مذبحة ضد شيعة مصريين يتفرّق دمها بين المتشددين
مقتل أربعة والنائب العام يفتح تحقيقاً... والأزهر يعتبرها «من أكبر الكبائر»
في ما يُعد جريمة غير مسبوقة في الملف الطائفي المصري، شهدت قرية زاوية أبومسلم التابعة لمركز أبوالنمرس بمحافظة الجيزة أمس الأول، جريمة بشعة، نفَّذها إسلاميون مسلحون ضد مجموعة من المنتمين إلى التيار الشيعي في مصر، ما خلف أربعة قتلى وعدداً كبيراً من المصابين في صفوف الشيعة.ووصفت تقارير حقوقية مصرية الجريمة بالمذبحة، واعتبرها رئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي نتيجة مباشرة للخطاب الطائفي، الذي تتبناه أحزاب إسلامية قريبة من مؤسسة الرئاسة، بعد أيام من خطاب طائفي ألقي في حضرة الرئيس محمد مرسي، داخل الصالة المغطاة باستاد القاهرة، خلال مؤتمر «دعم سورية»، والذي طالب فيه إسلاميون الرئيس بالتصدي للشيعة «الروافض» في مصر.
من جانبها، دانت مؤسسة الرئاسة الحادث، وأكدت عبر بيان رسمي، تكليفها الجهات المعنية بسرعة ضبط الجناة، وفتح التحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، في حين دان التيار السلفي الحادث، مؤكداً عدم ضلوعه فيه. واتَّهم القيادي الشيعي محمود جابر قيادات في «الجماعة الإسلامية»، بالوقوف وراء الحادث، خصوصا أن شهودا عيانا أكدوا أن لهجة منفذي الجريمة تتطابق مع لهجة قيادات الجماعة الإسلامية في صعيد مصر. وأضاف جابر لـ»الجريدة» أن الحادث يُقصد به ترويع المصريين، وبخاصة الأقباط، قبل أسبوع من تظاهرات تطالب بإسقاط «الإخوان» في 30 يونيو، كما يقصد به تشويه صورة التيار السلفي، الرافض لدعم الإخوان، مثل حزب «النور».وروى المتحدث الرسمي لائتلاف «الدفاع عن الصحب والآل» ذو الميول السلفية علاء السعيد تفاصيل الأحداث من خلال شهود عيان، بعدما تبرّأ وجماعته من الجريمة، قائلاً: «القيادي الشيعي المقتول في الأحداث حسن شحاتة سبق أن اجتمع ورفاقه بمنزل أحد قيادات الشيعة بالقرية يدعى الشحات عمر العريان، لإقامة «حسينية» للرد على المؤتمر الجماهيري الحاشد، الذي نظمه التيار السلفي بالقرية قبل أسبوع، لمواجهة المد الشيعي، بحضور الداعية السلفي محمد حسان.وقال شهود، إن اجتماعاً للشيعة بأحد منازل القرية، مساء أمس الأول، أدى إلى تجمهر أهالي القرية الرافضين لهذا التجمع، فقاموا بالاعتداء على المجتمعين وأضرموا النيران بالمنزل، ما أدى إلى خروج الشيعة وهجوم المتشددين عليهم.وأمر النائب العام طلعت عبدالله بسرعة إجراء التحقيقات، وطالب رئيس التيار الشيعي محمد غنيم بالحماية الدولية للشيعة المصريين، بينما اعتبرت مؤسسة الأزهر الحادث من «أكبر الكبائر».