لبنان: تمديد مهلة الترشح... ومعركة طرابلس تحتدم
سليمان يتلقى دعماً من أوباما من بوابة «إعلان بعبدا»... وينفي تلقيه تهديدات إسرائيلية
على وقع الاشتباكات المتجددة أمس في طرابلس عادت لجنة التواصل النيابية للاجتماع في عين التينة برئاسة الرئيس نبيه بري، في مسعى أخير للتوافق حول قانون الانتخاب. وذُكر أن بري وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وقال: "إذا فشلنا أقول إنني أنا فشلت". وعلم أن "بري أبلغ أعضاء اللجنة أنه سيدعوهم إلى اجتماع جديد من دون تحديد موعد له". في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في تعميم عن "تمديد مهلة قبول طلبات الترشح للانتخابات النيابية حتى الاثنين المقبل".
ميقاتيوكانت الاشتباكات في طرابلس تجددت أمس وأدت إلى استشهاد عسكري في شارع سورية برصاص القنص، وإصابة 5 آخرين بعد سقوط قذيفة على مركزهم في بعل درويش. وأكد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، خلال اتصال هاتفي مع قائد الجيش العماد جان قهوجي اطلع فيه على التدابير والإجراءات الأمنية التي ينفذها الجيش في طرابلس لضبط الوضع وتوقيف المخلين بالأمن، "دعمَ الجيش في الإجراءات الآيلة إلى وقف النزيف الأمني في طرابلس الذي تدفع ثمنه المدينة من أرواح أبنائها وممتلكاتهم".وشدد ميقاتي على أن "الجيش اللبناني لديه الدعم الكامل من السلطة السياسية ومجلس الوزراء وقيادات طرابلس وفاعلياتها وأبنائها لاتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات لوقف الاخلال بالأمن، لاسيما أن البعض يحاول مجددا العمل على انفلات الوضع الأمني واستخدام طرابلس ساحة لتصفية الحسابات السياسية".أوباما إلى ذلك، جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس "تقديره للدور الذي يقوم به سليمان للحفاظ على الاستقرار والسياسة التي يتبعها لبنان بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولاسيما سورية، انطلاقاً من إعلان بعبدا"، معتبراً أن "تشكيل حكومة جديدة في لبنان وإجراء الانتخابات في مواعيدها، يشكلان رسالة قوية عن ممارسة التراث الديمقراطي". وأكد أن ذلك من شأنه المساهمة في "ترسيخ الاستقرار الداخلي في شتى المجالات"، مشيراً إلى "تأييد فكرة عقد مؤتمر دولي لمعالجة موضوع النازحين عبر الأمم المتحدة"، مجدداً دعم بلاده للبنان في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار فيه.وبدوره، شكر سليمان أوباما على اتصاله ودعم بلاده، مشدداً على "ضرورة دفع عملية السلام الشامل والعادل في المنطقة"، معوّلاً على "مساعدة الولايات المتحدة في موضوع النازحين"، لافتاً إلى "أهمية استمرار المساعدات العسكرية المقررة للجيش اللبناني من أجل تمكينه من الحفاظ على الحدود وعلى السلم الأهلي والاستقرار الأمني في الداخل".إلى ذلك، نفت رئاسة الجمهورية في بيان أمس أن "يكون رئيس الجمهورية ميشال سليمان تلقى تهديداً مباشراً من إسرائيل، مع العلم أن تهديدات إسرائيل وخروقاتها للبنان لا تتوقف، إلا أنه لم يتم إبلاغ سليمان من أي جهة مثل هذا التهديد". وكانت تقارير إعلامية اشارت إلى أن سليمان تلقى تهديداً مباشراً بإعادة لبنان 50 عاماً الى الوراء اذا تعدى عليها "حزب الله".جنبلاطفي السياق، أشار رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أمس الى أنه "بات مفيداً إعادة التذكير ببعض الثوابت السياسيّة التي من شأنها، من وجهة نظرنا، تشكيل عناوين أساسيّة للمرحلة الراهنة بكل تحدياتها ومصاعبها، وأولها انه لا مناص من الحوار بين اللبنانيين في كل الملفات الخلافيّة، ومن بينها مسألة سلاح المقاومة الذي يبقى الهدف الرئيسي منه الدفاع عن لبنان وعن لبنان فقط، وذلك يتحقق بالشكل الأمثل من خلال الاستيعاب التدريجي في إطار الدولة، وبناء خطة دفاعية شاملة، مع الأخذ في الاعتبار أن محاور إقليميّة تتحكم به، وهي أقوى من النظرية التي نؤمن بها مع قسم كبير من اللبنانيين، وهي المحاور التي أخذت هذا السلاح بعيداً عن مهامه الأساسيّة وحولت وجهته وأهدافه نتيجة الصراع على سورية".وشدد رئيس الحزب الاشتراكي على أن "أي إعادة تفكير في استخدام السلاح في الداخل لن تكون إلا مغامرة مستحيلة، وقد سبق أن جُربت هذه المحاولات من أطراف مختلفة في الداخل، ووصلت إلى حائط مسدود بعد أن أحدثت خراباً ودماراً وسقوط أبرياء لا دخل لهم بالصراعات السياسيّة". ورأى أن "الخلافات السياسيّة، مهما تعمقّت وتوسعت، تُعالج حصراً عبر الحوار والتفاهم بعيداً عن مناخات الإلغاء أو الإقصاء أو العزل".