نجاد واثق بقدرة السوريين على اجتياز الأزمة... ودمشق تسمح بزيادة المساعدات الدولية

Ad

سقط 24 سورياً أمس في ثلاثة انفجارات استهدفت مقار أمنية في إدلب، في حين تواصل التنديد الدولي بمقتل 87 شخصاً أمس الأول في انفجار جامعة حلب الذي لم تتضح طبيعته بعد بسبب تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بشأنه.

قتل 24 شخصاً معظمهم من القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس في انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت عربات أمن قرب فرع الأمن السياسي وقرب سرية حفظ النظام في مدينة إدلب. جاء ذلك، في حين اقفلت الجامعات في سورية أمس أبوابها حدادا على 87 شخصا قضوا أمس في انفجارين في جامعة حلب تبادل طرفا النزاع الاتهامات بشأنهما.

واستمر تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن التفجيرين بين النظام ومعارضيه، فأكد الإعلام الرسمي السوري انهما نتجا عن إطلاق "إرهابيين قذيفتين صاروخيتين" على الجامعة، في المقابل، قالت لجان التنسيق المحلية ان الانفجارين نجما عن قصف جوي. ولقيت تفجيرات حلب إدانة دولية واسعة. وألقت روسيا حليف الأسد على الساحة الدولية باللوم في التفجيرات على "إرهابيين" قائلة إنهم يسعون إلى الثأر بعد خسائر لحقت بهم في القتال مع القوات الموالية للنظام.

نجاد

الى ذلك، أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس عن ثقته بـ"قدرة الشعب السوري على اجتياز الأزمة الراهنة بقوة وجدارة"، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في طهران.

وكرّر الرئيس الإيراني موقف بلاده بأن "الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية يكمن في وقف الاشتباكات، وإقامة حوار وطني وإجراء انتخابات حرة ونزيهة"، ورأى أن على "الشعب السوري أن يحبط مخطّطات بعض الدول التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في سورية من خلال الوحدة وروح الأمل والتفاؤل".

وأكد  نجاد عمق العلاقات الإيرانية ــ السورية، معتبراً أن "التعاون البنّاء بين البلدين في جميع المجالات يصب في مصلحة الشعبين والمنطقة، وأن على إيران وسورية أن تسخّرا طاقاتهما الاقتصادية لتحقيق مصالح شعبيهما"، ومعرباً عن أمله أن "ينعم الشعب السوري بالأمان والنصر الدائم".

ونسبت الوكالة الى رئيس الحكومة السورية قوله إن "أعداء الشعب السوري بسبب فشلهم في الوصول الى أهدافهم الشريرة، عمدوا الى استهداف وإلحاق الضرر بالبنى التحتية والهيكلية الاقتصادية".

زيادة المساعدات

وأعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ارثارين كوزان امس ان المساعدة الدولية ستصل قريبا الى مليون سوري اضافي بعد ان سمحت الحكومة السورية بتوزيعها ايضا عبر منظمات غير حكومية محلية.

 وقالت في مؤتمر صحافي ان المساعدة كانت توزع فقط عبر الهلال الأحمر السوري على 1,5 مليون شخص في البلاد، ولم يكن الهلال الاحمر قادرا على القيام بأكثر من ذلك. وفي التاسع من يناير الجاري قدمت الحكومة السورية قائمة بـ 110 منظمات غير حكومية محلية يمكن أن تشارك في هذه العملية اختار منها برنامج الاغذية 34. وقالت كوزان التي كانت أمس الأول في تركيا لزيارة مخيم للاجئين: "لقد اخترنا 34 منظمة من هذه القائمة (...) سيسمح لنا ذلك بالوصول الى مليون شخص إضافي".

العربي "أجير"

وبعد انتقاداتها الاسبوع الماضي للمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، وجهت الصحف السورية الموالية للنظام الاسدي أمس انتقادات لاذعة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، معتبرة انه "أجير" لدى السعودية وقطر لأنه يدعو الى تدخل عسكري في سورية.

وقال صحيفة "تشرين" الحكومية أمس ان "القضية التي تشغل بال العربي هي كيف يقنع العالم بضرورة التدخل متعدد الأشكال، بما فيها التدخل العسكري في سورية، وإسقاط الدولة فيها".

واعتبرت الصحيفة في مقال على صفحتها الاولى ان العربي "أجير لدى حكام الدوحة والرياض، وأن مواقفه وتصريحاته وسياساته إنما هي مواقف مدفوعة الأجر سلفا... أو بالتقسيط".

واعتبرت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم ان العربي "المأجور لآل ثاني"، في اشارة الى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، "يبتدع رأيا يخطئ فيه مجلس الامن لانه لم يستخدم الفصل السابع: الطريق الوحيدة لحل الازمة في سورية".

على صعيد آخر، حذر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور من حصول "حزب الله" على الترسانة الكيماوية التي تملكها سورية، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت مساء أمس الأول تحت عنوان "الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين نتيجة للأعمال الإرهابية".

(دمشق، طهران ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

تدريب المعارضة على اختراق الاتصالات

كشفت صحيفة "دايلي ميرور" البريطانية أمس أن مسؤولي أجهزة الاستخبارات البريطانية يجنّدون جواسيس متقاعدين لمساعدة المتمردين السوريين على دحر قوات النظام السوري، من خلال اختراق أنظمة اتصالاته.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين اتصلوا بالعشرات من الفنيين وخبراء تحليل الإشارات وحل الرموز المشفّرة الذين كانوا يعملون في أجهزتهم سابقاً، وأضافت أن الجواسيس البريطانيين السابقين سيقيمون قاعدة في تركيا لتدريب المتمردين السوريين على طرق اختراق أنظمة الاتصالات، التي ساهمت روسيا في إقامتها لنظام بلادهم.

ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الاستخبارات البريطانية قوله إن المملكة المتحدة "لديها سجل طويل في دعم التمرّد في سورية، لكن مساعدة المتمردين على الاستماع إلى خطط قوات النظام ستكون عوناً كبيراً"، مضيفاً أن "المعارك التي تدور في سورية محلية، وبالتالي فإن الاتصالات بين القادة المحليين هي شيء أساسي إلى حد ما".

(لندن ــ يو بي آي)

واشنطن تقلل من أهمية تقرير بشأن استخدام «الكيماوي»

قللت الحكومة الأميركية من أهمية ما جاء في تقرير لوزارة الخارجية الأميركية، تم تسريب مضمونه أخيراً ويؤكد أن سورية استخدمت أسلحة كيماوية في عمليات قمع الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهراً.

وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الإلكترونية في تقرير نشرته أمس الأول انها اطلعت على مضمون برقية سرية تحمل توقيع القنصل الأميركي العام في اسطنبول سكوت فريدريك كيلنير، وأرسلت إلى وزارة الخارجية الأسبوع الماضي، تتضمن نتائج تحقيق القنصلية في تقارير من داخل سورية حول استخدام السلاح الكيماوي خلال مجزرة وقعت في دير بعلبة في حمص في ديسمبر الماضي.

وشمل تقرير القنصلية بحسب الصحيفة سلسلة من المقابلات مع ناشطين وأطباء ومنشقين عن النظام، كما شمل لقاءً بين موظفين في القنصلية ومصطفى الشيخ، الذي وصف بأنه منشق رفيع المستوى كان عميداً في جيش السوري ومسؤولاً مهماً في برنامج أسلحة الدمار الشامل السورية.

الا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور قلل من أهمية التأكيدات الواردة في التقرير، مشيراً الى أنه ليس هناك أي دليل بأن سورية قامت بخطوات جديدة على طريق استخدام أسلحة كيماوية.

وقال في هذا الإطار: "التقارير التي اطلعنا عليها عبر وسائل الإعلام حول حوادث مزعومة تتضمن أسلحة كيماوية في سورية لم تكن منسجمة مع قناعتنا حول حقيقة برنامج (هذا البلد) بهذا الصدد"، وتابع ان "الرئيس باراك أوباما كان واضحاً جداً حين أعلن أنه إذا ما ارتكب نظام الأسد الخطأ الفادح واستخدم أسلحة كيماوية أو أخلّ بواجباته القاضية بضمان أمنها، فسيتحمل المسؤولية".

(واشنطن - أ ف ب)