مؤلف فيلم «سمير أبو النيل»

نشر في 06-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 06-05-2013 | 00:02
السيناريست أيمن بهجت قمر: الواقع أكثر فانتازيا من السينما

كان {سمير أبو النيل} أول الأفلام التي بدأت المنافسة في موسم الصيف، ورغم أن بعض النقاد كان له آراء سلبية على الفيلم، فإن الجمهور كان له رأي آخر، فحقق في الأسابيع الأولى من عرضه أربعة ملايين جنيه، ما يعد رقماً كبيراً في ظل الظروف الحالية التي تشهدها مصر والإيرادات المنخفضة لجميع الأفلام التي عرضت في الفترة السابقة.
حول هذه المفارقة كان اللقاء التالي مع مؤلف الفيلم أيمن بهجت قمر.
هل ترى أن واقعة تسريب فيلم {سمير أبو النيل} على الإنترنت في أول ايام عرضه أثرت على إيراداته؟

بالتأكيد أثرت، وعلى رغم أن الفيلم حقق أربعة ملايين جنيه في أقل من أسبوع، فإنه كان ليحقق أكثر من ذلك، فثمة بالطبع من كانوا ينتظرون مشاهدته في الدور ثم فضلوا اللجوء إلى الإنترنت.

كيف يمكن مواجهة هذه الظاهرة برأيك؟

ينبغي أن يعي الجمهور، أنه إذا لم يذهب لمشاهدة الأفلام، فإن هذه الصناعة ستنتهي، لذا فإن عليه إلا يستسلم للقراصنة، بل يذهب ليشاهد الأفلام في الصالات، لأن المنتجين لو تعرضوا للخسارة فلن يقدموا على الإنتاج مجدداً، وهذا حقهم. لا بد أيضاً من تفعيل القوانين الخاصة بمحاربة القرصنة، ومراقبة دور السينما جيداً، خصوصاً التي تقع في الأقاليم، لمنع السرقة فيها. كذلك على غرفة صناعة السينما أن تقوم بدورها في ذلك، بتعيين رقيب على كل سينما، خصوصاً أن بعض العاملين يسهلون عملية سرقة الفيلم.

ما رأيك في ما تعرض له الفيلم من بعض الآراء القاسية؟

ينبغي أن نفرق بين النقد الحقيقي الذي يسعى إلى تصويب الأخطاء بمهنية وموضوعية، وبين التجريح والسب، فأحد النقاد ازدرى الفيلم وأهانني شخصياً لأسباب يعرفها الجميع ولم ينتقد الفيلم بموضوعية، في حين أن كثيراً من النقاد الذين أكن لهم كل احترام، وأقدر آراءهم حتى لو انتقدوا أعمالي لأنني أعلم أن هدفهم التصويب لا التجريح، مثل رفيق الصبان وطارق الشناوي وغيرهما من النقاد الذين يقولون رأيهم بموضوعية ومن دون أي أغراض.

كثيرون ممن شاهدوا فيلم {سمير أبو النيل} ربطوا بين الشخصية التي يقدمها أحمد مكي وبين شخصية توفيق عكاشة صاحب قناة {الفراعين}، فهل قصدت ذلك؟

لم أقصد شخصية بعينها، بل حاولت من خلال شخصية أبو النيل تجميع السلبيات كافة الموجودة في إعلاميي هذا الزمان الذين يصلون إلى مكانة كبيرة من دون مؤهلات حقيقية للنجاح، بل تكون وسيلتهم في خداع الجماهير الادعاء والكذب.

هل ترى أن الإعلام كله أصبح سيئاً لهذه الدرجة وأن شخصية أبو النيل فقط معبرة عن الإعلام؟

لم أركز على الجوانب السلبية فحسب في الإعلاميين بل وضعت وجهاً آخر للعملة من خلال الصحافية الجريئة الثورية المتمسكة بمبادئها التي أدت دورها ديما الشربيني.

رأى البعص أن صفة البخل التي أبرزتها في شخصية سمير أبو النيل، لم يكن لها مبرر درامي وتم إقحامها من أجل إثارة الضحك فحسب، ما ردك؟

كنت حريصاً على التأكيد على صفة البخل في شخصية سمير أبو النيل، لأنني أراها إحدى أسوأ الصفات الإنسانية، لأدلل على أن كثيراً من الإعلاميين وممن وصلوا إلى صدارة المشهد في المجتمع هم من يمتلكون أسوأ الصفات الإنسانية.

كانت الشخصية التي يجسدها علاء مرسي أي رجل الدين المتسلق، تشير بوضوح إلى كثير من رجال الدين الحاليين، فهل واجهتم مشاكل مع الرقابة بسبب هذه الشخصية؟

على العكس، فقد رحبت الرقابة بالفيلم وأشادت به، وأنا ككاتب لا يمكنني أن أتجاهل الأحداث التي تمر بها مصر راهناً، وقد قصدت من خلال هذه الشخصية فعلاً أن أشير إلى التيارات الدينية التي تعمل بمبدأ {الغاية تبرر الوسيلة} وتدعي الزهد وعدم الطمع في حين أنها تعمل للوصول إلى السلطة والمال. لذلك كنت حريصاً من خلال حوار علاء مرسي أن أؤكد أنه راض تماماً بما قسمه الله له ولا يطمع في أكثر من ذلك، بينما هو يخطط للاستيلاء على القناة وتحويلها من قناة عادية باسم {صبحة} إلى قناة دينية باسم {سبحة}.

يرى البعض أن الأدوار النسائية في الفيلم كانت غير مؤثرة.

هذا ليس صحيحاً، فجميع الشخصيات الموجودة في الفيلم كانت مؤثرة، ولها دور مهم في السياق الدرامي، مثل شخصية الصحافية الشابة التي تقدم الوجه الإيجابي للإعلام، والشخصية التي قدمتها نيكول سابا وهي التي ساعدته في إنشاء قناة من خلال خبرتها، كذلك شخصية منة شلبي رغم صغر مساحتها إلا أنها كانت مؤثرة لأنها ساهمت في تغيير البطل. لكن المشكلة تكمن في تعامل البعض مع الأدوار بالكم وليس بالكيف.

رغم أن الفيلم واقعي تماماً، إلا أن مشهد قسم الشرطة تم تقديمه بطريقة الفانتازيا.

أصبح الواقع أكثر فانتازيا من السينما، وهجوم البلطجية على أقسام الشرطة ومشهد هروب الضباط لم يعد خيالياً بل أصبح واقعياً تماماً ويحدث أمام أعيننا يومياً.

ماذا عن التجربة الأولى مع المنتج محمد السبكي؟

كنت متخوفاً في البداية من التعامل مع المنتج محمد السبكي بسب ما سمعته عن تدخله في الأعمال التي ينتجها، إلا أنني وجدته على عكس كل ما يشاع عنه، يحترم التخصصات ويقدر الإبداع ولا يتدخل إلا في  الحدود المسموحة له كمنتج، ويترك للمؤلف والمخرج عملهما، وأنا سعيد بهذه التجربة وأتمنى تكرارها في أفلام مقبلة.

back to top