بعد تصاعد الجدل بشأن الجماعات الإسلامية المتشددة العاملة في سورية واصطدامها الميداني بـ«الجيش الحر» وتزايد الانتهاكات التي تقوم بها بحق ناشطين سياسيين معارضين، برزت خلافات داخل «الجيش الحر» بشأن التعامل مع هذه الجماعة. 

Ad

برزت أمس خلافات في صفوف "الجيش السوري الحر" بشأن التعاطي مع المنظمات الإسلامية المتشددة العاملة في سورية. 

وبعد الهجوم الذي شنه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الموالي لـ"القاعدة" على بلدة أعزاز شمال سورية الحدودية مع تركيا، دعا المركز الإعلامي لـ"الجيش السوري الحر" أمس جميع المسلحين الأجانب "متشددين وغير متشددين"، إلى مغادرة الأراضي السورية فوراً وإلا فسيتصدى لهم باعتبارهم أعداء، مشدداً على ضرورة أن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه.

وقال مسؤول إدارة الإعلام المركزي في "الجيش الحر" فهد المصري إنه "سيتم عزل التنظيمات المتطرفة، وعليها أن تخرج فوراً من سورية لأنها غير مرحب بها"، مؤكداً أن "جميع المسلحين الأجانب سواء متطرفين أو غير ذلك، مطالبين بمغادرة سورية فوراً، وإلا فستتم مواجهتهم كما تتم مواجهة النظام السوري"، على حد قوله.

في المقابل، أكد رئيس أركان "الجيش السوري الحر" سليم إدريس في حديث تلفزيوني أن لا علاقة لـ"الحر" بدعوة المسلحين الاجانب إلى مغادرة سورية. وشدد على ان المصري يعبر عن نفسه وما يدور في ذهنه ولا يعبر عن الموقف الرسمي لـ"الجيش الحر"، مشيرا الى أن "المصري دأب على إصدار تصريحات تسبب الكثير من الاشكالات للجيش الحر ونحن نتخذ القرارات بالتشاور مع جميع الإخوة على الأرض". 

في غضون ذلك، استكمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس تسليم قائمة كاملة عن ترسانته الكيماوية، حسبما اعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وذلك مع انتهاء المهلة المحددة لذلك بموجب اتفاق جنيف بين الاميركيين والروس. 

وقالت المنظمة التي يوجد مقرها في لاهاي: "منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية تؤكد انها تسلمت القوائم المرتقبة من الحكومة السورية بخصوص برنامجها للاسلحة الكيماوية"، واضافت أن "الامانة الفنية (للمنظمة) تقوم حاليا بدرس المعلومات التي تم تلقيها".

 

المبادرة الإيرانية 

 

سياسيا، رفض الائتلاف الوطني السوري المعارض امس اقتراح إيران الحليفة للنظام السوري، تسهيل حوار بين مسلحي المعارضة والنظام السوري معتبرا انه يفتقد الى المصداقية. وقال الائتلاف في بيان انه يعتبر "إعلان إيران هذا على لسان رئيسها حسن روحاني أمراً يدعو للسخرية".

وشكك الائتلاف السوري في قدرة ايران على المساعدة في تسهيل الحوار معتبرا انها "جزء من المشكلة"، وقال في بيانه "من الأجدى للقيادة الإيرانية أن تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سورية قبل أن تبادر لطرح المبادرات والتسهيلات أمام الأطراف المعنية"، مضيفا أن العرض الإيراني هو "محاولة يائسة لإطالة أمد الأزمة وزيادة تعقيدها".

في غضون ذلك، اجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس مباحثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تناولت ابرز القضايا الاقليمية والدولية وعلى رأسها الازمة السورية. وكان هولاند رفض أمس الأول المبادرة الإيرانية مؤكدا انه سيبحث مع روحاني خلال لقائهما في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الملف السوري.

وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان ان امير دولة قطر الذي يقوم بزيارة خاصة لباريس اجتمع مع الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه، حيث ناقشا تطورات الوضع في سورية، واتفقا على مواصلة المشاورات بينهما حول هذه القضية.

 

إعدامات 

 

في سياق آخر، قتل 15 شخصا بالرصاص والسلاح الابيض في عملية نفذها الجيش السوري وميليشيات موالية للنظام في قرية سنية بوسط سورية على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. 

 (دمشق، لاهاي، باريس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)