مصر ما بعد مرسي... رفض شعبي ورسمي للضربة في سورية
من التحريض على الجهاد... إلى التعقل والتريث وتغليب الحل السلمي
بين عشية وضُحاها تحول المشهد المصري في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي من تحريض على الجهاد في سورية، ضد نظام بشار الأسد، ودعوات جماعات سلفية لجمع تبرعات وإرسال سلاح لمحاربة حزب الله اللبناني وقوات الحرس الثوري الإيراني الموجودة هناك، وما تبع ذلك من أحداث مؤسفة ضد أبناء الطائفة الشيعية في مصر، إلى تعقل وتريث بعد عزل مرسي، وتحول المشهد إلى رفض للضربة العسكرية المتوقعة ضد دمشق. وتسارعت وتيرة الفعاليات الشعبية، بصورة تناغمت مع الموقف الرسمي، بعد تجديد الرئيس المؤقت عدلي منصور أمس الأول في لقاء عبر التليفزيون الرسمي، رفضه لضرب سورية وميله إلى الخيار السياسي لحل الأزمة.
وفي حين فوَّض مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لسورية، من دون استخدام قوات برية، احتشدت القوى المدنية، وسط غياب القوى الإسلامية، خلف شعار "هنا دمشق"، في إشارة إلى موقف الحكومة السورية التضامني مع نظيرتها المصرية، إبان العدوان الثلاثي على مصر 1956، عندما افتتحت الإذاعة السورية برامجها بعبارة "هنا القاهرة من دمشق" بعد ضرب الطائرات الإنكليزية والفرنسية أجهزة إرسال الإذاعة المصرية. حركة "كفاية" نظمت وقفات احتجاجية الاثنين الماضي، شعارها "هنا دمشق"، أمام السفارة الأميركية بالقاهرة، وفي الإسماعيلية والبحيرة، فضلاً عن تنظيم أعضاء الحركة بمدينة الإسكندرية الساحلية وقفة أمام القنصلية الأميركية، للتعبير عن التضامن مع الشعب السوري، ورفض أي تدخل غربي في سورية. إلى ذلك، شددت جبهة "الإنقاذ" الوطني على رفضها التدخل العسكري المرتقب في سورية، وقالت في بيان لها أمس الأول، إن الجبهة تدعم أي خريطة سياسية تحمي سورية من التقسيم، وكانت قوى سياسية وثورية، أبرزها "التيار الشعبي"، وحملتا "تمرد" و"امنع معونة"، نظمت وقفة احتجاجية الأحد الماضي، تحت شعار "هنا دمشق" رفضاً للتدخل العسكري في سورية. وقال المتحدث الرسمي باسم حملة "امنع معونة"، تامر هنداوي، لـ"الجريدة": "إن ضرب دمشق يأتي ضمن مؤامرة أميركية تستهدف جيوش المنطقة، والصمت على ما يحدث في سورية خيانة تمهد الطريق للقضاء على الجيوش العربية، لصالح الكيان الصهيوني".