اتهم الاتحاد العام للشغل، وهو أكبر منظمة نقابية في تونس أمس، الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية بـ»المماطلة والتسويف» للتهرّب من استحقاقات الخروج من الأزمة السياسية الخانقة التي تصاعدت منذ اغتيال النائب محمد البراهمي في 25 يوليو الماضي، في حين هدّدت المعارضة بالتصعيد.

Ad

وقال الأمين العام للاتحاد العام للشغل حسين العباسي، خلال مؤتمر صحافي عقده بصحبة رؤساء بقية المنظمات الوطنية الراعية للحوار بين المعارضة والائتلاف الحاكم، إن موقف الائتلاف الحاكم من مبادرته، ووثيقة خريطة الطريق التي قدمها قبل أربعة أيام، اتسم بـ«المماطلة وتمييع الحوار والغموض»، معتبراً أن طلب اعتماد خريطة الطريق التي قدّمها كمجرّد أرضية للحوار من دون الاتفاق على مبادئ أساسية «يعد عودة إلى نقطة الصفر»، باعتبار أن حركة النهضة الإسلامية «ماطلت في أغلب الحوارات الوطنية التي تم خوضها معها».

وبحسب العباسي، فإن حركة النهضة يبدو أنها «اطمأنت لعودة المجلس التأسيسي إلى سالف نشاطه لتنطلق في تنفيذ سياسة ربح الوقت والمناورة والمماطلة التي أثّرت على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني».

ومن جهته، قال عبدالستار بن موسى، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تشارك في رعاية الحوار إلى جانب الاتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة أرباب العمل، وعمادة المحامين، إن خريطة الطريق التي وضعتها المنظمات الراعية للحوار كانت واضحة ومضبوطة، فإما أن تُقبل كما هي أو أن يتم رفضها.

وأوضح خلال المؤتمر الصحافي أن رد الائتلاف الحاكم تضمن ردوداً مشروطة وغير واضحة، مؤكداً في نفس الوقت أن الحكومة الحالية برئاسة علي العريض، القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية «فشلت في حماية المواطنين وحماية الجنود، مثلما فشلت في مقاومة الإرهاب»، معتبراً أن «عليها أن تستقيل».

وبينما اعتبر بن موسى أنه «لو استقالت لكنّا استرحنا»، هدّدت المعارضة بتصعيد تحركاتها السياسية والشعبية لدفع الحكومة الحالية إلى الاستقالة والقبول بحل توافقي للأزمة التي تعصف بالبلاد.

وقال حمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الائتلاف اليساري المعارض «الجبهة الشعبية»، إنه «بات واضحا أن الائتلاف الحاكم منه حركة النهضة على وجه الخصوص لا تريد حل الأزمة».

واعتبر في تصريحات إذاعية أن حركة النهضة «تماطل وتتظاهر بالقبول في حين أنها تسعى لكسب المزيد من الوقت»، مؤكداً في هذا الصدد أنه «لن يُسمح لهم بمواصلة ذلك لأن تونس ملك الشعب وليست ملكاً لهم».

(تونس - يو بي آي، أ ف ب)