قوات الأسد و«حزب الله» تقتحم القصير ومقتل أكثر من 100

نشر في 20-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-05-2013 | 00:01
No Image Caption
الأسد ينعى «جنيف 2» ويؤكد أنه لن يتنحى... و«الجامعة» تدعو إلى اجتماع لبحث المؤتمر
بعد أسابيع من الاستعدادات، شنت القوات السورية الموالية للنظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله هجوماً على مدينة القصير في حمص وتمكنت من اقتحام المدينة تحت غطاء جوي ومدفعي، في حين تواصلت الاشتباكات في بعض الجيوب التي استطاع مقاتلو المعارضة المعزولون عن العالم الصمود بها.

تمكنت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد مدعومة بمقاتلين من «حزب الله» اللبناني أمس من اقتحام مدينة القصير الحدودية مع لبنان في محافظة حمص بعد أن شنت منذ فجر أمس أكثر من عشرين غارة جوية وقصفت المدينة بالمدفعية الثقيلة تمهيداً للاقتحام البري.

وتضاربت الأنباء حول الوضع الميداني في المدينة، فقد أعلن مصدر عسكري موال دخول المدينة والسيطرة على الساحة الرئيسية ومبنى البلدية، وأفاد الناشطون الإعلاميون المعارضون أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من الصمود وأن المعارك تتركز على مداخل المدينة، التي تعتبر المعقل الأكبر للمعارضة المسلحة في ريف حمص وتملك أهمية استراتيجية لقربها من الحدود اللبنانية.  

وأفاد الناشطان الإعلاميان الشهيران في القصير هادي العبدالله وأحمد القصير عن أن وتيرة القصف وصلت الى سقوط حوالي 50 قذيفة بالدقيقة.

 وقال مصدر موالي للأسد لوكالة «فرانس برس» إن القوات الموالية «تمكنت من الدخول الى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة، ورفعت العلم السوري على مبنى البلدية»، واشار التلفزيون السوري من جهته الى وجود «بعض جيوب الارهابيين المتحصنين داخل أوكارهم» مشيرا الى أن الجيش يتقدم «أكثر وأكثر».

وتحدث التلفزيون السوري عن سقوط أكثر من 70 قتيلا من المسلحين في المعركة، في حين افادت مصادر المعارضة أن عدد القتلى تخطى الـ 100 وأن معظمهم من المدنيين.

وطالبت المعارضة السورية أمس المجتمع الدولي باتخاذ موقف حيال «استباحة» حليفي النظام السوري ايران وحزب الله اللبناني الشيعي للاراضي السورية اثر مشاركة الحزب القوات النظامية بالهجوم على مدينة القصير، وسط البلاد، محذرة من ان السكوت عن ذلك سيقوض الحل السياسي للأزمة في البلاد».

وأفاد شهود عيان أن أعدادا كبيرة من «حزب الله» اللبناني مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير.

الأسد يتحدى

في غضون ذلك، قلل الرئيس السوري بشار الأسد فرص نجاح جهود الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة وروسيا لحل الأزمة. وعبر الاسد في مقابلة مع صحيفة «كلارين» الارجنتينية نشرت أمس الأول عن شكوكه في ان مؤتمر «جنيف 2» يمكن ان يحد من «الارهاب» في بلاده.

وقال الاسد في اشارة الى الجماعات المعارضة التي تسعى إلى إسقاطه: «هناك خلط في العالم بين الحل السياسي والارهاب. انهم يعتقدون ان عقد مؤتمر سياسي سيوقف الارهابيين في البلد. هذا غير واقعي.»

وأردف قائلا: «لا حوار مع الارهابيين»، لكنه ابدى استعداده للتحاور مع الفصائل التي لم توافق على العنف، وأوضح: «قلنا من البداية اننا مستعدون للحوار مع قوى في داخل وخارج سورية. ليس لدينا مشكلة في ذلك لكن شرط ألا يحملوا السلاح. لا يمكن ان تحمل السلاح وتدخل في حوار».

وأكد الاسد انه لن يتنحى، وزعم أن الانتخابات الرئاسية السورية العام المقبل ستجرى بوجود مراقبين من «الدول الصديقة»، مثل روسيا والصين.

إسرائيل

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بمهاجمة أهداف في سورية في المستقبل لمنع نقل أسلحة منها إلى حزب الله. وقال نتنياهو لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي إن «حكومة إسرائيل تعمل بصورة مسؤولة ومدروسة من أجل ضمان أمن مواطني إسرائيل ومنع وصول سلاح متطور إلى حزب الله والمنظمات الإرهابية وسنعرف كيف نفعل ذلك لاحقا».

ونفى الناطق العسكري الإسرائيلي العميد يوآف مردخاي ما نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية أمس الأول نقلا عن مسؤول إسرائيلي بأن إسرائيل تفضل بقاء الأسد في الحكم، كما اعتبر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء بالاحتياط عاموس يدلين، أن سقوط نظام الأسد هو مصلحة إسرائيلية لأنه يشكل خطراً عليها أكثر من أي نظام يمكن أن يأتي بعده.

الجامعة

وأعلنت جامعة الدول العربية أمس عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية على مستوى وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة يوم الخميس المقبل برئاسة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وقال نائب الامين العام لجامعة الدول العربية السفير احمد بن حلي ان الاجتماع يأتي بناء على الطلب المقدم من قطر لمناقشة تطورات الاوضاع في سورية في ضوء الدعوة المطروحة لعقد المؤتمر الدولي الخاص بإيجاد حل سياسي للازمة السورية. وأشار الى أن عقد الاجتماع العاجل للجنة الوزارية العربية يأتي بعد يوم واحد من مؤتمر «أصدقاء سورية» في الاردن الاربعاء المقبل.

(دمشق، القاهرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top