أوباما يعزز التجارة والطاقة مع أميركا اللاتينية
رغم التحسن في معدل البطالة مع الأرقام الجيدة التي أعلنت الجمعة بشأن شهر أبريل، لم تتمكن الولايات المتحدة بعد من استعادة مستوى سوق العمل لما قبل مرحلة الركود 2007-2009.
تولي الولايات المتحدة أهمية كبرى لعلاقاتها الاقتصادية مع دول أميركا اللاتينية، هذا ما أكده الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام للمكسيك وكوستاريكا.وأوضح أوباما، في خطابه الإذاعي الأسبوعي، أن الولايات المتحدة توجه أكثر من 40 في المئة من صادراتها إلى أميركا اللاتينية، ولهذا السبب قام بزيارته للدولتين.
وذكر ان تجارة بلاده في القارة تنمو بوتيرة هي الأسرع مقارنة بباقي أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه ركز في مباحثاته مع رئيس المكسيك إنريكي بينا نيتو، ورئيسة كوستاريكا لورا تشينشيلا على تعميق العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.وأضاف أن «أميركا اللاتينية تمثل فرصة مدهشة للولايات المتحدة، خصوصا في ما يتعلق بأولويتي الأهم كرئيس: خلق فرص عمل ووظائف للطبقات المتوسطة».ورغم التحسن في معدل البطالة مع الأرقام الجيدة التي أعلنت الجمعة بشأن شهر أبريل، لم تتمكن الولايات المتحدة بعد من استعادة مستوى سوق العمل لما قبل مرحلة الركود 2007-2009، فقد بلغ المعدل الرسمي للبطالة 7.5 في المئة الشهر الماضي، مقابل 5 في المئة مطلع عام 2008.ومنذ توليه الرئاسة عام 2009 وضع أوباما معظم رحلاته الخارجية، خاصة إلى آسيا وأميركا الجنوبية، تحت شعار البحث عن «مخزون للنمو» من خلال الصادرات، وقال في كلمة في مكسيكو الجمعة: «من أفضل الطرق لتنمية اقتصادنا هي زيادة المبيعات والخدمات الأميركية في باقي العالم. وهذا يشمل جيراننا في الجنوب». والمكسيك شريك منذ 1994 للولايات المتحدة وكندا، في إطار اتفاق حرية التبادل في أميركا الشمالية، وتعد ثاني أكبر زبائن الولايات المتحدة وثالث المصدرين لها، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 500 مليار دولار. وخلال السنوات الست من حكومة الرئيس السابق فيليبي كالديرون (2006-2012) تصدرت مسألة مكافحة عصابات المخدرات الأجندة بين البلدين. واستأثرت قضية الطاقة بنصيب كبير في مباحثات أوباما في أميركا الوسطى، وركز الرئيس الأميركي خلال خطاباته في البلدين على أهمية تعزيز التعاون في هذا المجال، حيث تعاني المنطقة الكلفة الباهظة للطاقة، غير أن لديها مصادر للطاقة المتجددة.وقال أوباما، في ندوة للطاقة بكوستاريكا، إن بلاده قد تستطيع تأمين احتياجات دول أميركا الوسطى من الطاقة عن طريق تصدير الغاز الطبيعي.وتعتزم وزارة الطاقة الأميركية النظر خلال شهرين في عدة طلبات من شركات ترغب في تصدير الغاز، ومن المتوقع أن تصبح الولايات المتحدة مصدرا للغاز بحلول عام 2020، بعد اكتشافات واسعة للغاز الطبيعي في السنوات القليلة الماضية.وخلال مباحثاته مع رئيسي المكسيك وكوستاريكا أشار أوباما إلى أنه سيتخذ قرارا فيما إذا ستقوم بلاده بالبدء في تصدير الغاز للدول الأخرى، مضيفا ان أميركا الوسطى ستكون مهمة بالنسبة لاتخاذ مثل هذا القرار.وفي الندوة التي تحدث فيها أوباما ولورا تشينشيلا، أكد متحدثون آخرون في المنطقة أهمية مسألة الطاقة لأميركا الوسطى. وقال رئيس غرفة التجارة الأميركية في هندوراس إدواردو أتالا إن هناك ما لا يقل عن 1.8 مليون شخص في هندوراس لا يستطيعون الوصول إلى مصادر للطاقة.ويزداد الطلب في المنطقة على الطاقة بصورة عامة، ويقول البنك الدولي إنه بحلول 2030 ستحتاج المنطقة إلى استثمارات تصل إلى 25 مليار دولار لتأمين احتياجاتها.وعن قضية المخدرات في المنطقة، اكد أوباما في مؤتمر صحافي مع لورا تشينشيلا «ان الولايات المتحدة تعترف بأننا نتحمل جانبا من المسؤولية، حيث إن الجزء الأكبر من أعمال العنف في المنطقة يرجع إلى الطلب على المخدرات، خاصة من الولايات المتحدة»، مشددا على أن التجارة هي الطريق لمحاربة الفقر وإيجاد الوظائف الكفيلة بإبعاد الشباب عن حياة الانحراف.