«8 آذار» تلوح بـ «أمر واقع نيابي» مقابل أي «أمر واقع حكومي» تفرضه «14 آذار»
تشير مصادر قيادية رفيعة في «قوى 8 آذار» الى أن حزب الله وحلفاءه بدأوا جولة جديدة من الهجوم المعاكس على محاولة «قوى 14 آذار» استعادة زمام المبادرة السياسية في لبنان من خلال استقالة الرئيس نجيب ميقاتي وتسمية النائب تمام سلام لتشكيل الحكومة الجديدة.وفي المعلومات، أن كلا من التيار الوطني الحر وتيار المردة وحزب الله وحركة أمل قرروا اتخاذ كل التدابير السياسية وغير السياسية الآيلة الى إحباط أي محاولة لتشكيل حكومة لا تتوافق مواصفاتها مع ما تطالب به «قوى 8 آذار»، لا سيما لناحية التمسك بحكومة سياسية تتمثل فيها الكتل النيابية بحسب أحجامها داخل المجلس النيابي.
وفي هذا الإطار تلفت المصادر القيادية في «8 آذار» الى الخطوات الآتية:1 - تكليف النائب سليمان فرنجية بفتح الخطوط اللازمة مع حزب الكتائب اللبنانية من خلال الزيارة الأخيرة الى النائب سامي الجميل في بكفيا بحثا عن قواسم مشتركة مع الكتائب التي تطالب بحكومة سياسية. ويبدو أن فرنجية نقل استعداده لتسويق فكرة حكومة 8 – 8 – 8 بالتساوي بين «8 آذار» و»14 آذار» والوسطيين لدى حلفائه في مقابل مضي الكتائب في رفض حكومة حيادية.2 - تكليف التيار الوطني الحر والنائب السابق إيلي الفرزلي بفتح خطوط اتصال مع القوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع على قاعدة مشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي للانتخابات قطعا للطريق على تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين يسعيان بحسب رأي «قوى 8 آذار» الى تمرير قانون للانتخابات يعزز موقع تيار المستقبل السياسي، ويسمح له باستعادة ما فقده على مدى السنتين الماضيتين من مواقع نفوذ داخل السلطة التنفيذية على أمل تثبيت تراجعه بقانون انتخابي يحجم كتلته النيابية بدل السماح له بالاستفادة من ظروف استقالة ميقاتي لاسترداد دوره الحكومي. 3 - تكليف رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشق التشريعي من الخطة، وهو يقضي باستباق تشكيل أي حكومة «أمر واقع» من جانب «قوى 14 آذار» والوسطيين، بمحاولة تمرير مشروع قانون «اللقاء الأرثوذكسي» للانتخابات في الجلسة التشريعية التي دعا إليها في 15 مايو الجاري.وتهدف هذه الخطوة من وجهة نظر «قوى 8 آذار» الى الرد على «الأمر الواقع الحكومي» المحتمل، بـ»أمر واقع تشريعي»، علما أن حزب الله وحلفاءه مقتنعون باستحالة إجراء انتخابات نيابية على أسس التحدي، ولكنهم في المقابل يريدون إيصال رسالة حاسمة باستحالة تمرير حكومة ولو لم تنل ثقة مجلس النواب على أسس التحدي.في المقابل، تؤكد قيادات رفيعة المستوى في «قوى 14 آذار» أن حزبي الكتائب والقوات يأخذون في الاعتبار المناورات التي تقوم بها «قوى 8 آذار»، ولكنهما يسعيان الى استنفاد كل الوسائل الهادفة الى البحث عن جوامع مشتركة من شأنها التأسيس لحل لبناني داخلي يمرر الاستحقاقات الدستورية الحكومية والنيابية بأقل كلفة سياسية وأمنية ممكنة على الكيان اللبناني ونظامه الديمقراطي.وتشدد هذه القيادات على أن الليونة التي تبديها لا يمكن أن تعني في أي حال من الأحوال القبول بـ»تسويات مشبوهة» على حساب المبادئ الاساسية والقناعات الراسخة لـ «قوى 14 آذار».أما المراقبون الحياديون فيبدون اعتقادهم بأن المناورات المتبادلة لن تؤدي الى أية نتيجة حاسمة على اعتبار أن حزب الله وحلفاءه لم يضعفوا لدرجة التسليم بالتنازل، وأن «قوى 14 آذار» لم تقو لدرجة القدرة على فرض وجهة نظرها، وهو ما يفتح الباب إما على تسوية تثبت الأمر الواقع الراهن لموازين القوى أو على فراغ يعيد خلط الأوراق بحسب انعكاسات التطورات الإقليمية ولاسيما في سورية.