وسط التقدم الملحوظ والسريع لعملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية، لاتزال العملية السياسية في سورية المتمثلة بمؤتمر «جنيف 2» تشهد انتكاساً تلو الآخر، مما دفع المبعوث الأممي والعربي إلى سورية إلى القول إن منتصف نوفمبر ليس موعداً مؤكداً لانعقاد المؤتمر. 

Ad

بدأ مفتشو الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية أمس تدمير الترسانة الكيماوية السورية. وقال مصدر في الفريق الدولي رفض كشف اسمه أن اعضاء من البعثة المشتركة «توجهوا الى موقع حيث بدأوا عملية التحقق وتدمير» الأسلحة، مشيراً الى أن «اليوم هو اليوم الاول للتدمير حيث سنقوم بتسيير آليات ثقيلة على الاسلحة، وتاليا تدمير الرؤوس الحربية للصواريخ والقنابل الكيماوية التي يمكن إلقاؤها من الجو، ووحدات المزج والتعبئة الثابتة والمتحركة».

واشار المصدر الى أن «المرحلة الأولى التي تشمل كشف المواقع من قبل السوريين شارفت على نهايتها، ونحن الآن نتقدم في اتجاه المرحلة الثانية، التحقق والتدمير والتفكيك».

وكان مسؤول في منظمة حظر الاسلحة الكيماوية التي تتخذ من لاهاي مقرا، قال في وقت سابق هذا الاسبوع ان الاولوية تتمثل في التأكد من أن مواقع انتاج الاسلحة لن تكون صالحة للاستخدام قبل نهاية اكتوبر او مطلع نوفمبر، موضحا أنه لهذه الغاية ستستخدم طرق «سريعة» تبعا لكل وضع، ومن الخيارات الممكنة «تدمير شيء بمطرقة» و»سحق شيء بدبابة» و»استخدام متفجرات» أو «صب اسمنت».

ويرجح الخبراء امتلاك سورية نحو ألف طن من الاسلحة الكيميائية، بينها غاز السارين والاعصاب والخردل، موزعة على قرابة 45 موقعا.

ويقوم الفريق بمهمته في اطار قرار مجلس الامن الدولي الرقم 2118، والذي صدر على اثر اتفاق روسي اميركي لتدمير الترسانة الكيماوية السورية. وبحسب القرار، من المقرر ان يتم الانتهاء من تدمير الترسانة السورية بحلول منتصف عام 2014.

 

«جنيف 2 » 

 

الى ذلك، تصاعدت الشكوك أمس بشأن امكانية انعقاد مؤتمر «جنيف 2 « وامكانية نجاحه، حيث قال مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الأخضر الابراهيمي أمس انه ليس من المؤكد عقد المؤتمر في منتصف نوفمبر، كما سبق أن اعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

 

الأسد 

 

في هذا السياق، قال الرئيس السوري بشار الأسد لمجلة «دير شبيغل» ألمانية في مقابلة نشرتها أمس كاملة أنه لن يتفاوض مع المسلحين المعارضين إلا بعد ان يضعوا أسلحتهم، وأضاف أن حليفته روسيا تساند حكومته اكثر من اي وقت مضى.

وقال الأسد إنه لا يعتقد ان من الممكن حل الصراع في سورية من خلال التفاوض مع المسلحين، وذلك في تصريحات تناقض قبول نظامه التفاوض مع المعارضة دون شروط في «جنيف 2».

وردا على سؤال عما اذا كانت المعارضة المسلحة مسؤولة عن «المجازر» التي وقعت خلال النزاع، وان القوات النظامية لا تتحمل اي مسؤولية في هذا السياق، اجاب: «لا يمكن في شكل قطعي ان نقول هم يتحملون كامل المسؤولية ونحن لا نتحمل اي مسؤولية»، واضاف «الواقع ليس ابيض واسود، ثمة ايضا بعض المناطق الرمادية. لكن في شكل اساسي يصح القول اننا ندافع عن انفسنا».

ووجه رأس النظام السوري انتقادات إلى المجتمع الدولي، وقال إنه «يبدو لي ان الغرب أكثر ثقة بالقاعدة مني»، واتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، بالكذب، مشيراً إلى أن الأخير «ليس لديه ما يقدمه سوى الأكاذيب».

ودعا الأسد ألمانيا إلى تأدية دور الوسيط في النزاع السوري، معرباً عن رغبته «برؤية مبعوثين ألمان في سورية بغية مناقشة واقع» البلاد، الأمر الذي رفضته برلين على الفور. 

وبعكس هذه التصريحات، قال وزير المصالحة السوري علي حيدر أمس الأول في مقابلة مع «بي بي سي» ان النظام يتفاوض بالفعل مع مجموعات مسلحة، مشيرا الى أن هناك «اتصالات بين مسلحين سوريين من الجيش السوري الحر وبين الحكومة السورية بشأن التوصل إلى حل».

(دمشق، نيويورك، لاهاي ـ

أ ف ب، رويترز، د ب أ،

يو بي آي، كونا، الأناضول)