نفى الفنان القدير عبدالله الحبيل اعتزاله الفن، مؤكداً أنه ابتعد قليلاً عن المجال، ليحافظ على قيمته ومكانته لدى الجمهور، وسيعود عندما تتوافر الأجواء الإدارية الصحية والأعمال الجيدة.

Ad

وأشار الحبيل إلى معاناته عندما يجهز أي عمل درامي تلفزيوني، خصوصاً إقناع الفنان بإجراء «بروفات» قبل التصوير، «فهو لا يريدها لارتباطه بأكثر من مسلسل فيصور مشاهده معك بسرعة»، مضيفاً «مع الأسف أكثر من 90 في المئة من الممثلين لا يقرأون إلا أدوارهم فقط، فكيف سيتعايشون مع العمل كله؟ فالمنطق يقول المعرفة أساسها التلاؤم».

ويتذكر الحبيل موقفاً حقيقياً حدث لفنان كبير شارك في عمل درامي أساء للأسرة الكويتية وبناتها وقدمه في صورة رديئة جداً، وتمت معاتبته وتوبيخه، فرد الفنان «اسمحوا لي لم أقرأ في هذا المسلسل إلا دوري فقط»، أي انه لا يعلم ماذا يحدث في المشاهد الأخرى؟!.

وتابع بالقول إن «إدارة هذه الأعمال ولدت فنانين بلا مسؤولية وحتى من جيله مع الأسف الشديد، كما أفرزت مؤلفين يكتبون بلهجة غير كويتية، وأحداث كلها صراخ وضرب».

وأكد الحبيل أن الإشكالية الرئيسية تكمن في وجود أناس لا علاقة لهم بالفن، «فإذا أرادوا إنتاج مسلسل كوميدي قدموا تهريجاً وقلة أدب، أو تراجيديا تجد النواح و»المكامش»، ونواح تعرض شبابنا كأنهم كلهم مدمنون وسيئون، وأسرة فوضوية، مستطرداً «إذا أردت أن تستعرض ذلك فقدم جانباً ولكن دون أن تعممه».

وعن تقييمه للمهرجانات المسرحية، قال الحبيل: «ليكن مقياسنا لها هو الإيجابيات، مثال ذلك التكريم الذي يسعد به أي الفنان، وأتمنى أن تقام احتفالات تكريمية في مختلف المجالات للرياضيين والصحافيين والموظفين وغيرهم، لأنه الحافز القوي الذي يجعل الإنسان يبحث عن الأفضل ويحاول أن يتجدد ويطور من نفسه».

وهنا يستدعي الحبيل ذاكرته عندما شارك بمسرحية «1، 2، 3، 4 بم» لفرقة مسرح الخليج العربي في مهرجان المغرب العربي الحديث قائلاً: «جاءني معجب مغربي تحدث معي باللغة العربية الفصحى فكنت لا أجيدها، فأبدى استغرابه، لأنني فنان محترف كيف لا أتحدث بطلاقة بلغتي الأم، وعندما عدت إلى منزلي أخذت شرح (ابن عقيل)، وهو مرجع للغة العربية يتكون من 1200 صفحة، وقرأته مرات عديدة إلى أن تمكنت من اللغة».

ومضى بالقول إن «مجرد التكريم وتوزيع الجوائز على المتنافسين في المهرجانات سيفرز نوعية جيدة من الشباب، الذين أتمنى لهم مواصلة خدمة الفن».

يذكر أن الفنان عبدالله الحبيل ممثل ومنتج ومؤلف وكاتب أغنيات وملحن، وهو من عناصر العصر الذهبي لفرقة مسرح الخليج العربي، التي قدم معها أروع المسرحيات منها «حفلة على الخازوق»، و»1، 2، 3، 4 بم»، و»الواوي»، و»ضاع الديك»، وقام بإنتاج الكثير من المسرحيات منها: البمبرة، فضيحة، الإرهابي، على قشر موز. ومن أبرز مسلسلاته التلفزيونية: الشاطر حسن، والإبريق المكسور، ومذكرات جحا، وعد مرزوق، ورحلة بوبلال (آخر مسلسل قدمه)، كما شارك في البرنامج التربوي التعليمي «افتح يا سمسم» بشخصية «نعمان» الشهيرة، وتم تكريمه في مهرجان الكويت المسرحي الثالث عشر في ديسمبر 2012، كما كرم في مهرجان أيام المسرح للشباب السابع عام 2010.