ما بين إلهاب حماس المتظاهرين في مواجهة اعتداءات البلطجية ضد معتصمي ميدان التحرير ليلة "موقعة الجمل"، والخطابة في جموع معتصمي "الإخوان" بعد نحو عامين ونصف العام بعبارة "اللي هيرش مرسي بالمياه هنرشه بالدم" مسافة كبرى تكشف حجم التناقضات التي شهدتها حياة الداعية صفوت حجازي الذي سقط أمس في قبضة الأمن.

Ad

حجازي الذي اعتقل، تنفيذاً لقرار ضبطه وإحضاره في قضايا تتهمه بالتحريض على قتل المتظاهرين في أحداث عدة أبرزها "المقطم والنهضة والحرس الجمهوري"، كان واحداً من أبرز وجوه المشهد الدعوي في مصر، لكن انحيازه إلى جماعة "الإخوان" قضى عليه، ليسقط الرجل في فتنة السياسة.

خمسون عاماً أتمها الرجل في أبريل الماضي، شهدت حياته تحولات عدة، فمن الحصول على ليسانس الآداب في قسم المساحة والخرائط بجامعة الإسكندرية، ثم نيل درجة الماجستير في مجال التخطيط العمراني، أثناء عمله في السعودية إلى دبلوم الحديث وعلومه بجامعة ديجون بفرنسا.

ارتبط حجازي بالإخوان أثناء فترة الدراسة الثانوية، وكان لوالده علاقة زمالة وصداقة حميمة بالرمزين الإخوانيين، الشيخ صلاح أبوإسماعيل والشيخ محمد الغزالي، وسمحت هذه العلاقة لصفوت أن يتردد عليهما.

برز حجازي كداعية معتدل تستضيفه قنوات التلفزيون المصري الرسمي ما بين 2007 و2008، وبعد ظهور ما يُعرف بالقنوات الإسلامية، اتخذ حجازي موقعه بين مقدمي البرامج، فانطلق للدعوة والإفتاء، وتسببت فتوى له في 2006 بجواز قتل الإسرائيليين الموجودين على أرض مصر في استدعائه لنيابة أمن الدولة، وسرعان ما تراجع عن فتواه، وانطلق بعدها ليشارك في التحذير من خطورة الشيعة على السنة أثناء الحرب التي خاضها حزب الله اللبناني ضد إسرائيل في 2006، ضمن حملة "سلفية ضد الشيعة" وقتذاك.

عُرف حجازي كواحد من وجوه دعاة الثورة أثناء وجوده في ميدان التحرير 2011، وكان نجماً ساطعاً في أوساط المتظاهرين يخطب فيهم أثناء المواجهات مع البلطجية الذين استأجرهم رجال مبارك لفض الاعتصام، وترصد تسجيلات المتظاهرين حينئذ، خطبته الحماسية التي تتحدث عن النصر أو الشهادة، وفي أعقاب إطاحة نظام مبارك، سارع إلى تدشين ما يُعرف بمجلس أمناء الثورة، الذي ضم شخصيات منحازة إلى الإخوان، وأصدر هذا المجلس بيانات ومواقف مؤيدة لأغلب مواقف الجماعة في كل الأزمات.