السياسة دمّرت الحفلات الغنائية في مصر

نشر في 08-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-08-2013 | 00:01
No Image Caption
لسنوات طويلة كانت الخيم الغنائية والحفلات تجارة رائجة ومربحة ويقبل عليها المصريون والسياح العرب والأجانب ليمضوا فيها سهراتهم، إلا أن الأمر تحوّل فجأة، وشهدت مصر خيماً من نوع آخر، عنوانها الرئيس «اعتصامات» و{اعتصامات مضادة»... فاضطرّ أحد أصحاب الخيم الغنائية إلى الاستعانة بالإعلامي د. باسم يوسف للترويج للحفلة التي ينظمها.
يقول محمد الصواف، مسؤول في أحد الفنادق الكبرى التي تقيم حفلات وسهرات في مصر، إن هذا العام كان الأضعف على الإطلاق، ولم يشهد إقبالاً يذكر من الجمهور الذي أصبح مشغولاً بالسياسة ويخشى السهر خارج منزله، بسبب الحالة الأمنية والاعتصامات والتظاهرات المنتشرة في ربوع مصر، ذلك أن بعض الخيم يقام في مناطق نائية وغير مأهولة بالسكان ما يجعل عودة الساهرين إلى منازلهم صعبة للغاية.

يضيف: «الأزمة الثانية التي تواجه متعهدي هذه الحفلات فشلهم في الاستعانة بمطربين كبار بسبب أجورهم المرتفعة، إذ لم يعد الإيراد يكفي لمثل هؤلاء النجوم، فيما كان في السنوات السابقة يغطي المصروفات ويدرّ ربحاً، لأن رواد هذه الأماكن كانوا يقصدونها لمشاهدة النجوم المفضلين لديهم الذين يحيون هذه الحفلات، من هنا عدم وجود نجوم يقلل من الرواد».

في هذا السياق يلاحظ أنه عندما يتم الإعلان عن مشاركة عمرو دياب أو محمد فؤاد في حفلة ما يكون الساهرون أضعاف الحفلات التي يحييها نجوم من صفوف ثانوية، مشيراً إلى أنه، منذ قيام ثورة 25 يناير، قلّ الاهتمام بمثل هذه الفعاليات الفنية، لأن الشعب المصري لم يعد يكترث بمثل هذه الأجواء.

 

قلق مستمر

يعزو عبد الباسط حمودة، أحد نجوم هذه الحفلات، غياب السهرات إلى الأحداث الجارية في مصر وانشغال الناس بالسياسة وعدم اهتمامهم بقضاء سهراتهم في أجواء فنية، «لأن هذه السهرات، تحتاج إلى بال صافٍ غير مهموم بالمشاكل التي نعيشها حالياً»، حسب تعبيره.

يضيف: «للأسف تؤرق الأزمات التي يعانيها المصريون حياتهم وتمنعهم من التردد إلى أي دار عرض سينمائي أو مسرحي أو حتى شراء ألبومات غنائية جديدة. في المقابل، أضحت السياسة الوجبة الأساسية لديهم، وانحصر اهتمامهم بمتابعة برامج الـ «توك شو{، بوصفها أهم من التمثيل والغناء، ما اضطر منظمي الحفلات إلى إلغائها ليقينهم بأنهم لن يحصدوا أي مكاسب منها».

إقبال ضعيف

يشير المطرب الشعبي طارق الشيخ إلى أن السهرات الصيفية تأثرت في السنوات الأخيرة بالأحداث السياسية، ما دفع البعض إلى استكمال إجازته الصيفية في مدن ساحلية، فأوحى ذلك بأن الإقبال الجماهيري على السهرات ضعيف، موضحاً أن الشعب المصري يحبّ السهر والخروج ولا يخشى العودة إلى منزله ليلاً، وأن طبع المصريين لن يتغير أبداً.

يضيف: «لا يشارك مطربون كثر في تلك السهرات نظراً إلى قلة الإقبال عليها، ومنهم من يفضل إقامه حفلة أو اثنتين في إحدى خيم الفنادق الكبرى كونها تعوضه عن عمل شهر كامل في تجمعات صغيرة، يكون المقابل فيها ضعيفاً مقارنة بالمجهود المقدم خلالها».

بدورها تعزو المطربة أمينة ضعف الإقبال على السهرات الصيفية، إلى غياب السياح العرب، الجمهور الرئيس لمثل هذه السهرات، بسبب ظروف البلد، إذ كانوا يقصدون مصر ليستمتعوا بالأجواء فيها وكانت العاصمة لا تنام، مؤكدة أن الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد أدّت دوراً في إلغاء هذه الحفلات.

تضيف أن الغلاء الذي طاول كل شيء في مصر بما فيه أسعار تذاكر الحفلات بالمقارنة مع السنوات السابقة، دفع الناس إلى البقاء في منازلهم ومشاهدة الفضائيات، لأن ذلك أفضل وأرخص من السهر في الخارج.

خيم الاعتصام

يؤكد الناقد الفني أحمد سعد الدين أن الأحداث السياسية التي تعيشها مصر منذ سنتين أثرت بشكل سلبي ومباشر على الأجواء الاحتفالية والحفلات الفنية التي اعتاد عليها المصريون منذ عقود طويلة، لافتاً إلى أن خيم الاعتصام التي نصبت في أماكن كثيرة أصبحت هي البديل عن السهر والحفلات الغنائية، لا سيما أن حفلات غنائية تتخللها، مشيراً إلى أن السياسة أصبحت كالماء والهواء بالنسبة إلى المصريين وباتوا يستمتعون بالسهر في البيوت أمام شاشات التلفاز وبرامج الـ «توك شو{...

back to top