سعى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لدحض الشائعات التي تقول إن لديه مرشّحاً مفضّلاً لخلافة محمود أحمدي نجاد في سدة الرئاسة، مؤكداً أن لا أحد يدري لصالح مَن هو سيصوّت.

Ad

مع اقتراب موعد اختيار خلف الرئيس الإيراني محمد أحمدي نجاد، نفى مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، ما يقال عن ترکيزه علی بعض الأفراد في الانتخابات، قائلاً ان «هذه الأقوال كانت موجودة دائماً لكن لا أساس لها من الصحة، لأن لا أحد يدري لصالح من سيصوت القائد».

ودعا خامنئي خلال استقباله أمس، رئيس وأعضاء مجلس الشوری إلى إجراء انتخابات رئاسية «حماسية» في البلاد في 14 يونيو المقبل.

وقال: «الكل يجب أن يعمل من أجل إقامة انتخابات حماسية يشارك فيها عموم الناخبين، لأن اقتدار وقوة الدولة الإسلامية كانت منذ انتصار الثورة الإسلامية وحتى الآن مبنية علی التواجد والسند الجماهيري».

واعتبر أن إقامة الانتخابات «بشكل رائع وحماسي يمهد لحصانة البلاد واقتدارها وأمنها ويزيل تهديدات الأعداء».

ولفت إلى أنه «تقع على عاتق المرشحين أيضاً مسؤولية جسيمة، ويجب أن تكون تصريحاتهم حقيقية وتستند إلی المعطيات الصحيحة».

مقابلة روحاني

وفي سياق متصل، استغل المفاوض النووي الإيراني السابق الذي يخوض انتخابات الرئاسة حسن روحاني، أول ظهور تلفزيوني له في حملته الانتخابية للرد على اتهامات بأنه كان متساهلاً أكثر من اللازم في المحادثات مع القوى العالمية.

وأشرف روحاني - أبرز المرشحين المعتدلين في انتخابات يهيمن عليها المتشددون - على اتفاق لتعليق الأنشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم. وكان روحاني مفاوضاً نووياً في الفترة من عام 2003 حتى 2005 .

وقال روحاني في مقابلة أذاعها التلفزيون الإيراني أمس الأول، ان الاتهامات الموجهة له بأنه عطل التطور النووي لإيران «أكذوبة» ووصف من أجرى المقابلة معه بأنه «جاهل».

وقال روحاني الذي كان يرتدي ملابس رجال الدين الإيرانيين للمذيع الذي كان يرتدي سترة: «من الأفضل أن تدرس التاريخ». وتابع متسائلاً: «أوقفناه؟ لقد أتقنا التكنولوجيا النووية».

وتابع روحاني (64 عاماً) أن إيران وسعت تخصيب اليورانيوم خلال فترة عمله وأظهرت في الوقت نفسه الطابع السلمي للبرنامج ومنعت شن هجوم أميركي.

وكان نائب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري وهو مؤيد للمرشح سعيد جليلي (المفاوض النووي الحالي) في كلمة ألقاها في الآونة الأخيرة: «مصالحنا الوطنية وأمننا تعرضا للتشهير والضرر» في إشارة إلى الفترة التي تولى فيها روحاني المفاوضات في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.

وتابع: «نهاية تلك الفترة لم تكن سعيدة وأدعو الله ألا نعود إلى هذه الفترة مرة أخرى».

والسياسة النووية في نهاية المطاف موضوع يقرره الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي ويؤكد جميع المرشحين حق إيران في الطاقة النووية السلمية وينفون التخطيط لإنتاج أسلحة نووية.

وأفاد محللون أن الناخبين سيقارنون على الأرجح بين المرشحين على أساس خططهم لإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من ارتفاع معدلات البطالة والتضخم.

لكن دينا اسفندياري، وهي محللة متخصصة في الشؤون الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قالت ان القضية النووية «استُخدمت لتشويه المنافسين» في الأيام الأولى من الحملة الانتخابية.

«تغيير التوازن»

على صعيد آخر، حذر وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينيتز من أن امتلاك إيران للسلاح النووي من شأنه أن يغير وجه المنطقة ويهدد جيرانها والعالم الغربي، متهماً طهران بالسعي إلى «تغيير تاريخي في توازن القوى بين الإسلام والغرب».

وقال شتاينيتز في تصريحات خلال مؤتمر في القدس تحت عنوان: «إسرائيل والواقع الجديد» حضره دبلوماسيون وصحافيون أجانب مساء أمس الأول، ان «طموح قادة إيران الأصوليين واضح وجلي ويهدف إلى تغيير تاريخي في توازن القوى بين الإسلام والغرب».

وشبّه إيران بكوريا الشمالية التي «تمتلك أسلحة نووية وتهدد نحو مئتي مليون إنسان حولها». وتساءل شتاينيتز: «كيف سيكون عالمنا وعالم أطفالنا (في ظل) نظام أصولي متشدد يملك الأسلحة النووية؟».

(طهران ـ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)