جلسة الانفلات الأمني

نشر في 18-01-2013
آخر تحديث 18-01-2013 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي الأصل في عقد جلسات مجلس الأمة العلن والاستثناء منه السرية لحالات خاصة تقتضي المصلحة الوطنية عقدها، لكنّ الجلسة الأخيرة التي تناولت الملفّ الأمني لم ترتقِ إلى السرية، فلم تكن الأسباب مقنعة أو هكذا ظهرت! فما قدّم من معلومات وقضايا نوقشت في الجلسة وسرّب بعضها لوسائل الإعلام لم تكن فيها أسرار خافية على عامة الناس.

طلب تحويل الجلسة إلى سرية لم يكن موفقاً، بل العكس كان من المفترض بثّها على الهواء مباشرة لسببين: الأول، أن الجريمة مسؤول عنها مؤسسات المجتمع المدني كوزارة (الداخلية، والتربية، والإعلام، والأوقاف) والأسرة، والثاني، بما أن الجريمة مرتبطة بكل ما سبق، فإن من الواجب إطلاع الشعب على الأسباب الحقيقية وراء ارتكاب مثل هذه الجرائم لإيجاد الحلول المناسبة.

من القضايا التي اتّخذت بعداً إعلامياً ما صرح به بعد الجلسة عن تمويل ودعم "إخوان" الكويت لتنظيم "إخوان" الإمارات، فتهمة بهذا الحجم لا تحتاج إلى سرية، والشفافية في هذا الموضوع تتطلب كشف الحقائق.

فالإخوة المنتمون إلى "الحركة الدستورية" ينفونها ويتحدون في العلن عدم دعمهم وانتمائهم لأي حركة من جماعات "الإخوان المسلمين"، لذا كان من الأجدر مواجهتهم، خصوصا والكل يعرف أنه ليس لهم أي تمثيل نيابي في هذا المجلس، وفي النهاية هكذا حكي إنشائي لا يسمن ولا يغني من جوع إن لم يكن مدعوماً بالأدلة الدامغة.

أيضاً من تسريبات الجلسة، التوصية العجيبة وذلك بتشكيل لجنة من رجالات الكويت للنظر في حالات الغش والتزوير التي أدت إلى حصول البعض على الجنسية دون وجه حق، وهذه أيضاً لا تحتاج إلى جلسة.

وإن صحّ هذا التوجه يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة "ماشية على البركة"، فمن غير المعقول أن نرجع إلى الخلف ونتنازل عن دولة القانون ومؤسسات المجتمع المدني هكذا وبكل بساطة!

فمع جل وعظيم تقديرنا لشخوص من سيكونون في اللجنة، فإن هذه الأدوار التقليدية انتهت ولم يعد لها وجود في ظل دولة القانون، فمن تلاعب وقدم مستندات غير صحيحة يمكن كشفها في إدارة الجنسية من خلال مراجعة فنية وقانونية وإدارية.

ومن الأمور التي توقعت كغيري أن يناقشها المجلس في الجلسة السرية ملف "البدون" لما له علاقة وطيدة بالملف الأمني، وما يترتب عليه من تبعات سياسية وإنسانية لتصويب حالة التردد التي عاشتها الدولة على مدى عقود عدة لمعالجة هذه القضية، فالحالة الصعبة التي يعيشها "البدون" تحتاج إلى إنصاف من له حق برفع الظلم والمعاناة من خلال إعطاء من يستحق الجنسية ومعاملة من لا تنطبق عليه الشروط معاملة تحفظ لهم كرامتهم في العيش الكريم.

أخيراً:

قبل أيام مرت علينا ذكرى وفاة أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يحفظ لنا أميرنا الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأن يجمع كلمة أهل الكويت على الخير والمحبة.

 ودمتم سالمين.

back to top