يهتف معتصمو إشارة "وليس ميدان" رابعة العدوية "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، ويرفع معتصمو التحرير "ميدان وليس إشارة" "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، وصرح شباب "تمرد" في نهاية بيانهم "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، وكذلك أعلن شباب "تجرد" في مؤتمرهم الصحافي "ثوار أحرار هنكمل المشوار"... وبافتراض الصدق والإخلاص في الجميع، فبالتأكيد كلهم صادقون في هتافاتهم وبياناتهم وعازمون على تكملة المشوار، ولكن بالتأكيد أيضاً أن مشوار كل منهم مختلف.

Ad

فـ"الإخوان" مشوارهم ينتهي عند تطبيق الشريعة كاملة (عقيدة وسلوكاً وروحاً وحدوداً) و"الإنقاذ" مشوارهم ينتهي عند كرسي الرئاسة وتولي الحكم، بينما ينتهي مشوار "تمرد" بإسقاط "الإخوان" وخلع الرئيس، ويسعى شباب "تجرد" لتثبيت الرئيس في مكانه ومنع خلعه.

رغم اختلاف الجميع في نهايات المشوار فإن العجب أن كل هؤلاء يركبون "أتوبيساً" واحداً ويطالبون السائق "الشعب" أن يذهب بهم إلى حيث يريد كل منهم، والسائق يسير تارة في هذا الاتجاه وتارة في الاتجاه الآخر وتارة في الاتجاه الثالث... فإلى أين ستتجه الحافلة؟ أم أن السائق سيتركهم في منتصف الطريق ليكمل كل منهم مشواره بنفسه؟!

***

من الخاسر؟... في المسابقات الرياضية يسأل الجميع من فاز؟ وفي الصراعات والحروب يُسأل من انتصر؟ وفي النقاشات والحوارات من تفوق؟ ولكن في الحال السياسية المصرية لا فائز ولا منتصر ولا غالب ولا متفوق، وهناك فقط خاسر، والخاسر في كل الأحوال هو مصر. مصر التي نتغنى بحبها ونعمل على تقسيمها، مصر التي نتمنى رضاها ونسعى إلى تمزيقها، مصر التي فرقناها بالشقاق والخلاف والكذب والخداع، لن يربح أحد مادمنا قد صممنا على السير في طريق الخلاف وعدم الاتفاق، فهل نصرّ على التناحر والعداوة ثم نتساءل: أين ذهبت مصر الحب والتسامح؟ هل نصرّ على الظلم والغيّ، ثم نتعجب أين ذهبت مصر الأمن والمحبة؟

***

"الإخوان" سرقوا الثورة، "التيار الشعبي" سرق "تمرد"، "الدستور" سرق "الوفد"، "الفلول" سرقوا الشرطة، الزند سرق القضاء، ما كل هذه السرقات، "البلد كله حرامية ولا إيه"؟!

***

عندما قامت ثورة يناير إلى أن تم انتخاب مرسي وهزيمة شفيق كان البلد منقسماً بين ثوار وفلول (أبناء مبارك ومؤيدي شفيق) واليوم مع بدء عودة نظام مبارك (بصورة أو أخرى) انقلبت الحال وأصبح الفلول ثواراً والثوار فلولاً... وأصبحت مصر البلد الوحيد في العالم شعبها كله ثوار، وأيضاً كله فلول... وعجبي.

***

عيش وملح... أثناء هجومه على مجلس القضاء الأعلى قال رئيس نادي القضاة رافضاً موقفهم السلبي من إقالة النائب العام السابق "إزاي سكتوا يعني إيه مكانش عيش وملح"، والسؤال منذ متى والقضاء فيه "عيش وملح"؟! وإذا تعرض المواطن العادي للقضاء تتم محاكمته بتهمة إهانة القضاء، فهل ينطبق هذا على رجال القضاء؟ سؤالان للأفاضل من رجال القضاء المحترمين، وسؤال ثالث لو سمحتم هل عرف قضاة النقض معنى "العيش والملح"؟

***

"إلى كل مصري لا تجعل كرهك لـ"الإخوان" أكبر من حبك لمصر ولا تجعل انتماءك إلى "الإخوان" أكبر من انتمائك إلى مصر"

*((الثلاثاء 2- 7- 2013 الساعة الحادية عشرة مساءً))