قطر... والحدث الخطر!
مهما كانت أسباب انتقال السلطة في قطر أو حتى تداخلت مجموعة منها معاً، فإنها تجد أرضية خصبة في العديد من دول الخليج الأخرى، فأي من دول مجلس التعاون لا تشهد صراعاً خفياً في كواليس السلطة والحكم؟
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
إن مثل هذه التحليلات أصبحت جزءاً من الماضي، ولا تهم بقدر ما تهم نتائج أحداث قطر على بقية دول مجلس التعاون، وأولى هذه النتائج هي الإحراج السياسي الكبير للزعامات الخليجية بوجود قيادة شابة جداً بينها تحاكي فارقاً زمنياً يمتد من جيل الأجداد إلى جيل الأحفاد، ومن المؤكد أن تتسع معها الفجوة في المنظور المستقبلي والنشاط السياسي، حتى روح المغامرة التي بدأتها قطر أصلاً.ومهما كانت أسباب انتقال السلطة في قطر أو حتى تداخلت مجموعة منها معاً، فإنها تجد أرضية خصبة في العديد من دول الخليج الأخرى، فأي من دول مجلس التعاون لا تشهد صراعاً خفياً في كواليس السلطة والحكم؟ وأي منها لا تواجه وعياً سياسياً متنامياً وجرأة غير مسبوقة في المطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية الحقيقية، والمطالبات الشعبية التي تقودها شريحة الشباب المتحمس والواعد؟وأي من هذه الدول لم تعد عبئاً على العم سام وحلفائه الأوروبيين بسبب سياساتها الداخلية والإقليمية؟وأي منها تخلو من قيادات شبابية صرفت عليها الأموال الطائلة في الجامعات العريقة أو الكليات العسكرية المرموقة عالمياً باتت ناضجة وتنتظر فرصتها في العمل، والتي طالت كثيراً من وجهة نظرها؟وأمام كل هذه المعطيات لا توجد الكثير من الخيارات لدى الحكومات الخليجية في استيعاب عصر السرعة ليس فقط في التقنية والاتصالات، بل في السياسة ووعي الشعوب ومطالبها وطموحاتها، وبالفعل فقد سجلت قطر الحدث الخطر!