يقول الفنان أحمد كمال إن تدريب الممثل خطوة مهمّة في كل وقت مهما اكتسب من خبرات، لا سيما إذا كان القيّمون على هذه الورش من أصحاب الاختصاص، لأنها تمنحه مزيداً من المهارات لا تكتسب إلا بالخبرة وتشمل تدريبات على الرقص والإلقاء والتعبير، أي لا تقتصر على التمثيل.

Ad

تعود علاقة كمال بورش التمثيل إلى السبعينيات عندما انخرط في ورشة تدريب نظمها الدكتور نبيل غنيم (أب الورش التمثيلية الروحي في مصر)، لذا يؤكد على أهميتها في عصر التخصص والمنافسة والظروف الصعبة التي يعمل فيها الممثل، «إذ تسمح بالاحتكاك مع فرق أجنبية ومدارس مختلفة وتتيح للممثل فرصاً بديلة وغير تقليدية، على غرار الأفلام القصيرة أو المنح الدراسية في الخارج والفرق المسرحية والسينما المستقلة وغيرها، ذلك بدل الرضوخ والمشاركة في أفلام سيئة».

يضيف كمال أن هذه الورش لا تقتصر على الممثلين، بل يحضرها كل من يكون أساس عمله التعامل مع الآخر، «لذلك نرى فيها مذيعين ومذيعات وموظفي علاقات عامة وأطباء نفسيين، على أن يكون المتقدّم راغباً في التدرّب والتعلّم وتطوير نفسه، وليس لبلوغ شهرة أو تضييع الوقت، أما إذا كان متقدماً بغرض التمثيل فلا بد من أن تكون لديه موهبة أساسية يمكن تنميتها».

اختبارات وإفادة

يرى المخرج خالد جلال أن المشاركة في ورش التمثيل يتطلب اختبارات عدة يجب اجتيازها، خصوصاً أن الورش الخاصة توفّر التدريب بمقابل مادي، مشيراً إلى أن ورش التمثيل مفيدة للممثل باستمرار، لذا يلتحق نجوم العالم الكبار بها لتنمية مهاراتهم.

أما الفنان عمرو واكد فيوضح أنه تيقّن من أهميّة هذه الورش من خلال  سفراته، كونها تأتي بفائدة على الممثل مهما كان عمره الفني، مشيراً إلى ضرورة أن تكون الورش جادة ولا يكون الهدف من ورائها تحقيق مكاسب مالية كما يفعل بعضها.

بدورها تشير الفنانة رشا مهدي إلى أن ورشة التمثيل التي التحقت بها علّمتها مهارات ساعدتها في مسيرتها التمثيلية، لذا لن تتوقف عن التعلم لقناعتها بأن التمثيل لا يعتمد على الموهبة فحسب كما يعتقد البعض، إنما يحتاج إلى اكتساب مهارات باستمرار وهو ما يتحقق من خلال ورش التمثيل.

وتلفت مهدي إلى ضرورة أن يختار الممثل بعناية الورش التي يلتحق بها، لأن بعضها لا هدف له سوى تحقيق مكسب مادي ولا يضيف إلى الممثل أي جديد فيكتشف في النهاية أنه أضاع وقته وجهده من دون طائل.

يؤكد الفنان أحمد حاتم أنه كان محظوظاً بالتحاقه بالورشة التي يشرف عليها الفنان أحمد كمال، لأنها صقلته وساعدته على تحقيق حلمه والمشاركة في أول عمل سينمائي وهو «أوقات فراغ» الذي كان أبطاله من خريجي الورشة وحقق نجاحاً لافتاً.

ثقافة ورش التمثيل

يبدي الناقد صبحي شفيق سعادته بانتشار ثقافة ورش التمثيل في مصر كونها مهمة ومنتشرة في العالم منذ سنوات، إيماناً من النجوم العالميين بأن اكتساب العلم لا ينتهي.

من جهته، يرى الناقد يعقوب وهبي أن ورش التمثيل مهمة، إلا أنها تحولت إلى وسيلة للمتاجرة بأحلام الشباب الذين يأملون بتحقيق شهرة ونجومية، وعندما يفشلون في الالتحاق بمعهد السينما أو معهد الفنون المسرحية، يبحثون عن هذه الورش كبديل عن المعهد، علهم يحققون حلمهم.

يضيف: «يلتحق بعض خريجي معهد السينما أو معهد الفنون المسرحية بهذه الورش للتعرف إلى مخرجين كبار يساعدونهم على تقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية، إلا أن كثيراً من هذه الورش لا تحقق لهم فائدة وتستنزف أموالهم، لذا على هؤلاء الشباب أن يتيقنوا من قيمة ورشة التمثيل التي يلتحقون بها».