اختار القيادي الإخواني البارز عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري محمد مرسي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن يظل بعيداً عن وسائل الإعلام المصرية تحديداً، منذ توليه المنصب في ديسمبر من العام الماضي، رغم أنه الرجل الذي تلقى تعليمه في كلية الطب جامعة الإسكندرية، قبل أن ينطلق إلى القارة الأوروبية، من باحث في مجال التحاليل الطبية في ألمانيا، إلى دارس لإدارة الأعمال في إنكلترا.

Ad

زادت البيانات التي يصدرها الحداد عبر صفحته الرسمية (مكتب مساعد الرئيس للشؤون الخارجية والتعاون الدولي) باللغة الإنكليزية فقط، إحراج مؤسسة الرئاسة، وكان آخرها البيان الصادر بشأن أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها مصر على مدار الأيام الأربعة الماضية، وحمل الأقباط ضمنياً المسؤولية عن البدء في أحداث العنف في محيط الكاتدرائية ومدينة الخصوص، ما دفع المؤسسة المصرية إلى التنصل من البيان أمس.

«بيانات الحداد” التي تخاطب وسائل الإعلام الأجنبية فحسب، أصبحت صيداً ثميناً للصحافيين والمتابعين لشؤون الرئاسة، لمعرفة ما يرغب الرئيس وجماعة "الإخوان” في ترويجه خارجياً، خصوصاً بعدما خرج الحداد عن تقاليد عريقة للرئاسة، واصفاً في بيان رسمي (آواخر مارس الماضي) بشأن قانون الجمعيات الأهلية، ما تعرضت لها مؤسسات المجتمع المدني خلال ستين عاماً من الدكتاتورية بالمعاناة، ما يعد نقلاً لمفردات جماعة "الإخوان” ذات العداء مع ثورة يوليو 1952.

الحداد وفقاً لمراقبين أصبح "وزير خارجية موازي”، حيث شارك الوفد المصري برئاسة رئيس الحكومة هشام قنديل في زيارة إلى قطاع غزة، نوفمبر من العام الماضي، في ظل غياب وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، وأصبح مبعوث مرسي للإمارات لبحث الإفراج عن خلية "إخوانية” تم إلقاء القبض عليها من السلطات الأمنية في دبي، بل إن الحداد يزور روسيا حالياً لبحث تنسيق الموقف بين القاهرة وموسكو بشأن الأزمة في سورية.

ينحدر الحداد من عائلة إخوانية، فأخوه مدحت الحداد مسؤول المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية، والمتهم في قضية "ميليشيات الأزهر” 2005، وأخوه الأصغر جهاد الحداد، المتحدث الرسمي باسم الجماعة.