اتفق المشاركون في ملتقى الكويت الإعلامي العربي الثالث للشباب على أهمية دعم المبادرات الشبابية مع منحهم الفرصة للمشاركة الفاعلة في الخطط التنموية للدولة، مؤكدين أنه لا ديمقراطية ولا ازدهار في ظل إعلام خاص يثير الفتن والشائعات، أو آخر حكومي يمارس التعتيم.

Ad

قال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ان ملتقى الكويت الإعلامي العربي الثالث للشباب مناسبة جيدة للتفاؤل بالمستقبل والعمل من اجله، لافتا الى انه على الرغم من كل ما تملكه منطقتنا العربية من ثروات وامكانات يبقى الشباب هم الثروة الأغلى والأهم.

ورحب الحمود، في كلمته خلال افتتاح الملتقى صباح أمس في فندق الريجنسي بجميع المشاركين، لافتا الى أن هذا المؤتمر "يكتسب اهميته من دوره في اعداد شبابنا إعلامياً ومعرفياً بشكل عام.

وأكد أن وسائل الإعلام الآن تعتبر أهم أدوات العصر، خاصة انه عصر التكنولوجيا التي تتطلب وعيا وفهما وسعيا لمواكبتها، من اجل تنمية المجتمع العربي وتوعيته، مؤكدا أن "الإعلام مهنة شرف وأمانة، من أجل العمل للصالح العام وخدمة المجتمع".

وطالب الحمود "شباب الأمة العربية بالتسلح بالعلم والمعرفة وطرق أبواب كل جديد"، مؤكدا أنه "ينبغي اليوم مشاركتهم في الرأي والعمل والمشورة، ليتحملوا غدا أمانة أوطانهم، لأنهم من يصنعون التطور ويبنون المؤسسات ويحافظون على لحمة المجتمع".

وأوضح أن "الاعلام كان سببا اساسياً في تقدم الغرب علينا، ولا يمكن للديمقراطية والازدهار الاقتصادي والثقافي ان تتحقق مادامت الحرية الاعلامية تستهدف بث الفتنة والاشاعات، في مقابل اعلام رسمي يفهم منه التعتيم"، مبديا أمله أن "يقود شباب الصحافيين الشباب العربي والرأي العام نحو قيم المبادرة والانفتاح والتضحية والاحترام بعيدا عن التعصب ولاستسلام.

وخلال الجلسة الحوارية الأولى، أكد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود أن المستقبل للشباب في جميع المجالات، مؤكدا ان قضية الاعلام مهمة جدا لأنه من غير الممكن ان تنجح قضية من غير دعم اعلامي مناسب.

واعتبر الحمود أن وجود حقيبتي الاعلام والشباب معاً خطوة مميزة من سمو رئيس مجلس الوزراء، مضيفا أن القطاع الإعلامي مهم للتوعية الشبابية، فضلاً عن ضرورة إعداد اعلاميين لدعم المشاريع الشبابية التي ستقدمها وزارة الشباب.

وأكد أننا نحتاج الى الحرية الهادفة واستخدام التكنولوجيا في الاعلام، مشيرا الى ان لدينا صحافة تقدم رسالتها بشكل جيد، معتبرا ان الاعلام التكنولوجي بحاجة الى توعية لينقل الرسائل المفيدة ويتجنب غير المفيدة.

وأوضح ان كتابة الرأي يجب ان تكون من خلال البحث والدراسات باعتبار ان الكتابة بدون مصداقية لن تفيد، مؤكدا ان الإعلاميين الشباب هم المستقبل كما يجب أن تكون هناك منظومة إعلامية بين الإعلام الحكومي والخاص.

وبيَّن ان الإعلام التكنولوجي لا يزعج الوزارة، غير أن هناك ضرورة لتنظيمه لتحقيق المطلوب منه، فضلاً عن احتياجه إلى تشريع وتنظيم ايجابي، لافتا الى ضرورة التمييز بين الاعلام التكنولوجي المهني والاعلام الشخصي الذي يسبب المشاكل في المجتمعات، ما يدعو الى تطبيق قانون الجزاء في بعض دول العالم، خاصة عند المساس بحرية الآخرين، مشيراً إلى ان بعض مستخدمي التكنولوجيا في الاعلام من صغار السن، الأمر الذي يتطلب وضع تشريعات خاصة تحدد من يستخدم هذه التكنولوجيا.

تجميد «الموحّد»

وعن تجميد قانون الإعلام الموحد، لفت الحمود إلى أن القانون جاء نظرا لوجود مجموعة من القوانين والقرارات الإعلامية، فجاءت الفكرة لتقنين هذه التشريعات في قانون واحد يجمعها، مشيرا إلى ان القانونين اللذين صدرا عامي 2006 و2007 وجدت فيهما بعض الثغرات ثم تمت مراجعة هذه التشريعات لسد الثغرات، كما ان ما شهدته الساحة الاعلامية الكويتية من مثالب ودخول الاعلام الالكتروني، ووجود فراغ تشريعي كل ذلك دفعنا الى انشاء قانون الاعلام الموحد.

وذكر ان الوزارة لا تسعى الى تقييد الحريات، مؤكدا ان سمو رئيس مجلس الوزراء رأى ضرورة التريث بهذا القانون، مشيرا إلى ان القضاء يدعم الاعلام، وان مئات القضايا التي تنظرها المحاكم لم تحكم بحالة حبس واحدة، وهذا يحسب للقضاء، لذلك هناك قضايا بحاجة إلى تشريع، خاصة أننا نتطلع لان تخضع وسائل الاعلام للقوانين الإعلامية لا الجزائية.

وأكد الحمود ان على الحكومات الاتفاق بشكل سريع لتنظيم الإعلام الإلكتروني، مبينا ان الكويت قدمت مشروعا لتنظيم الإعلام المهني الالكتروني الذي قد يحقق الهدف منه. ولفت إلى أنه خلال الاجتماع الأخير الذي عقده سمو رئيس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية اجمع الحضور على ضرورة وجود تشريع ينظم الإعلام الالكتروني، معتبرا ان الإعلام الشخصي لا يمكن السيطرة عليه.

إعلام للسيطرة

من جهته، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون البلدية الشيخ محمد العبدالله، خلال الجلسة الحوارية الثانية، ان الاعلام منظومة متكاملة، مشيراً إلى ان وزارات الإعلام لم توجد إلا في اربعينيات القرن الماضي في الدول الشيوعية، وكان الهدف منها تمكين الدولة من السيطرة، وفرض المعلومة على الشعوب، غير أن هذا الزمان قد مضى.

وأكد العبدالله ان الاتهام للحكومة بتقصيرها مع فئة الشباب هو اتهام مقدر، مضيفا ان علينا ان نعود الى الأصل، لذلك تم تخصيص وزارة الشباب، كما تم لأول مرة تخصيص لجنة دائمة في مجلس الوزراء للشباب مهمتها الوحيدة مراجعة كل المطالبات والخطط والمقومات الخاصة بهذه الفئة المهمة بمجتمعاتنا، وذلك بتوجيهات من سمو رئيس الوزراء.

وعن سؤال حول العلاقات الكويتية- العربية قال ان الكويت تتميز بفضل أبي الدبلوماسية الكويتية سمو الأمير، والذي أرسى دعائم العمل السياسي والدبلوماسي في البلاد، مؤكدا ان العلاقات الكويتية- العربية خالية من أي حساسية أو خلاف، لذلك نحن بحاجة الى ثورة في الفكر الاعلامي، لمواكبة تطور الاحداث الاعلامية، فالجميع اصبح لديه خبرة اعلامية في كل المجالات من خلال التطورات التكنولوجية.

وعن الملف العراقي وخاصة ميناء مبارك الكبير قال العبدالله ان الكويت سعت منذ 2003 ومنذ تغيير النظام السابق في العراق بخطوات ملموسة ومعلومة إلى تحسين صورة الكويت لدى الشعب العراقي وتحسين صورة العراق لدى الكويت، وكان هناك تعاون وثيق مع المؤسسات العالمية التي تحكم بعض اطراف العلاقة بين البلدين، وقبل اسبوعين عرضت على الحكومة رسالة من بان كي مون الذي اكد فيها الاعتزاز بالدور الكويتي المميز تجاه القضايا العالقة مع العراق وسعي الكويت الى طيها، ومن ضمن هذه القضية قضية البند السابع الذي فرض قراراً اممياً لا قراراً كويتياً او خليجياً بسبب انتهاكات تمت من قبل النظام السابق.

وأضاف العبدالله أن الإعلام يحمل طبيعتين لا ثالث لهما، فإما ان يعكس ما يدور في الشارع او يوجه هو الشارع، وهناك فارق بين الاعلام الرسمي والاعلام الخاص، فالاعلام الخاص يحاول ان يوجه الشارع، ونعلم جميعا بوجود اجندات خاصة في أي مؤسسة إعلامية خاصة.

المرتكز الأساسي

من جهته، أكد مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين ان شباب اليوم هم المرتكز الأساسي لبناء المستقبل في جميع ميادين الحياة، لافتا الى انه من خلالهم نستطيع ان نحقق التطلعات التنموية المنشودة التي يمكن ان تنهض بالبلاد اقتصاديا وعلميا وصناعيا.

 واضاف شهاب الدين ان الشباب يشكلون ما يزيد على 20 من سكان العالم وفي البلدان العربية يشكلون الأغلبية من حيث عدد السكان، وترتفع هذه النسبة الي 70% في بعضها، مؤكدا أن هذه المؤشرات والأرقام تضعنا أمام حقيقة ديموغرافية ذات ابعاد تنموية متنوعة ومختلفة في آن واحد، والتي تضعنا بدورها أمام تحديات مصيرية.

وبيَّن أنه في الوقت الذي يشكل فيه الشباب نسبة تزيد على 50% من مجموع سكان الكويت، نلحظ ان مساهمة هذه الشريحة الكبيرة لا تكاد تذكر في خطط التنمية الحالية التي تتبناها الدولة، ما يمثل واقعا ديموغرافيا مليئا بالتحديات المصيرية.

بنية تحتية

من جانبه، أكد نائب رئيس جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا للخدمات الأكاديمية د. صباح قدومي ان "الاعلام اليوم اصبح جزءاً لا يتجزأ من البنية التحتية للمجتمعات والدول، لافتا إلى أنه مكون رئيسي من مكونات النجاح في مجال السياسة والأمن والثقافة العامة، وأساس اصيل في تطور مجالات الرياضة والصحة، وتحديد المقبول وغير المقبول من السلوك والمبادرات.

وقال أمين عام الملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس إن هذا اللقاء السنوي على أرض الكويت تحت رعاية كريمة من سمو الأمير يأتي للتحاور والتشاور وتبادل الآراء حول مهنة الإعلام وصناعته عبر اندماج المشاركين من مختلف الأعمار والخبرات والتجارب ومختلف الأفكار والاتجاهات والدول.

وأكد أن "الإعلام كان وسيظل رسالة مقدسة مهما علق به من شوائب، لذلك يجبُ ألا ننظر إلى الجانب المظلم من هذه الصناعة، بل علينا أن نهتمَّ بالتأهيل والتطوير والتنمية الإعلامية التي من شأنِها خلقُ كوادر شابة قادرة على التعاطي مع المستقبل بفاعلية مُسلحة بإمكانات تأهيلية تُمكّنُها من تحسين جودة أداء الإعلام والعاملين به،".

ومن جهته، قال رئيس قسم المعلومات في جريدة "القبس" الزميل حمزة عليان إن الشهيد ناجي العلي عاش فترة طويلة في الكويت وعمل في الصحافة الكويتية، لافتا الى أن رمز "حنظلة" الذي تركه ناجي العلي بعد اغتياله رمز يعبر عن الشعب الفلسطيني وطموحه وآماله ومعاناته سنوات طويلة.