دولة بدون شعب!

نشر في 24-08-2013
آخر تحديث 24-08-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي  لا نقاش حول حقيقة استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، فثورة الاتصالات جعلت الكثير يشاهد ملابسات الجريمة المروعة بالصوت والصورة، ولا عليك من إنكار إعلام النظام، فالحقيقة واقعة، وهذا أساساً ليس بالجديد، ألم يستخدم النظام "الكيماوي" في خان العسل من قبل؟ فهو لم يعد لديه الحد الأدنى من المصداقية.

واضح أن الضغط يزداد عليه، وأصبح كالمجنون الذي يضرب كل شيء وأي شيء، لقد أصبح ينفذ أخطر المخططات العسكرية ضد شعبه، كنظرية الأرض المحروقة، ولم يعد يهتم بأي رادع، وهل يوجد أمامه رادع؟! ويمارس حربه على طريقة "علي وعلى أعدائي، أو يا قاتل يا مقتول" هكذا توحي تصرفاته.

لقد تنكر لكل عهد يعاهد به حاكم شعبه، وأصبح القتل والدمار هما  أداة التخاطب مع هذا الشعب المنكوب، الذي لسان حاله يقول "السكين وصلت الرقبة"!

أقنعني قول أحدهم: إن الأسد سيتمكن من الاستمرار في حكم سورية، لكنه سيحكم دولة بلا شعب! فعلياً انتهت شرعية الأسد ونظامه، فلا هو الذي فرض قوته على الأرض وبسط سيطرته، ولا هو الذي سقط بالكامل، إذ أصبح متأرجحاً والأنظمة المتأرجحة لا مكان لها في حكم الشعوب وإن طال الزمن.

الذي ساعد الأسد في طغيانه عدم وجود رادع حقيقي، والعكس صحيح، فقد تلقى دعماً غير مسبوق من حلفائه الذين استغلوا الارتخاء الدولي معه، فساندوه علناً ضد شعبه لأسباب طائفية نتنة، ومصالح غير أخلاقية، ولم يعد دين يردعهم ولا إنسانية، أما بقية الدول فيا قلب لا تحزن؛ الكل منشغل بأحواله الداخلية، وعلى مفهوم "عندي وعندك خير"؛ مما مهد الطريق لحلفاء الأسد للتدخل المعلن المباشر، وربما بترتيبات دولية من يدري؟

فهل يعقل أن تدخل عناصر إيرانية وعراقية ولبنانية تحت مسميات مختلفة لدعم الأسد علناً دون أي اعتراض دولي أو حتى شجب أو إدانة أو استنكار والتي هي أضعف الإيمان.

لم يعد أحد يجرؤ على قول "نحن هنا"، والحال من سيئ إلى أسوأ ولا رهان إلا على الشعب السوري فقط، واترك عنك "شخبطات" أردوغان، فقد تكفلت مظاهرات تقسيم بإفهامه حجمه الحقيقي، ولا تعول على مواقف الغرب الذين لو كانوا فعلاً مستائين من الأسد، لعملوا مثلما عملوا ضد القذافي، لكنها السياسة قاتلها الله، لا أخلاق لها.

ما أكثر المتاجرين في معاناة الإنسان العربي، وحمى الله بلاد العرب من أهلها.

back to top