عندما تقتل الدول
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
ولذا كان أمراً مثيراً للاستغراب النمط الاحتفالي الذي تم فيه إعلان إعدام أكثر من دفعة من المحكومين بجرائم متعددة، على النقيض من الاتجاه الدولي الداعي إلى إلغاء الإعدام، فإن لم يكن الإلغاء ممكناً، لأسباب سياسية أو دينية، فذلك ممكن تفهمه، إلا أنه من الأجدى التقليل من ممارسته وقصره على جرائم القتل العمد، وبالتأكيد عدم الاحتفال والتلذذ به، وتقييد الصلاحيات الممنوحة للحكومات في قتلها للبشر بحجة حماية المجتمع، وهو مفهوم قابل للاستخدام في قضايا سياسية وغيرها.كانت احتفالية الإعدام الثلاثية غريبة على مجتمعنا، وكأن من بشرنا بها يريدنا أن نتعود على منظر الأجساد المعلقة المتهالكة والرقاب المتدلية، وإمعاناً في ذلك يظهر لنا المسؤولون يتضاحكون ويتناولون المشروبات، فالمسألة عادية جداً، وغداً ستكون مناسبة عائلية تذهب فيها العائلة للمشاهدة والاستمتاع، وربما تجرى حولها المسابقات، من يموت أولاً، في حين أن من يموت هو الإحساس في داخلنا، وكأنه لم يعد كافياً ما نشاهده يومياً من دماء وأرواح من حولنا.أن تضطر الدولة إلى إزهاق أرواح الناس أمر محزن، وهو دلالة على عدم قدرتها على منع حدوث المشكلة الأصلية، وهو مؤشر على العجز، فعلى ماذا تحتفلون يرحمكم ويرحمنا الله؟