في محاولة لتفادي الوقوع في شراك عمليات الملاحقة الأمنية لرموز التيار الإسلامي في مصر، منعت الدعوة السلفية عدداً من قيادييها المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي من اعتلاء المنابر، لإلقاء خطب الجمعة أو الدروس الأسبوعية خشية تعرضهم للحظر.

Ad

ويأتي على رأس الممنوعين من الخطابة، الداعية السلفي فوزي السعيد، أحد المشاركين في اعتصامي «الإخوان» في ميداني «رابعة العدوية» و»النهضة»، واعتُقل السعيد إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك في القضية المعروفة إعلامياً بـ»تنظيم الوعد» الجهادي.

وفي حين قال السعيد، على صفحته على موقع التواصل «فيسبوك»: «أعتذر عن دروس العلم في مسجد التوحيد ولست مُخيَّراً في ذلك»، أرجع المتخصص في الحركات الإسلامية كمال حبيب قرار الدعوة السلفية، غلق الباب أمام مخاطر حظرها قانونياً، على غرار ما حدث مع جماعة «الإخوان».

إلى ذلك، نفى عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية ومساعد رئيس حزب «النور» شعبان عبدالعليم، أن تكون هناك نية للإطاحة بقادة الدعوة المؤيدين لمرسي، موضحاً لـ»الجريدة» أن الدعوة لا ترغم أحداً من قادتها على اتجاه سياسي معين، لكنها تسعى إلى فصل الخطاب الديني عن السياسة.

سياسة الدعوة السلفية لإخراس أبرز خطبائها لاقى انتقادات داخل التيار السلفي، حيث انتقد القيادي المنشق ورئيس الدعوة السلفية بالجيزة سابقاً محمد الكردي، سياسات الدعوة التي تنتهجها حالياً، قائلاً لـ»الجريدة» إن تلك السياسات لا تمتّ إلى المنهج السلفي بصلة، وسينتج عنها مزيد من الانشقاقات في صفوف التيار، كما حدث أخيراً وانشقت قيادات عديدة من الدعوة لتؤسس التيار السلفي العام.