يظهر أرنولد شوارزنيغر في فيلم الحركة الكوميدي The Last Stand حيث يؤدي دور شريف متقدم في السن لإحدى البلدات الصغيرة على الحدود المكسيكية يواجه رئيس عصابة فاراً من وجه العدالة.

Ad

وإذ ظهر شوارزنيغر في أدوار صغيرة طوال الفترة التي عمل فيها في الشأن السياسي العام، تراه لا يعتبر هذا الفيلم بمثابة عودةٍ له إلى الساحة الفنية بل استمرارية للعمل الذي قام به بعد تاريخ بطولي في مجال رفع الأثقال. يقول: «كما تذكر، حين وصلت إلى منصب حاكم ولاية، قلت إنني لن أحكم الولاية إلا لفترة سبع سنوات لأعود بعد ذلك إلى السينما. لذلك أرى في الأمر استئنافاً لعملي في مجال السينما أكثر من كونه عودة إليه».

كان شوارزنيغر جاهزاً للعودة إلى العمل إلا أنه شعر ببعض التردد. في الواقع، شعر الممثل الذي بنى تاريخه الفني من خلال أداء شخصيات شجاعة كتلك التي أداها في Conan the Barbarian وPredator، بالقلق معتقداً أن الزمن لم يعد زمانه. راقب من مكتبه في ساكرامنتو كيف ظهر جيل جديد من أبطال أفلام الحركة لتأخذ مكانه فشعر في عودته بعمر الخامسة والستين إلى جانب هؤلاء الوافدين الجدد أمراً محرجاً.

إلا أن أدواره الصغيرة في فيلمي Expendables أعطته لمحة عن الأدوار التي سيلقى من خلالها ترحيباً من الجمهور. وبدا أن رد فعل الجمهور اتجاهه كان إيجابياً عموماً، ما ساعده على اختيار طريقه.

عاد شوارزنيغر برفقة أسلحة ملتهبة، لا سيما وأنه لا يخجل من مشاهد الحركة الكبيرة في The Last Stand. تراه يقود بسرعة كبيرة ويضرب بقوة ويطلق النار في شكلٍ مباشر تماماً كما عهدناه. علاوةً على ذلك، برز بعض الفرص التي أثبتت أنه يملك ما يكفي من اللياقة البدنية للمشاركة في قتال بالأيدي.

وبعيداً عن الجزء الذي يشمل مشاهد الحركةً، يقول شوارزنيغر إن الأمر أشبه بركوب دراجة: سيجد نفسه مندمجاً ما إن يخطو الخطوة الأولى. وأحد الأسباب التي لم تسمح له بالشعور بأنه ابتعد عن التمثيل هو أنه لم يترك لنفسه المجال ليفتقده.

يقول شوارزنيغر: «تجد نفسك مشغولا جداً. إنها مسؤولية كبيرة أن تدير ولاية ككاليفورنيا حيث الهيئة التشريعية خارج السيطرة. فضلاً عن أن جمع الجمهوريين والديمقراطيين معاً يبقى معجزة لأن الجميع يحبس نفسه في زاوية أيدولوجية ولا يستطيع التحرر منها. من هنا، تجد نفسك مجبراً على بذل جهود كبيرة لإنجاز مهمتك ولكن عندما تكون جزءاً من ذلك كله وتكون شغوفاً بخدمة ولايتك لا تجد بالفعل وقتاً لافتقاد التمثيل».

يحبّ هذا النجم العمل في مجال السياسة إلا أنه لم يسع إلى منصبٍ آخر بعد انتهاء ولايته لأنه لم يرغب يوماً في أن يحترف العمل السياسي. تراه سعيداً بالابتعاد ليستريح ويراقب حاكم كاليفورنيا الحالي جيري براون يعاني تماماً كما سبق وعانى لإتمام مهام منصبه.

أفلام التحدي

عودة شوارزنيغر إلى الأفلام سريعة، فقد حصل على فيلمين آخرين جاهزين للعرض، كذلك أظهر رغبةً في تقديم تتمة لـTwins بعنوان Triplets. ولا شكّ في أنه لن يتردد في حال عُرِض عليه نص ممتاز يضاهي فيلم Conan. ومع ظهور إشارات لتقديم فيلم Terminator جديد يتطلع شوارزنيغر إلى إنهاء مهنته بأدوار الحركة عينها التي جعلت منه نجماً عالمياً.

تتجلى خطته في تقديم أفلام تحمل بين طياتها الكثير من التحدي. يقول في هذا الصدد: «أنا منفتح جداً إزاء هذا الأمر. قرأت نصوصاً كثيرة وبحثت عن أمور مختلفة إلا أنه يتعيّن عليّ أن أكون في الوقت عينه واقعياً، فعندما أبحث عن شيءٍ معين لأقوم به يجب أن يكون جديداً. في النهاية، إنه عالم الفنّ. تكلّف الأفلام مبالغ ضخمة ويتعين عليك أن تتأكد كممثل من أن يستعيد الجميع الأموال. نتساءل دائماً إن كان الناس سيستمتعون فعلاً عند مشاهدة الفيلم وإن كان سيحقق نجاحاً في الخارج».

ويتابع: «في ما سبق، كنا نفكر في جمهور أميركا فحسب، أما اليوم فقد اختلفت الأمور إذ نكسب ثلثي الأموال في الخارج».

أثبتت له مهنته أن الحركة المتفجرة هي لغة الأفلام العالمية. إلا أنه عاد في مرحلةٍ يدور خلالها نقاش، احتدم بعد الأفلام الكبيرة في الآونة الأخيرة، حول عدد أفلام ومسلسلات الحركة التي يجب أن تُعرض على الشاشتين الكبيرة والصغيرة. في الواقع، يتعاطف شوارزنيغر جداً مع الأفلام التراجيدية إلا أنه يقول إن ما يحصل في العالم الحقيقي يختلف تماماً عما يحصل في عالم الخيال. إلا أنه يعتقد أنه لا بدّ من مراقبة مختلف السبل للعثور على ما يساعد في التخفيف من هذه الحوادث.

تختلف صناعة الأفلام عن متابعة العمل اختلافاً كبيراً. يدرك شوارزنيغر أنه يحتاج إلى الحفاظ على لياقته، لا سيما بعد سنوات من الإصابات جراء تمارين كمال الأجسام وأداء الحركات الخطيرة في أفلامه. في الواقع، إنه يعترف أنه تقدّم في السنّ.

علاوةً على ذلك، يفكّر الممثل الكبير بواقعية، إذ يرغب في منافسة نفسه أكثر مما كان يفعل حين كان في الخامسة والثلاثين من عمره. لذلك لم يتمّ تقديم شخصيته في The Last Stand على أنه محارب شاب، بل رجلٌ تقدّمت به السنّ بينما يمارس مهنته.

يقول شوارزنيغر: «خضعت لجراحات كثيرة واضطر الأطباء إلى وضع أشياء كثيرة في جسدي. تقدمت التقنيات الطبية كثيراً، لذلك أنا ممتن للطب لما أشعر به من سعادة، لا سيما حين أشعر بقدرتي على أداء تلك الحركات الصعبة جميعها».

وقد أعلن أنه سيستعمل قوة النقض التي يملك لرفض الأدوار التي يشعر أن لياقته الجسدية لا تسمح له بالقيام بها.