زادت خطورة حملات التصعيد، التي تشنها جماعة "الإخوان المسلمين" في الشارع المصري، منذ فض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث أطلقت قيادات تابعة للجماعة فتاوى تكفِّر الجيش والشرطة، إلى جانب معارضي الجماعة، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى استباحة الدماء.

Ad

وكانت عناصر تابعة للجماعة، تسببت في قتل العشرات، عقب صدور هذه الفتاوى، في عمليات قتل وتخريب متعمد للمنشآت العامة والخاصة، شملت مهاجمة نحو 28 قسماً ومركز شرطة، والتمثيل بجثث بعض الضباط، إلى جانب فتح النار عشوائياً في منطقة "رمسيس" بوسط العاصمة أمس الأول أثناء تظاهرة لهم.

وفي حين، قال القيادي السابق في "الإخوان" كمال الهلباوي، إن الفكر التكفيري للتنظيم، له جذور تمتد إلى تاريخ إنشاء الجماعة، لأنها لا تنشغل إلا بالهدم والقتل أو إشعال الحرب، أكد القيادي السابق في جماعة "الجهاد" نبيل نعيم أن مرشد الإخوان محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ومحمود عزت، ينتمون إلى مدرسة "سيد قطب" التكفيرية، وأن كل الجماعات التكفيرية التي شهدتها مصر خرجت من عباءته.

من جانبه، حذّر الأزهر الشريف، في بيان له أمس الأول، من دعوات التكفير، وما يترتب عليها من سفك للدماء، رافضاً في الوقت ذاته الدعوات التي أطلقها علماء أزهريون من الحكم بردة وكفر جماعة "الإخوان" واعتبارها آراء شخصية لا تعبر عن رأي الأزهر، بينما أصدرت دار الإفتاء المصرية، فتوى بتحريم حمل السلاح في التظاهرات لما يمثله من إرهاب للمواطنين.

في الأثناء، حذرت الدعوة السلفية، أمس الأول، من استهداف قوات الجيش وأقسام الشرطة ومديريات الأمن، بعد انتشار موجات الغلو في التكفير، وأشارت الدعوة في بيان لها إلى أن دعوات تكفير الجيش والشرطة، التي يلجأ إليها بعض أنصار الرئيس المعزول لو صحّتْ لانطبقت عليهم في عهد ولاية الرئيس مرسي، مؤكدين أن التكفير هو حكم شرعي وليس عقوبة اجتماعية تقع على الخصوم السياسيين، مستنكرين كذلك استهداف الكنائس.

من جانبه نفى عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة" محمد عماد، استخدام جماعة "الإخوان" سلاح التكفير ضد معارضيها، مؤكداً لـ"الجريدة" أن الجماعة لم تكفر أحداً قط حتى وقت كانت مضطهدة إبان فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.