التقط الأقباط أنفاسهم بعد سقوط النظام الإخواني في مصر وعزل الرئيس محمد مرسي، وعبّر المسيحيون من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن شعورهم بالأمان والتفاؤل بشأن المستقبل بعد زوال حكم "الإخوان"، على الرغم من تصاعد أعمال العنف ضد الأقباط واستهداف أنصار الرئيس المعزول للكنائس، بعد موجة التحريض التي شنتها قيادات إخوانية وإسلامية متشددة ضد الأقباط، وصلت إلى حد التحريض ضد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني.

Ad

تنامت سلسلة الهجمات التي استهدفت الأقباط ودور عبادتهم منذ عزل مرسي، حيث لقي القس مينا عبود تاروبيم مصرعه، أمس، في هجوم مسلح نفذه مجهولان بمنطقة المساعيد بشمال سيناء، قُرب مقر الاستراحات الكنسية، ولم تُعرف بعد ان كانت أسباب الحادث جنائية أم متعلقة بالأحداث الحالية التي تشهدها البلاد.

في حين، شهدت منطقة الضبعية بمحافظة الأقصر (جنوب مصر) الأربعاء الماضي، احتقاناً طائفياً بسبب اتهام قبطيين بقتل مسلم وأسفرت الاشتباكات عن حرق نحو 10 منازل لأقباط، وقامت قوات الجيش والشرطة بالسيطرة على الأوضاع، فضلاً عن التحريض الطائفي في عدد من محافظات الصعيد من قبل أنصار الرئيس المعزول، وأبرزها قريتا دلجا والبدرمان بالمنيا.

وبينما طالب مسؤول ائتلاف "أقباط مصر" في الأقصر، إيميل نظير، المسلمين والمسيحيين بضبط النفس بعد أحداث الضبعية، قال القيادي في جبهة الشباب القبطي رامي كامل إن ثورة 30 يونيو شهدت لأقباط مصر بأنهم ليسوا طرفاً مع الإدارة الأميركية، وأضاف في تصريحات لـ"الجريدة": "نشعر بالثمن الذي سندفعه بعد استهداف أنصار الرئيس المعزول لنا، ولكن ذلك لا يساوي شيئاً في مقابل مستقبل بلادنا"، مُستبعداً أن تشهد المرحلة المقبلة بعد استقرار البلاد أي فتن طائفية.

من جانبه، قال مؤسس رابطة ضحايا الاختفاء والاختطاف القسري إبرام لويس: ثورة 30 يونيو تؤشر إلى بداية حقبة جديدة من المصالحة بين المصريين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، وعهد جديد من التآلف ونبذ الفُرقة، في مصر الجديدة التي تتسع لكل أبنائها بغير تمييز.