بعد صمت الحكومة السودانية الذي رافق الاحتجاجات الشعبية طوال الأيام الستة الماضية على خلفية رفع أسعار الوقود الذي أثار احتجاجات دموية وانتقادات من داخل الحزب الحاكم، أكد وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أمس، أن الحكومة لن تتراجع عن قرارها برفع أسعار الوقود.
وقال عثمان إن السلطات اضطرت الى التدخل عندما أصبحت الاحتجاجات عنيفة، مشددا «هذه ليست تظاهرات، لقد هاجموا محطات البنزين وحرقوا نحو 21 منها». وأضاف الوزير أن الحكومة كانت تعلم أن «أعمال شغب» ستندلع إذا تمت زيادة أسعار الوقود، إلا أن رفع الدعم عن الوقود سيؤدي الى توفير مليارات الدولارات، مبينا «لا يستطيع اقتصادنا تحمل استمرار هذا الدعم، علينا أن نستمر رغم أننا نعلم أن ذلك ثقيل بعض الشيء على الناس». قلة مندسة وصرح وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد أمس، أن عدد قتلى التظاهرات وأعمال العنف الأخيرة ارتفع إلى 33 شخصاً من المواطنين وقوات الشرطة بحسب الإحصاءات الرسمية للحالات التي وصلت للمستشفيات. وعزا الوزير «أعمال التخريب والعنف التي صاحبت التظاهرات» إلى «عدم إخطار الأجهزة الأمنية والترتيب معها لحماية المتظاهرين وفق ما نص عليه القانون»، متهما «عناصر مندسة مما يسمى بالجبهة الثورية بإحداث عمليات القتل والتخريب». في السياق، قال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع إن الحكومة لن تسمح بانفلات الأمن، داعيا «قيادات المعارضة الوطنية ألا تتيح الفرصة للمندسين باسم التظاهرات السلمية بهدف التخريب والقتل». في السياق، أعلن الجناح الإصلاحي داخل حزب المؤتمر الوطني العام الحاكم في السودان برئاسة البشير في رسالة معارضته للقمع الذي ووجهت به التظاهرات. وجاء في رسالة وجهها الى الرئيس السوداني 31 مسؤولا في الحزب الحاكم من الجناح الإصلاحي «إن الإجراءات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة والقمع الذي مورس ضد الذين عارضوها بعيد عن التسامح وعن الحق في التعبير السلمي». «إسلاميون» دعت مجموعة إسلامية متشددة في السودان أمس، الحكومة الى التراجع عن قرارها بزيادة أسعار الوقود. وقالت منظمة «الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان»، وهي منظمة غير رسمية، إن على الحكومة «ايقاف كل الاجراءات الاقتصادية التي أضرت بجميع أفراد وشرائح المجتمع بما في ذلك حزمة الإجراءات الأخيرة ووضع معالجات فعالة وعاجلة لتجنيبهم أي ضرر يلحق بهم». على صعيد آخر، قال مدير صحيفة «الانتباهة» السودانية مصطفى الطيب إن السلطات أمرت بعدم صدور الصحيفة التي تعد الأكبر في البلاد والتي دأبت على انتقاد قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود. وأضاف الطيب وهو خال الرئيس السوداني، «بالأمس أبلغنا جهاز أمن الدولة بالتوقف عن النشر لأجل غير مسمى دون إبداء الأسباب». في الوقت نفسه، نقلت الإذاعة السودانية عن وزير الخارجية علي كرتي نفيه أن تكون الحكومة تقوم بالتضييق على وسائل الإعلام ، ولكنه أضاف أن الحكومة «تغلق الباب أمام القنوات التي تهدد الأمن القومي السوداني». (الخرطوم - أ ف ب، يو بي آي)
دوليات
الخرطوم تتمسك برفع الدعم وتتهم «مندسين» بـ «الشغب»
30-09-2013