لمحة: «صخب الشوارع»
أحد شوارع باريس، في 1839، غارق في سكونه، أم أنه على غير ذلك؟ تحكي هذه الصورة، الأولى التي تستطيع كاميرا أن تسجلها، قصة الزمن. عندما التقط لويس جاك داغور هذه الصورة، كان الشارع يعب صخباً، إلا أن تسجيل الصورة كان يحتاج إلى تعرض ساكن إلى أشعة الشمس من 10 إلى 20 دقيقة، ولم يكن أحد من مرتادي الشارع ساكناً لهذه المدة عدا الرجل الذي يبدو في أسفل يسار الصورة، وقف لينظف حذاءه فانطبعت صورته وتخلدت إلى الأبد. هذا الشارع كان مولعاً بالحياة، إلا أننا لم نستقبل سوى سكونه، هكذا هو التاريخ، يصلنا ساكن الصور والكلمات، كما سنصل نحن يوماً لمن بعدنا صامتين. نتوقف لوهلة ونتذكر أن السكون هو المصير، هذا ما تقوله أول صورة مسجلة في تاريخ الفن التصويري لداغور.