بدا أمس أنّ "طبخة تأليف" الحكومة اللبنانية الجديدة لم تنضج بعد، وعلى عكس التقارير التي أشارت إلى تقدمٍ في هذا الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية، لا يزال الوضع الحكومي بعد عودة الرئيس اللبناني ميشال سليمان من نيويورك كما كان عليه قبل سفره إليها، في حين ظهر أنّ القوى السياسية المعرقلة لعملية تشكيل الحكومة لم تأخذ في الاعتبار أنّ ما تقرر من مساعدات دولية للبنان كي يتمكن من مواجهة أعباء النزوح السوري سيبقى غير قابل للتنفيذ طالما ليست هناك حكومة لبنانية جديدة قادرة على التعاطي مع أي مقررات.

Ad

في موازاة ذلك، تصاعد الجدل بشأن تأجيل الرئيس اللبناني زيارته للسعودية. واكتفى سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي بن عواض عسيري بالقول أمس في بيان إن "تأجيل الزيارة تم بناء على التشاور بين القيادتين السعودية واللبنانية، وذلك إلى موعد قريب يحدد لاحقا".

في المقابل، أشارت مصادر مقربة من سليمان لصحيفة "المستقبل" إلى أنّ تأجيل الزيارة يعود إلى أسباب "تقنية" وليست سياسية. ولفتت المصادر إلى أن الزيارة لا تزال قائمة وليس هناك ما يمنع حصولها.

وعلق عدد من الصحف اللبنانية على خبر تأجيل زيارة سليمان، فرجّحت مصادر لصحيفة "الأخبار" المقربة من "حزب الله" أن يكون سبب التأجيل عدم تمكن سليمان من مقابلة الملك عبدالله بن عبدالعزيز نظراً إلى وضعه الصحي، وبانتظار زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للرياض.

أما صحيفة "الجمهورية" المستقلة فقد اشارت الى أن أسباب عدة تقف وراء هذا الإرجاء وأبرزها "أولاً: عدم ارتياح السعودية للتقارب الحاصل بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ثانياً: أن المملكة لا تفضل الآن أن تكون الأولوية في الحلول العربية للملف اللبناني، وترى أن هذه الأولوية ينبغي أن تكون للملف السوري، ثالثاً: ان المملكة ترى ان المعطيات لم تنضج بعد لتأليف حكومة لبنانية جامعة، في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها جنيف ونيويورك. رابعاً: تحفظ المملكة على التنسيق القائم بين سليمان ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من جهة، وبين جنبلاط وحزب الله من جهة أخرى. خامساً: حرص المملكة على معرفة تطوّر الوضع الأمني على الحدود اللبنانية ـ السورية شرقاً، بعد تزايد الأنباء عن احتمال حصول معارك على هذه الحدود".

وذكرت صحيفة "السفير" المقربة الى "قوى 8 آذار" أن "التفسير البريء للتأجيل، ربطاً بالوضع الصحي للملك عبدالله، لم يكن مقنعاً لأوساط سياسية، ربطت إرجاء الزيارة بانشغال المملكة بل استنفارها لمواجهة الانفتاح الأميركي - الإيراني، معتبرة أن المستجدات الإقليمية والدولية من التسوية الكيماوية بين واشنطن وموسكو، الى الاتصال بين الرئيسين الاميركي والإيراني، أتت لتخلط أوراق المملكة التي تبدو منزعجة من هذا المسار الدبلوماسي، وتحاول عرقلته، ما جعل زيارة سليمان غير مناسبة في هذا التوقيت".

«الكتائب» تغرد خارج سرب «14 آذار»

قبل إطلالته المتوقعة على برنامج «كلام الناس» مع الإعلامي مرسال غانم، ظهر النائب سامي الجميّل صباح أمس في مقابلة مفصّلة مع صحيفة «الجمهورية». وتطرّق الجميّل إلى معظم المواضيع «الحامية» على الساحة الداخلية تاركاً لمقابلة غانم «تفصيل» استقبال والده لقائد «فرقة الصدم» حنا العتيق (الحنون). واعتبر استقبال الرئيس الجميّل للعتيق الأسبوع الماضي بمنزلة «صب الزيت على النار»، إذ شهدت العلاقة بين حزبي «الكتائب» والقوات» فتوراً خلال الأشهر الماضية، بسسبب التنافس على «الصحن» المسيحي نفسه، والمقاربة المختلفة للحزبين لمجمل المسائل السياسية. 

وقالت أوساط «القوات» إن «استقبال الكتائب للعتيق ضربة حقيقية للعلاقة بين الحزبين، ولا توضع في خانة الزكزكات السياسية»، مضيفةً أن «لهذا الموضوع حساسية خاصة لدى رئيس الهيئة التنفيذية في الحزب، لأنه يعمل بشكل جدي على تطويق حركة الحنون، وتصوير حركته على أنها معزولة سياسياً».  

كما كان لافتاً في مقابلة الجميّل الابن مع «الجمهورية» تناغمه السياسي مع قوى «8 آذار» لناحية قبوله بأن تشكل الحكومة وفق الاحجام، ما يبرز حجم التباين بينه وبين قوى «14 آذار».