زادت في مصر أخيراً الحركات الشبابية التي تعلن انفصالها عن جماعة «الإخوان المسلمين»، مثل «أحرار الإخوان» و»إخوان بلا عنف»، لكن «منشقون» هي الحركة الأبرز التي أسسها محمود الحبشي، 19 عاماً، نجل القيادي الإخواني محمد الحبشي.
وفي حوار مع «الجريدة» كشف محمود الملقب بـ«المرشد الصغير»، وجود ميليشيات ومخازن أسلحة للجماعة على مستوى محافظات مصر، مبيناً أنه حصل على وثائق من مكتب الإرشاد تؤكد ذلك... وفي ما يلي تفاصيل الحوار: • متى انشققت عن جماعة «الإخوان» وما الأسباب؟ - بعد أحداث شارع «محمد محمود» عام 2011، حيث كانت الشرطة تقتل الثوار في الشارع بينما «الإخوان» كانوا يوزعون على أنفسهم الكراسي في مجلس الشعب، كما أنني اكتشفت أن «الإخوان» جماعة تشوه الدين وتتاجر به، وتمارس نفس سياسات الحزب الوطني «المنحل» في عهد مبارك، لذلك رفضت هذه الأمور وقررت الانفصال عن الجماعة، وللعلم غالبية المنتمين للإخوان لديهم الرغبة في ترك الجماعة لكنهم يخشون غضب المرشد العام للجماعة. • يشكك البعض في الحركة ويعتبرها مجرد وسيلة لضمان بقاء الجماعة في شكل حركة شبابية تحركها القيادات الكبيرة؟ - هذا كلام غير صحيح، ومن يقوله لم يعش شيئاً من المعاناة التي يمر بها الشباب المنشق عن الجماعة، فمن ينشق ويتكلم عن تفاصيل الجماعة وكواليسها يتلقى تهديدات تصل إلى حد اغتياله، على شاكلة محاولة اغتيال القيادي المنشق ثروت الخرباوي. • ما نوعية التهديدات التي تلقيتها؟ - لم تتوقف التهديدات المباشرة منذ انفصالي عن الجماعة، وقبل أسبوع طافت قيادات إخوانية حول منازل قريتي، زاوية البقلي في محافظة المنوفية شمال القاهرة، وأحلوا دمي، ما دفعني إلى الهروب بعيداً عن منزل والدي، فأنا واثق أن لديهم رغبة قوية في الانتقام مني. • كيف تلقى والدك خبر انشقاقك خاصة أنه قيادي في الجماعة؟ - والدي بخلاف عضويته في الجماعة، هو عضو مؤسس في حزب «الحرية والعدالة»، وقد رفض فكرة انشقاقي تماماً، وكان وبمشاركة قيادات أخرى في الجماعة يقومون بسبي وضربي، أذكر أثناء الانتخابات الرئاسية أنني انضممت لحملة القيادي المنشق عبدالمنعم أبوالفتوح، وقد قوبل ذلك برفض شديد من جانب «الإخوان»، وقام والدي بتمزيق الملصقات الدعائية لأبوالفتوح وضربني. • ما أهم مطالب حركة «منشقون»؟ - ترفع الحركة شعار «المحاكمة قبل المصالحة»، أي محاكمة قيادات «الإخوان المسلمين» قبل مسألة المصالحة، وعلى رأس هؤلاء الرئيس المعزول محمد مرسي ومرشد الإخوان محمد بديع. • كم عدد الذين انضموا إلى الحركة حتى الآن؟ - تجاوزنا المئة عضو من محافظات مصر المختلفة، والباب مفتوح لضم أي منشق عن الحزب والجماعة والتنظيم، كما نجري اتصالات مكثفة مع القيادات الكبيرة المنشقة للانضمام إلى الحركة. • هل وصلتك معلومات بشأن خطط تسعى لتنفيذها الجماعة بعد ثورة 30 يونيو؟ - وصلتني معلومات قبل اندلاع الثورة الشهر الماضي، عن وجود خطة لنشر شباب «الإخوان» في مسجدي «رابعة العدوية» بضاحية مدينة نصر، و»عمر بن عبدالعزيز» قرب قصر «الاتحادية» الرئاسي بضاحية مصر الجديدة، وذلك لمنع وصول المتظاهرين إلى القصر يوم 30 يونيو، إلى جانب وجود خطة لاغتيال قيادات سياسية وشخصيات إعلامية والإطاحة برجال أعمال، وتضم قائمة الاغتيال عددا كبيرا أبرزهم حمدين صباحي ومحمد البرادعي وعمرو موسى والسيد البدوي ولميس الحديدي ومحمود سعد. • ما حقيقة امتلاك «الإخوان» ميليشيات مسلحة؟ - هناك دلائل تؤكد للجميع وجود هذه الميليشيات، فقد ظهرت في واقعة تدريبات جامعة الأزهر قبل سنوات، كما ظهرت بوضوح أمام قصر «الاتحادية» الرئاسي، كما أنني واحد من بين تسعة آخرين في الحركة لدينا معلومات مؤكدة عن وجود ميليشيات إخوانية مسلحة ومدربة على أعلى مستوى. • لكن كيف وصلتك هذه المعلومات؟ - بمساعدة مصدر داخل الجماعة، حصلتُ على وثائق مختومة بخاتم مكتب الإرشاد تؤكد هذه المعلومات، وأخرى تكشف خطط ما يحدث الآن في الشارع المصري، وكذا أسرار ما يحدث داخل مكتب الإرشاد، وخططا تؤكد وجود ميليشيات، وأخطر مستند يكشف وجود مخازن للأسلحة في جميع محافظات مصر، إلى جانب وجود عناصر مدربة تدريبا كاملا، وهذه المستندات الخطيرة كنت محتفظا بها في منزلي، لكن عضوا في الجماعة أخذها مني وهددني بالويل والثبور لو فضحت تفاصيل هذه المستندات.
دوليات
مؤسس «منشقون» لـ الجريدة•: خطة «إخوانية» لتنفيذ اغتيالات
26-07-2013