من فات «طاشه» تاه
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
في لقاء سابق بين نجمي مسلسل "طاش ما طاش" ناصر القصبي وعبدالله السدحان اختلف النجمان على استمرارية المسلسل. كان رأي السدحان أن يستمر المسلسل طالما يقدم نجاحا ويجد قبولا من الجمهور، بينما كان رأي القصبي هو أن يتوقف المسلسل وأن يخرج من إطار الشخصيات التي قدمها. كان القصبي على حق في الحوار المذكور، فليس من المقبول لفنان أن يضع نفسه في إطار ثابت يحدد قدراته ويحد من تنوع أدواره في أعمال يستطيع من خلالها الانتقال من الكوميدي الى التراجيدي، والابتعاد عن الشخصيات النمطية التي كررها في المسلسل. وكان القصبي يتجه اتجاها صحيحا في مغامرة الخروج من شهرة المسلسل وسطوته، وأن يحاول تأكيد جدارته في مختلف الأدوار التي يقدمها. لكنه للأسف وقع هو تحت النمطية التي اعتاد تقديمها.لا نناقش هنا المساحات الضيقة في النص، والتي حددت حركة أداء القصبي، كما حددت حوارات عبدالحسين عبدالرضا، إنما نناقش أداء النجمين اللذين وقعا في فخ الأداء المكرر. لم يستطع أي منهما أن يكون مقنعا بأدائه للدور، ولجأ الاثنان إلى مهارات سابقة وكأن خط الأداء قد توقف عند حدود التجارب السابقة ولم يعد بالإمكان تجاوزها. ونحن لا نبرئ النص المكتوب في عدم قدرته على الخروج من سطوة هذه الخبرات السابقة إذا كان المؤلف يعرف أن عمله مقدم للنجمين تحديدا وليس لاختيار مخرج العمل كما كان يجب أن يكون عليه الأمر. ولكننا أيضا لا نجد ما يغفر للنجمين من الدخول في تجربة يعلمان أنها ليست إضافة لتاريخ عبدالحسين عبدالرضا، وليست ثوبا جديدا يخرج به ناصر القصبي من عباءة طاش ما طاش.يبدو أن على القصبي تحديدا أن ينتظر طويلا حتى يترك إرث طاش ما طاش، الذي يحمله على كاهل إبداعه أو يستمع إلى رأي رفيق دربه السدحان ويعود اليه.