هذا "الولد" يحكم البلاد ليس لأنه كفؤ أو أن الشعب اختاره لكن بسبب تعاقب القيادة، فهو ينحدر من شجرة حكمت هذه البلاد منذ القرن الثامن عشر، توفي سلفه وسارع الحكام الحقيقيون باختياره، يحرص هؤلاء الأخفياء على تداول السلطة بشكل لا يخدش سلامة مصالحهم وشدة تمكنهم من "فلوس" الدولة بشتى صورها، فالدولة بأيديهم منذ عشرات السنين.
وكما هم أسلافه خصوصاً والده الذي قضى منذ ثلاث سنوات فإن كيم يونغ يعتبر ظاهرة إلهية وهبة الرب لشعب كوريا الشمالية! العجيب أن أسلوب كيم بهذا البلد الغابر في أفق الشرق يتكرر في الدول غير الديمقراطية بما في ذلك الشرق الأوسط، فظهوره محسوب وصوره منتقاة، وقد خلع عليه أتباعه- الذين هم أسياده بالأساس- هيبة، وأورثوه قوة شخصية أمام الملأ.يجب أن يكون أعجوبة إدارية ومعجزة علمية، فهو لم يكتف بجامعة واحدة بل تخرج من جامعتين بتخصصين مختلفين أحدهما الفيزياء، ولا تسأل عن المعدل فهو بكل "تجرد ومصداقية" امتياز؟! وبسبب كفاءته المزعومة تولى مناصب عسكرية، وهو في العشرينيات إلى أن وصل إلى رتبة جنرال أركان حرب. وهو في هذه لا يختلف عن بعض قادة المنطقة بالترقي والنجاحات الخرافية.كيم السكير والعربيد أيضاً يُدخل أعوانه في مسرحية شبه يومية، حيث يتم تغطيسه في حوض ماء بارد كل صباح ليسترد عقله "ويصير رجال"، وبعدها يخرج على الناس "بالشكل المناسب".بسب الإدارة الفردية والنخبوية استطاع كيم أن يجعل الدخل السنوي للمواطن في ديرته لا يتجاوز معاش خدامة في الكويت في ستة أشهر، بينما يصل معدل دخل شقيقه الجنوبي إلى راتب مدير بشركة نفطية كويتية. وبالغ كيم المدلل بالإساءة إلى شعبه فحكم عليهم بنوعية غذاء توردها "شلته" لا تحتوي على حاجات الإنسان الأساسية فأصاب الشعب الهزال وسجلت المنظمات الصحية قصراً في قامات الشماليين عن إخوانهم الجنوبيين بمعدل 5 سم، وعندما تم تصوير الكوريتين ليلاً من السماء كان أكثر من نصف الجنوبية يتلألأ بينما نام الشماليون من المغرب وأطفؤوا النور.أسلوب المشيخة ألقى بالشيخ كيم وأسلافه ودولته المختطفة في نهاية قائمة الدول المحترمة، ولكن لو ألقى كيم بنظره إلى الأعلى لوجد مشيخات وممالك لديها كل شيء ولكنها قريبة من درجته المتدنية، ولكن تختلف عنه أنها لا تجرؤ أن تهدد أحداً... تستقبل تهديدات وتخاف فقط.
مقالات
الشيخ التقليد
04-05-2013