خير ما أبدأ به هذا المقال قوله تعالى {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}... سورة "آل عمران"- الآية 159.

Ad

خلال السنوات الماضية شهدت الكويت فتاوى وقرارات أدخلت الدولة في جدل وخلاف قانوني دستوري نتج عنه احتقان وتوتر سياسي مازال الشارع يعيش تبعاته إلى الآن.

لا أعرف سعادة المستشار صلاح المسعد، ولست طرفاً في أي منازعه مع الإدارة، لذا سأكتب عن الموضوع دون قيود، فطبيعة التحديات التي تنتظر سعادة المستشار كثيرة ومتشعبة، فالدولة خسرت نزاعات وقضايا بعضها كلفها الملايين، وبعضها كانت له تداعيات سياسية باهظة الثمن، وذلك نتيجة غياب روح فريق العمل الواحد وتراكم المشاكل الإدارية والهيكلية على مر السنين والتي تتطلب مواجهتها ومعالجتها بصورة جذرية.

نحن على يقين بأن إدارة الفتوى والتشريع تزخر بالكفاءات القانونية وهي في أيدٍ أمينة، خصوصاً أن المستشار المسعد مستقل ولا ينتمي إلى أي تيار، وجاء إلى "الفتوى" بعد أن تدرج في النيابة العامة والقضاء إلى أن أصبح وكيلاً في محكمة الاستئناف، علاوة على ما يعرف عنه من سعة صدر وتواضع، وهي خصال مهمة في جهاز حساس كالفتوى والتشريع، محامي الدولة ومصدر النصيحة. في هذا السياق، أضع بين أيديكم بعض الاقتراحات، وهي خلاصة أفكار تمت مناقشتها مع بعض المختصين نتمنى أن تأخذ طريقها، لتكون إضافة يمكن أن تساهم في تطوير عمل الإدارة، وذلك من خلال فتح المجال لذوي الخبرة والاختصاص والاستفادة منهم في النزاعات ذات الطبيعة الفنية.

انفتاح الإدارة على المؤسسات العلمية كجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ومؤسسة الكويت للأبحاث العلمية والكيانات الأخرى، سيعود عليها بالنفع، كما سيساهم في تطوير أدائها وتعزيز قدرتها على الترافع أو صياغة القوانين ذات الطبيعة الخاصة وفي الجوانب الفنية.

سعادة المستشار، هناك قانون في غاية الأهمية ومثير للجدل نرجو أن تتعامل معه إدارة الفتوى بكل مهنية، وهو قانون الإعلام الموحد الذي نتطلع إلى أن يكون الفضاء الحر والمتنفس الحقيقي للمواطن، فكما لا يخفى على سعادتكم أن موضوع الإعلام مرتبط بشكل مباشر بحرية التعبير والرأي التي كفلها الدستور، لذا، وكما ذكرت في الفقرة السابقة، فإن هذا الموضوع شائك ويحتاج أن يستشار فيه أهل الميدان.

أخيراً...

نبارك لمنتسبي إدارة الفتوى والتشريع مرسوم الترقيات مع تمنياتنا لهم بالتوفيق والسداد والنجاح في المهام الملقاة على عاتقهم، وأن تعود "الفتوى" إلى الصدارة في توفير السند والدعم القانوني للدولة ككل ومجلس الوزراء بشكل خاص.

ودمتم سالمين.