أكد النحات المصري حسن كامل أن ثمة ارتباطا حضاريا بين فن النحت والمصريين، محذرا من حدوث انتكاسة جديدة في هذا المجال.

Ad

جاء ذلك خلال افتتاح قاعة بوشهري للفنون التشكيلية معرضا للنحات كامل مساء أمس الأول، في مقرها بمنطقة السالمية، يضم 25 قطعة من البرونز التي صبت حديثا، وبعض الأعمال لها نسخ أخرى قديمة، مجسدا رؤاه الفنية بدقة متناهية، مستفيدا من دراسته للتربية الفنية، مقدما مجموعة أفكار إنسانية تتضمن رسائل رمزية.

وشدد كامل على ضرورة التفريق بين الصنم والأعمال المجسمة، والتحرر من المفاهيم الخاطئة، مبينا تنوع الاتجاهات لفن النحت، لاسيما أن ثمة أبعادا أوسع واشمل ربما لم يستوعبها بعض المتلقين العرب راهنا، متمنيا أن تكون هناك رغبة حقيقية لدى المتلقي في فهم واستيعاب هذه الأشكال النحتية.

انتفاضة

وفي ما يتعلق بتأثير مخرجات الثورة المصرية على المشهد التشكيلي، أشار إلى صعوبة الحكم راهنا، لأن المخرجات لا تبدو واضحة، مؤكدا أهمية الاستفادة من فكرة الثورة التي تتمحور حول شعب انتفض معترضا على وضع لم يكن يعجبه، ونجح في إسقاط النظام السابق، مضيفا: «أراهن أن الشعب المصري سيسعى إلى الخروج بصيغة إيجابية جديدة تتوافق مع متطلبات العصر».

وعن المشهد النحتي في مصر قال كامل إن هذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى معدات خاصة ربما ليست متوافرة في كل الدول العربية، لكن ثمة ارتباطا حضاريا بين النحت والمصريين، إذ اعتمدت الحضارة الفرعونية على النحت وتوارثت الأجيال المتعاقبة حب هذا الفن.

انتكاسة

واستطرد في الحديث عن تاريخ النحت في مصر، مستذكرا مرحلة الفنان محمود مختار، الذي أنجز مجموعة أعمال نحتية منوعة في بداية القرن الفائت، وكان هناك توافق شعبي في تلك الفترة على المنجز النحتي، وأعقب هذه المرحلة المزدهرة فترة ركود امتدت حتى منتصف التسعينيات من القرن الفائت حينما أعلن انطلاق سيمبوزيوم أسوان الذي كان بمنزلة انتفاضة جديدة أفرزت مجموعة نحاتين محترفين.

وتابع: «النحت المصري يستحق المتابعة والرصد، لكن يجب على الدولة دعم هذا الفن، والعمل على مضاعفة الاستوديوهات الخاصة بالنحت لكي لا تحدث انتكاسة جديدة».

يذكر أن النحات المصري حسن كامل يهتم بالأعمال الميدانية المعروضة في الشوارع والأماكن العامة، وحاصل على جوائز في هذا المجال، منها الجائزة الأولى في مسابقة تصميم أعمال ميدانية بمدينة شرم الشيخ، جائزة التصميم وجائزة التنفيذ لعمل ميداني يعبر عن فكر الأديب طه حسين.