على مدى 35 دقيقة، رحل سفير الأغنية الكويتية عبدالله الرويشد بمحبيه إلى أجواء فن الطرب الأصيل مع أعذب الكلمات وأجمل الألحان، في أمسية طربية كويتية، أعادتهم إلى ألوان مختلفة من أغنيات الرويشد الخالدة، وإبداعات صوته الشجي في ليلة رائعة، غمرها الدفء بحماسة وتفاعل الجمهور الذي ملأ مسرح الدسمة.
جاء ذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي التاسع عشر، الذي أحيا الفنانون عبدالله الرويشد وطارق سليمان وجاسم عبد الإمام وزينب خان أمسية طربية كويتية، من خلال عشر أغنيات مع الفرقة الموسيقية بقيادة د. محمد باقر.وانطلقت الأمسية بموسيقى أغنية «محال» للفنان عبدالكريم عبدالقادر، وقدمت زينب خان عملين غنائيين، هما «الله يا خوفي» للفنان نبيل شعيل، كلمات بدر بورسلي والحان د. عبدالرب إدريس، و»تبرا» للفنانة نوال، كلمات عبداللطيف البناي وألحان راشد الخضر، لكنها لم توفق في تأدية الأغنيتين، بسبب طبقة صوتها التي لم تسعفها وقلة الخبرة، ومن المفترض أن تسند إليها أغنيات تلائم إمكاناتها الصوتية.أغنية ولهانأما جاسم عبد الإمام فقد وفق في أداء «ولهان» للفنان عبدالله الرويشد، كلمات بدر بورسلي وألحان سليمان الملا، و»سرى حبك» للفنان محمد المسباح، كلمات أحمد الشرقاوي وألحان يوسف المهنا.وتدعو عودة طارق سليمان إلى الأمسيات الرسمية إلى التساؤل: لماذا لا تتم دعوة هذا الفنان إلى مثل هذه الليالي؟ فهو صاحب خامة صوتية متميزة تستحق المشاركة في الفعاليات الغنائية، والدليل تمكنه من تقديم عملين رائعين في ليلة الطرب، هما «ما دريت» للفنان مصطفى أحمد، كلمات مبارك الحديبي وألحان غنام الديكان، و»فدوة لج» للفنان عبدالمحسن المهنا، كلمات مبارك الحديبي وألحان سليمان الملا.وظل الجمهور الغفير مترقبا وصول الفقرة الأخيرة ومسك الختام مع سفير الأغنية عبدالله الرويشد، وعندما أعلن عريف الحفل عبدالرحمن الديين أوانها اشتعلت الصالة بوابل من التصفيق تحية وتقديرا ووفاء وإخلاصا لهذا الفنان الكبير، وبابتسامته الجميلة شكر الرويشد الجمهور على حضوره، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومهرجان القرين الثقافي على دعوته لإحياء هذه الأمسية الغنائية.ثلاث أغنياتوانتعشت الأجواء برومانسية الإحساس مع حنجرة الرويشد الذي استدعى ثلاثا من روائع أعماله، فمن ألبوم عام 1984 حمل معه أغنية «أي معزة»، كلمات سامي العلي وألحان سليمان الملا، إذ يقول مطلعها: «أي معزة / وانت خليت فيها شي/ أي معزة /اللي بدّيت الغير علي/ المعزة ضاعت شبقى يا روحي/ وخلني ساكت ساكت/ لا تنبش جروحي لالا».ومن أعمال ألبوم عام 1986 شدى بأغنية «نهاية قصتك»، كلمات ساهر وألحان سليمان الملا: «بانت نهاية قصتك/ وانعرف منهو الأناني/ وهذا إنت اتغنى بفرحتك/ وأنا من جرحك أعاني/ الحقيقة مُرة/ والحال ما ينطاق/ واللي ينسى مرة/ يقدر على الفراق».وغنى الرويشد من ألبوم عام 2002 «دمعة المقهور»، كلمات علي عبدالله خليفة وألحان خالد الشيخ: «قالت لي كبيرة دمعة المقهور/ واكبر دمعة اللي بالقهر رابي/ انا اشبيدي عليك تروح وتتركني أهوجس/ في ظلام البيت غزالة ضيعت في طلعة الصياد ضناها والقمر خابي».واختتم الرويشد فقرته بأغنية وطنية حملت عنوان «ديرة الطيبين»، كلمات ساير الساير وألحان محمد الرويشد، ولم يصدق الحضور انتهاء الأمسية بعدما أطرب الرويشد الأسماع بجزء جميل من رصيده الغنائي الكبير.يذكر أن الفنان القدير عبدالله الرويشد قد استهل حياته الفنية مع فرقة رباعي الكويت مغنيا وعازفا على الدرامز، ثم شق طريقه منفردا، وكانت أغنية «رحلتي» جواز سفره إلى قلوب جمهوره التي قدمها في عام 1983، ضمن ألبومه الأول «ليل السوالف»، الذي حمل على متنه أيضاً أغنيات: ليلة من بد الليالي، لي حسيت، على وين، ليل السوالف.
توابل - مسك و عنبر
الرويشد يطرب الأسماع بحنجرته الذهبية في ليلة كويتية
17-01-2013