إنجازات الستينيات تتهاوى في عهد «الإخوان»
«الستينيات وما أدراك ما الستينيات»، بهذه العبارة بدأ الرئيس المصري محمد مرسي حكمه، في خطابه الشهير بميدان التحرير، عقب إعلان توليه حكم البلاد في 30 يونيو 2012، كاشفا عن كراهية ورفض جماعة الإخوان المسلمين لفترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.من جانبه، قال وزير العدل المستشار أحمد مكي، خلال كلمته أمام الاجتماع الثاني لمناقشة قانون حرية تداول المعلومات والوثائق، أمس، إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جعل من التعذيب «عملية ممنهجة في السجون والمعتقلات».
وتجاهل المستشار مكي إنجازات تحققت في عهد عبدالناصر، بدءا من إجراءات العدالة الاجتماعية التي طالت جموع الشعب، مرورا ببناء السد العالي (جنوب مصر)، وأكثر من ألف مصنع، وتأميم شركة قناة السويس، وهي الإنجازات التي بدأت تتهاوى في ظل حكم الإخوان. وتبدو مشاهد الإهمال لمنجزات عهد ستينيات عبدالناصر واضحة منذ وصول الرئيس مرسي إلى سدة الحكم، فقد انقطعت الكهرباء المتولدة من السد العالي الأسبوع الماضي عن ثماني محافظات بصعيد مصر، وترددت أنباء عن محاولات لتأجير قناة السويس لإحدى دول الخليج، فضلا عما تتعرض له مدينة بورسعيد من أحداث دامية وفرض للطوارئ وحظر التجول، ما اعتبر عقاباً جماعياً للمحافظة التي شهدت أزهى عصورها في الحقبة الناصرية.وجاءت النقطة الفارقة بإعلان عبدالحكيم عبدالناصر نجل عبدالناصر، الأسبوع الماضي، إبلاغ مؤسسة الرئاسة له عدم مسؤوليتها عن ضريح والده، وإخلائه من المكتب الموجود به، ونقل تبعيته إلى وزارة الدفاع.وقال أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان عاصم الدسوقي إن قيمة عبدالناصر جاءت نتيجة تبنيه نظام الدولة المعيلة لمصالح الشعب، مثل قانون الإصلاح الزراعي، لافتا في تصريحات لـ»الجريدة» إلى أن الهجوم الحالي على سيرة عبدالناصر يخدم الأجندة الأميركية والاستراتيجية الغربية الإمبريالية، التي تطالب باقتصاد السوق، ورفع يد الدولة عن الاقتصاد تماماً.وذكر الكاتب السياسي عبدالله السناوي ان محاولة طمس إنجازات عبدالناصر بدأت بضرب المشروع القومي الناصري عام 1967، باستخدام ثغرات داخل بنية النظام، وتجلت هذه المحاولات بوضوح مع وصول الإخوان للسلطة.