النجوم... بين المواجهة والاعتذار
خلافات لا حصر لها تحدث بين النجوم ولا يكاد يوم يمرّ إلا ويطلق هذا الفنان أو ذاك تصريحات نارية ضد زميل له، لكن المفاجأة أن فنانين كثراً يعمدون علناً إلى الاعتذار ممن أساؤوا إليهم، أو يوضحون كلامهم الذي ربما يكون فُهم عن طريق الخطأ.
عبر الفنان راغب علامة عن استيائه من الانتقادات التي طاولته بسبب خطأ غير مقصود منه عند حديثه عن أغنية «سر حبي»، وقال: «عمل المصطادون في الماء العكر من الحبة قبّة عندما قلت خطأ (وجُلّ من لا يُخطئ) إن أغنية فنان الخليج أبو بكر سالم «سرّ حبي» هي تراث خليجي. رغم أنني وضّحت هذا الأمر عبر «تويتر» إلا أن البعض ما زال يكتب عن الموضوع لأسباب معروفة! أعلن حبي واحترامي لمطرب الخليج العملاق أبو بكر سالم».أضاف: «في الحقيقة الأغنية يمنية كتبها الراحل المحضار ولحنها الكبير أبو بكر سالم في ستينيات القرن الماضي، على ما أعتقد. أي أنها أصبحت من أغاني التراث العربي. آمل ألا يعترض المصطادون في الماء العكر لأنني قلت أغنية عربية، معلوم أن أبو بكر فنان يمني ويحمل جنسية سعودية».
إساءة غير مقصودة{أنا ضد كتابة عبارة {برواس حسين من كردستان}، لأن كردستان جزء لا يتجزأ من العراق}، هذه الكلمات التي قالتها أحلام في إحدى سهرات برنامج {أراب آيدول} للمشتركة الكردية برواس حسين، كانت كفيلة بتأجيج الاعتراضات من الأكراد على خطاب اعتبروه انتقاصاً من حقوقهم، ما دفع أحلام إلى إصدار بيان اعتذار مقتضب أكّدت فيه أنّها لم تقصد {مصادرة حقّ الشعب الكردي باستقلاله، أو الانتقاص من نضاله حتى نيله الاستقلال، وأنّها لم تعنِ إلغاء وجود الأكراد أو المساس بهم}.أضافت: {شخصياً لدي أصدقاء أكراد أحبهم وأحترمهم. من فسر كلامي عن كردستان بأنه إساءة، قد ظلمني لأني لم أقصد الإساءة بتاتاً. أنا أكبر من السخافات المفسرة أو إثارة الفتن، ولست ممن يدس السم في كلامه ويخوض حروباً في أطر سياسية}. {صوت ماجدة الرومي لا يعجبني ومن لا يعجبه كلامي ليبلط البحر}، تصريح ناري يندرج ضمن تصريحات الموسيقار ملحم بركات التي يطلقها يميناً ويساراً، آخرها عودته إلى مهاجمة الفنانين اللبنانيين الذين يغنون بغير اللهجة اللبنانية، إلا أنه ما لبث أن راجع حساباته، وقال: {أريد أن اعتذر من ماجدة على الهواء عن الكلام الذي نسب إلي. حدث غلط إذ لم يكن يفترض أن ينشر، أعود وأقول صوتها لن يتكرر، صوت كبير جداً}.{سوسو المتوحش} وألفاظ أخرى تخطت حدود اللياقة، تفوّه بها الفنان فارس كرم ضد المخرج سيمون أسمر الذي كان في أساس نجوميّة فنانين يحتلون المراتب الأولى على الساحة الفنية، لكن بعد الوعكة الصحيّة التي أصابته واتصال أسمر به للاطمئنان عليه، راجع كرم حساباته وصرح في حديث له: {سيمون على رأسي من فوق. شعرت بأنني صغير حين اتّصل بي ليقول لي سلامتك وعفا الله عما مضى}.آراء مختلفةتوضح الفنانة مادلين مطر أن كل إنسان يخطئ أحياناً في تصريحاته، فالفنان في النهاية من لحم ودم، ويمكن أن يتفوّه بأمور نتيجة انفعال ويعود ويندم عليها لاحقاً، إلا أن الاعتذار يكون أكبر من الخطأ بحد ذاته، وقالت: {من جهتي، ابتعد عن التصريحات النارية ولا أحب أن أكون في خلاف مع أحد، ولكن في حال حصل سوء تفاهم مع أحد الزملاء وشعرت بأنني على خطأ فلا يمنعني ذلك من الاعتذار، لأن الاعتذار فضيلة بحد ذاته}.من جانبها، لا تنكر الممثلة باميلا الكك أن الاعتذار واجب في حال أخطأ أي شخص بحق أخيه الإنسان، مشددة على أن الانسان يتعلم من تجاربه ويعرف كيف يسيطر على أعصابه في حال استفزه الآخرون.أما الإعلامية راغدة شلهوب فتوضح أن الإشكالات تحدث ليس في الوسط الفني فحسب بل حتى بين الأصدقاء، لكن الإشكال بين النجوم يأخذ حيّزاً أكبر كون الأضواء مسلطة عليهم، وهم مادة دسمة للصحافة، مشيرة إلى أن الواجب الصحافي يقوم على ردم الهوّة في حال حصل أي خلاف لا إحداث مزيد من التفرقة حسب رأيها.