كيري، في تصريحات صحافية، إن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" عندما أطاح مرسي الشهر الماضي، مؤكداً أن عزل الأخير جاء استجابة لمطلب "الملايين والملايين من الناس".

من جهته، دخل وفد لجنة الحكماء الأفارقة برئاسة الفا عمر كوناري في جولة من المفاوضات مع جماعة "الإخوان المسلمين" لحثهم على فض اعتصامهم، ومن ثم الانخراط في العملية السياسية، وزار وفد لجنة الحكماء الأفارقة مساء أمس الأول، مقر اعتصام أنصار الرئيس المعزول أمام مسجد "رابعة العدوية"، والتقى الوفد مع قيادات إخوانية، إلا أن "الجريدة" علمت أن مهمة الوفد الإفريقي فشلت في إقناع "الإخوان" بإنهاء الاعتصام.