بعد نجاح مسلسله «خطوط حمراء» في العام الماضي، احتجب أحمد السقا هذا العام خشية ألا يحظى عمله الجديد بالصدى الإيجابي نفسه. بدوره صُدم شريف منير عندما علم أن شركة الإنتاج التي كان يفترض أن تقدم مسلسله الجديد، بعد نجاح مسلسل «الصفعة» في العام الماضي، تضع جهودها ومالها في مسلسل «العراب» لعادل إمام، كونها تخشى دخول السباق الرمضاني في مسلسلين لا قدرة لها على تسويقهما بشكل مناسب، فيما يكفي أن يكون اسم عادل إمام في السوق لتضمن الشركة المنتجة تسويق عمل تتبناه الفضائيات العربية، ولو تحت عنوان الحصرية، مع أن هذه العبارة لم تعد تنطلي على أحد، سواء مشاهدين أو موزعين.

Ad

موقف المتفرج

 بعد النجاح الذي حققه مسلسل «الخواجة عبد القادر»، ابتعد يحيى الفخراني عن الشاشة الرمضانية هذا العام بسبب الضغوط النفسية التي رزح تحتها عندما طاولت أقلام كثيرة زوجته الدكتورة لميس جابر، نظراً إلى موقفها من النظام الحالي، فغادر معها إلى إحدى دول أوروبا الشرقية للراحة والاستجمام وارتياد المنتجعات بهدف استعادة اللياقة وإزالة التوتر. معروف أنه منذ اندلاع الثورة ينأى الفخراني بنفسه عن أي تصريح أو مقابلة حول السياسة.

بدوره ابتعد محمود عبد العزيز عن الشاشة الصغيرة بعدما تأكد أن الجمهور يحتفظ له بمكانة في قلبه، من خلال الأصداء الإيجابية على مسلسل «باب الخلق»، وفضل العودة إلى ملعبه الرئيس أي السينما، ما دام هو المنتج على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، لكن الخسارة في السينما تبقى أقل كلفة وجهداً من الخسارة في التلفزيون.

نور الشريف الذي كان الفاكهة الرمضانية بلا منازع، وجد أن هذا الزمن ليس زمن الكبار، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة التي يمر بها الوطن العربي، فقد اعتاد إيصال رسالة في أعماله الفنية، لكن الوضع اليوم غير واضح الملامح، بالتالي لا يستطيع تقديم مسلسل غامض فيما لا يجد قضية يعبر عنها، لذلك فضل اتخاذ موقف المتفرج.

بعد مسلسل «الهروب» في العام الماضي الذي تناول الأسباب التي أدت إلى  اندلاع الثورة المصرية، لم يجد كريم عبد العزيز ما يقدمه هذا العام على الشاشة الصغيرة وفضل العودة إلى المكان الذي صنع منه نجماً حقيقياً أي السينما، في فيلم «الفيل الأزرق». أما وفاء عامر التي قدمت مسلسل «كاريوكا» في السنة الماضية فلم تجد هذا العام مسلسلا بالجودة نفسها لذا قررت الانسحاب. كذلك اكتفت ليلى علوي بالنجاح الذي حققته في مسلسل «نابليون والمحروسة» ولن تصوّر هذا العام مسلسل «عصفور الجنة».

وحدهما يسرا وعادل إمام أصرا على الظهور في رمضان مهما كان الثمن، يسرا في مسلسل «إنهم لا يأكلون الخرشوف» وإمام في مسلسل «العراب»، ويجري التصوير على قدم وساق ليلحقا بالموسم الرمضاني.

انسحاب في محله

 يرى المنتج محمد فوزي أن شركات الإنتاج لا تستطيع، في ظل الأوضاع الراهنة، إنتاج أكثر من مسلسل، خلافاً لما كانت تفعله في الماضي. يقول: «كانت لدينا الجرأة على إنتاج أكثر من عمل في الموسم الرمضاني، رغم منافسة الدراما السورية والدراما الخليجية، أما اليوم فلا نجرؤ على إنتاج أكثر من مسلسل نظراً إلى العقبات التي تواجهنا في تسويق المسلسل، بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة في الوطن العربي، بالإضافة إلى الموازنة الضخمة التي يتطلبها المسلسل الذي يؤدي بطولته نجوم كبار».

يضيف: «مسلسل «بحور الدم» الذي كان يفترض أن يتولى بطولته يحيى الفخراني يحتاج إلى موازنة ضخمة إلى جانب أجر الفخراني، كذلك الحال بالنسبة إلى محمود عبد العزيز الذي عاد إلى الدراما التلفزيونية  في «باب الخلق} بعد ثماني سنوات من الغياب وسجل نجاحاً، لذا لا يمكن أن يقدم اليوم مسلسلا أقلّ جودة، ففضل العودة إلى السينما في فيلم «الدائرة» أو {الاستاذ» لأنه لا يريد وضع نفسه في موقف أقل نجاحاً، خصوصاً أن عادل إمام مصرّ على البقاء هذا العام على الساحة الرمضانية.

يوضح محمد فوزي أن إمام لديه الكاتب يوسف معاطي وابنه المخرج رامي أمام، وشركة الإنتاج لديها ثقة بأن المسلسل سيوزّع بمنتهى اليسر.

بدوره يوضح الناقد أشرف عبد الحميد أنه كان على يسرا أن تحذو حذو زملائها الكبار وتبتعد عن الشاشة الصغيرة وتفسح في المجال أمام بطولات جماعية، لا حباً بإطلاق مواهب صاعدة إنما احتراماً لتاريخها الفني الطويل، كما هي حال نور الشريف الذي قدم في العام الماضي «عرفة بحر» ولم يعثر هذا العام على مسلسل  جدير بتاريخه الفني، ففضل الوقوف موقف المتفرج.

يضيف: «حسنا فعلت نبيلة عبيد أنها لم تجدد كبوة السنة الماضية عبر مشاركتها في مسلسل «كيد النسا» في جزئه الثاني، وهو أسوأ ما قدمته في السنوات الماضية. كذلك ابتعد محمد سعد وخالد النبوي عن الشاشة الصغيرة، فالأول منشغل بفيلمه «تتح» بعدما قدم العام الماضي «شمس الأنصاري» ولم تكن تجربة موفقة، أما النبوي فمنشغل بالسينما العالمية ولديه ارتباطات في السينما الأميركية.