فشل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في المحافظة على لقبه والصعود إلى المباراة النهائية لبطولة "خليجي21" المقامة في البحرين عقب هزيمته امام نظيره الإماراتي بهدف دون رد في المباراة التي اقيمت بينهما أمس على استاد البحرين الدولي ضمن الدور نصف النهائي من البطولة.

Ad

ولم يظهر منتخبنا بالمظهر اللائق طوال المباراة رغم التفوق النسبي الواضح في البداية لصالحه في وسط الملعب مدفوعاً بخبرة لاعبيه وحماسهم، إلا أن هذه الحالة لم تستمر طويلاً، ولم تشهد تهديداً حقيقياً لمرمى المنتخب الإماراتي، رغم حالة الارتباك التي وضحت في الربع ساعة الأولى على أداء "الأبيض" الذي استحق الفوز بعدما سيطر على معظم مجريات اللقاء، خاصة في الشوط الأول، وأهدر لاعبوه العديد من الفرص، كما تصدى القائم والعارضة لفرصتين مؤكدتين، في الوقت الذي تحسن فيه اداء منتخبنا في الشوط الثاني، وكاد يخطف الفوز، لكن الكرة في النهاية طاوعت الفريق الأكثر جدارة بالفوز، والذي تقدم بثقة نحو المباراة النهائية يوم الجمعة المقبل.

وفاجأ مدرب الإمارات مهدي علي نظيره الصربي غوران بإشراك 3 لاعبين لتعزيز النواحي الدفاعية في وسط الملعب، رغم أنهم لم يشاركوا في اللقاءين الأولين أمام قطر والبحرين، وهم حبيب الفردان وعبدالعزيز هيكل ومهند العنزي.

انطلق الشوط الأول وسط حذر واضح من الطرفين، مع افضلية نسبية للأزرق الذي بادر بالهجوم منذ البداية عبر انطلاقات بدر المطوع ويوسف ناصر في المقدمة، الا ان مجمل اللعب انحصر في منطقة المنتصف حتى الربع ساعة الأولى من زمن الشوط الأول.

تغيير اضطراري مبكر

وفي الدقيقة 17 اضطر مدرب الأزرق غوران الى اجراء تبديل اضطراري، بعد إصابة المدافع مساعد ندا، وأشرك حسين حاكم بدلا منه.

بعدها دانت السيطرة بشكل مطلق للمنتخب الإماراتي الذي استحوذ على مجريات اللعب بشكل كبير، واستطاع تهديد مرمى الأزرق في اكثر من مناسبة، كانت أولاها في الدقيقة 23 عن طريق عبدالعزيز هيكل الذي تلقى كرة جميلة من زميله عمر عبدالرحمن داخل المنطقة، الا انه فشل في تسديدها بالشكل المطلوب لتمر بجانب مرمى نواف الخالدي حارس مرمى الأزرق.

وأدى الضغط الكبير والتفوق الإماراتي على لاعبي الأزرق داخل الملعب، إلى ضياع الفرص السهلة لمنتخبنا في بناء الهجمة، بالإضافة الى كثرة التمريرات الخاطئة، والاعتماد الواضح على اللعب الفردي من قبل اللاعبين.

وفي الدقيقة 28 انقذ نواف الخالدي فرصة محققة للتسجيل من عمر عبدالرحمن الذي اطلق قذيفة من خارج منطقة الجزاء ابعدها الخالدي بقبضة يده، لتصل الى محمد الفريح الذي ابعدها الى ركلة ركنية.

وجاء التهديد الأول لمنتخبنا في الدقيقة 36 عن طريق وليد علي الذي سدد كرة من متابعته لعرضية زميله يوسف ناصر، استطاع حارس مرمى المنتخب الإماراتي علي خصيف السيطرة عليها بكل سهولة.

وقبل ان يطلق حكم اللقاء صافرة انتهاء الشوط الأول، اضاع المنتخب الإماراتي اخطر فرص الشوط بعد هجمة منظمة قادها عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت بعد عدة تمريرات قصيرة وجميلة، لتصل الكرة الى احمد خليل الذي سدد بيسراه بصعوبة لتضرب القائم الأيمن لمرمى نواف الخالدي، وتصل الى مدافع الأزرق محمد راشد الذي ابعد خطورتها، لينتهي بعدها الشوط بالتعادل السلبي بين المنتخبين.

عودة بطيئة

وفي الشوط الثاني، رجع الفريقان الى المباراة وسط بطء واضح من الجانبين في نقل الكرة وشن الهجمات على الخصم، من خلال انحصار اللعب في منطقة الوسط، وكثرة أخطاء الفريقين كليهما.

وفي الدقيقة 60 انقذت العارضة فرصة هدف محقق لمصلحة المنتخب الإماراتي بعد تسديدة صاروخية من خميس اسماعيل من كرة ثابته من مسافة بعيدة، ارتطمت بالعارضة وعادت الى وجه الخالدي على مرتين قبل أن يسيطر عليها ويبعد خطورتها.

بعدها بدقيقتين اشرك المدرب غوران فهد العنزي بدلا من وليد علي، لتفعيل الجهة اليمنى في الفريق، وقام بنقل حمد أمان لإغلاق منطقة وليد علي.

وبعد دقيقتين أيضا اجرى المنتخب الإماراتي اول تبديلاته بإشراك هابوش صالح بدلا من حبيب فردان، وذلك لتدعيم منطقة الوسط في الفريق، لتحقيق الزيادة العددية والضغط على دفاعات منتخبنا الوطني.

وفي الدقيقة 68 اضاع فهد الأنصاري اخطر فرص الأزرق في المباراة، بعدما تابع تسديدة حسين حاكم من كرة ثابتة ابعدها الحارس خطأ لتصل الى الانصاري وحيدا امام المرمى، الا انه سددها ضعيفة ضربت في المدافع والقائم الأيمن لمرمى المنتخب الإماراتي قبل ان يسيطر عليها الحارس علي خصيف.

وعاب مدربَ الأزرق غوران بعد انقضاء ثلثي الوقت في الشوط الثاني التأخر في اجراء تبديلات هجومية عقب العقم الواضح في الشق الهجومي للفريق، بالإضافة الى إبقائه على المدافع فهد عوض الذي تعرض لإصابة وتحامل على نفسه لإكمال المباراة، بالرغم من عدم قدرته على اعطاء الأداء الكامل للفريق.

واستفاد المنتخب الإماراتي من تأخر المدرب غوران في اتخاذ قراراته، من خلال تهديد مرمى الأزرق بشكل متواصل وخصوصا في الدقيقة 85، حيث تلاعب علي مبخوت بالمدافعين داخل المنطقة وكاد يفتتح التسجيل لفريقه.

هدف قاتل

وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أن المباراة في طريقها إلى الوقت الإضافي تمكن أحمد خليل من خطف أغلى أهداف المنتخب الإماراتي في البطولة، بعد أن مرر خميس إسماعيل كرة عرضية من جهة اليسار انقض عليها خليل محرزا هدف التأهل إلى المباراة النهائية في مرمى الخالدي في الدقيقة 88.

وبعد الهدف أخرج غوران طلال نايف وأشرك المهاجم فهد الرشيدي، ولم يقم بإخراج المدافع المصاب فهد عوض، في عودة جديدة الى تخبطاته في اتخاذ القرارات، وحاول الأزرق ان يعود إلى المباراة، لكن المنتخب الإماراتي استطاع ان يستحوذ على الكرة طوال الدقائق المتبقية، حتى إطلاق صافرة النهاية وإعلان تأهله للمباراة النهائية للبطولة.