سورية: حرب المطارات تشتد... وفرص الحوار تتراجع

نشر في 17-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 17-02-2013 | 00:02
No Image Caption
• الجيش الأميركي: خطة التدخل العسكري جاهزة  • نولاند: النظام يقصف أحياناً بعض قواته 

اشتدت المعارك المندلعة منذ أيام في محيط مطارات محافظة حلب السورية، في حين تراجعت فرص الحوار مع تمسك النظام والمعارضة بشروطهما وسط انسداد إقليمي ودولي لآفاق الحل. جاء ذلك، في حين أعلن رئيس أركان الجيش الأميركي أن خطة التدخل العسكري في سورية أصبحت جاهزة.

تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في محيط عدد من المطارات في محافظة حلب في شمال سورية، في ظل استمرار انسداد افق الحل السياسي للنزاع المستمر منذ 23 شهرا.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان امس الى وقوع «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب»، واخرى في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له. واشار الى قصف عنيف من القوات النظامية يتعرض له محيط مطار كويرس يستخدم فيه الطيران الحربي.

ويقع المطار الدولي المدني على طرف مدينة حلب الشرقي، ويقع كويرس الى الشرق أكثر من المدينة قرب مدينة السفيرة التي يشهد محيطها ايضا معارك عنيفة منذ ايام.

وكان مقاتلو المعارضة بدأوا منذ فجر الثلاثاء الماضي هجمات على هذه المطارات بالاضافة الى مطار الجراح (شرق حلب كذلك) ومطار منغ شمال المدينة، في محاولة لتحييدها من اجل الحد من قدرات الطيران الحربي وغاراته. وقد تمكنوا منذ ذلك الوقت من الاستيلاء على مطار الجراح وفيه طائرات حربية، وعلى مقر اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب ومطار النيرب، وعلى مقر لكتيبة دفاع جوي قرب بلدة الحاصل شرق مطار حلب.

وفي محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد ان «مقاتلين من عدة كتائب سيطروا على كتيبة الهجانة للقوات النظامية قرب بلدة زيزون» القريبة من الحدود الاردنية. واشار الى تعرض البلدة على الاثر لقصف من القوات النظامية، ما اسفر عن مقتل وجرح واسر عناصر الكتيبة والاستيلاء على اسلحة وآليات ثقيلة. وتسيطر القوات النظامية على كل المعابر الحدودية الرسمية بين الاردن وسورية، الا ان مقاتلي المعارضة يتواجدون في بعض النقاط الحدودية الصغيرة التي لا توجد فيها معابر رسمية.

الحوار

وفي وقت تؤكد الحكومة السورية انها ماضية في خطواتها لتنظيم مؤتمر حوار وطني، رافضة أي «حوار مع شروط مسبقة»، شدد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية امس الأول على ان الحل السياسي للازمة يجب ان يستثني الرئيس بشار الاسد ورموز النظام. وقالت الهيئة السياسية للائتلاف في بيان غداة اجتماع عقدته في القاهرة ان «بشار الأسد والقيادة الأمنية - العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد الى ما هي عليه الآن خارج اطار هذه العملية السياسية وليسوا جزءا من أي حل سياسي في سورية، ولا بد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم». واضافت ان الحل «يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري». ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان أمس من ابوظبي الى تشجيع القيام بعملية انتقالية من دون الأسد.

وابدى وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أمس استعداده للقاء «أي شخصية سورية موجودة في الخارج» من أجل حل الأزمة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية أمس عن حيدر القول إن «طاولة الحوار الوطني لا يمكن أن تكون إلا على أرض سورية وبإدارة سورية وبأناس سوريين وهذه مسألة مبدأ وكرامة متعلقة بالسيادة الوطنية».

العربي والإبراهيمي

وأعلنت جامعة الدول العربية ان امينها العام نبيل العربي سيجتمع اليوم الاحد مع المبعوث الأممي - العربي المشترك الخاص الأخضر الإبراهيمي لبحث تطورات الأوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة لحل الأزمة الراهنة.

الخطة جاهزة

الى ذلك،  أعلن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال ريموند اوديرنو، أن «خطط التدخل في سورية جاهزة، بيد أن الرئيس باراك أوباما يريد حلا دبلوماسيا للأزمة السورية، ولذلك قررنا أن نكون على استعداد إذا دعت الحاجة». ولفت في ندوة بمعهد بروكلين للأبحاث في واشنطن أمس الى ان «التدخل في سورية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأوضاع السياسية الداخلية هناك»، مشيرا إلى أن «سلاح الدمار الشامل في سورية أصبح في مأمن».

نولاند

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ان النظام السوري يتعرض لضغط كبير ويحارب على جبهات متعددة، مشيرة إلى انه إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يريد الأفضل لبلاده فلا بد له أن يسمح بانطلاق المحادثات السياسية.

وقالت نولاند خلال مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية مساء أمس الأول: «يبدو أن المعارضة (السورية) حققت تقدماً كبيراً هذا الأسبوع، فقد سيطرت على أمن مطار فيما يرد النظام بالقصف الجوي ولا يضرب المدنيين وحسب بل ضرب بعض قواته ما يعكس يأسه».

(دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top