قالت استشارية الباطنية والروماتيزم في المستشفى الأميري د. أديبة الحرز، إن 36 في المئة من النساء و20 في المئة من الرجال في الكويت يعانون آلاماً روماتيزمية، مشيرة إلى أن الأدوية البيولوجية أحدثت طفرة في علاج المرض، وهي تصرف للكويتيين بالمجان.

Ad

وأضافت الحرز في حديثها إلى «الجريدة» أن زيادة عدد المصابين بالروماتيزم في الكويت تجعلنا نفكر بجدية في ضرورة إنشاء مركز أو مستشفى متطور لعلاج الروماتيزم يتضمن عيادات خارجية وأسرة وفريق عمل متكاملا، سواء من اختصاصي الروماتيزم أو العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي أو العلاج النفسي أو الاختصاصيين الاجتماعيين.

وأوضحت أن السّمنة تلعب دوراً رئيسياً في الإصابة بالمرض، داعية إلى ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين. وإليكم المزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:

• ما هو الروماتيزم؟ وما أسبابه؟ وما نسب انتشاره في الكويت؟

- مصطلح روماتيزم يطلق على الآلام الناتجة عن المفاصل أو العضلات أو الأنسجة المحيطة، وتشمل أمراض الروماتيزم أكثر من 250 مرضاً من ضمنها الروماتويد، والذئبة الحمراء، والصدفية الروماتيزمية، والنقرس، وكذلك خشونة المفاصل، فأمراض الروماتيزم تستهدف المفاصل بالدرجة الأولى، ولكنها تصيب أجهزة أخرى في الجسم مثل الصدر والكلى والجلد وكريات الدم.

يشار إلى أن 36 في المئة من النساء و20 في المئة من الرجال في الكويت يعانون آلاماً روماتيزمية، مما يؤثر على ممارسة الشخص في حياته اليومية عند نحو 39 في المئة منهم.

أما بخصوص أسباب المرض فقد يتدخل العاملان الوراثي والبيئي في الإصابة بالروماتيزم، ولكن السبب الحقيقي غير معروف. ومن العوامل المساعدة للمرض أيضاً الالتهابات الميكروبية والقلق والتوتر والإصابات والتدخين وتغيير الطقس والرطوبة.

• كم وحدة تعالج الروماتيزم في الكويت؟

- جميع المستشفيات بها وحدات لعلاج الروماتيزم. وكنا في السابق نعاني ندرة ونقصا شديدا في أطباء الروماتيزم، ولكن معهد الكويت للاختصاصات الطبية ابتعث عددا جيدا من الأطباء إلى كندا للحصول على الدكتوراه في الروماتيزم، وحاليا لدينا في كل مستشفى من 2 إلى 3 استشاريين روماتيزم، بالإضافة إلى مركز شيخان الفارسي في منطقة الصباح الطبية، الذي يعمل فيه كثير من الاستشاريين في هذا التخصص.  

مركز متطور

• ما الذي يحتاج إليه تخصص الروماتيزم في الكويت؟

- نحن في أمسّ الحاجة إلى مركز أو مستشفى متطور لعلاج الروماتيزم في الكويت، فمرضى الروماتيزم في ازدياد، وليس باستطاعتنا معاينة جميع الحالات الجديدة، ومن الضروري أن يتضمن هذا المركز أو المستشفى عيادات خارجية وأسرة وفريق عمل متكاملا، سواء من اختصاصي الروماتيزم أو العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي أو العلاج النفسي أو الأخصائيين الاجتماعيين والعلاج بالمساج والإبر الصينية وغيرها.

السّمنة

• ما علاقة السّمنة بأمراض الروماتيزم خصوصاً أن زيادة الوزن في الكويت تصل إلى أكثر من 80%؟

- السّمنة من العوامل الرئيسية المسببة للروماتيزم، وزيادة الوزن إما أن تكون السبب الأول للمرض أو أنها تزيد من أعرض الروماتيزم.

 يشار إلى أن جميع المؤتمرات الطبية والملتقيات والأبحاث العلمية المتلاحقة تؤكد ارتباط السمنة بالروماتيزم، وتؤكد جميعها أن إنقاص الوزن بواقع 5 كيلوغرامات يقلل من أمراض الروماتيزم بنسبة 50 في المئة.

• ما تأثير أدوية الروماتيزم على أجهزة الجسم؟ وما أعراضها الجانبية؟

- في السابق كانت الأدوية التقليدية تعطى للمرض كمسكنات، لكنها لم تعالج المرض، وكانت لها أعراض جانبية كثيرة وتسبب التهابات في المعدة وتؤثر على الكبد والكلى وتؤدي إلى تساقط الشعر. والأدوية المغيرة والمعالجة للمرض كذلك كانت لها أعراض جانبية كثيرة، وتؤدي إلى تليف الصدر وتسبب هبوطاً في خلايا الدم، وهي أدوية تقليدية، ولكن في الفترة الأخيرة ظهرت الأدوية البيولوجية، وهي نوع من الأدوية له كفاءة عالية جداً في العلاج، وتعدل الخلل الموجود في الجهاز المناعي، ولا تؤثر على خلايا الجسم كما كان في السابق.

 يشار إلى أن المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، كما أن الطفرة التي حدثت في العلاج أدت إلى تغيير كبير في حياة المرضى، بالإضافة إلى أن التغذية السليمة تلعب دوراً مهماً في علاج أمراض الروماتيزم، فقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن زيت السمك على سبيل المثال يقلل من الالتهابات الناتجة عن المرض. كما أن العلاج الطبيعي له دور كبير في تعزيز أداء الجهاز المناعي. وللعلم فإن هذه الأدوية البيولوجية مصادرها طبيعية، وهي باهظة الثمن وتوفرها وزارة الصحة للكويتيين بالمجان وبسهولة ويسر.

• ما هو الروماتويد؟

- الروماتويد هو أحد الأمراض الروماتيزمية الذي يصيب 1 في المئة من البالغين في منتصف العمر في الكويت، ونسبة الإصابة عند النساء تعادل 3 أضعاف الرجال. وينتج المرض عن خلل في عمل الجهاز المناعي، مما يسبب التهابات حادة في المفاصل. وتبدأ أعراض الروماتويد في الظهور تدريجياً، وهي تشمل آلاماً حادة وشديدة في مفاصل اليدين والقدمين والركبتين والكاحلين والرقبة والأكتاف والمفاصل الأخرى. وتشتد الآلام في فترة الصباح ويصاحبها تورم وحرارة وتيبس وصعوبة في حركة المفصل. كما يشعر المريض بالإعياء والتعب وبارتفاع في حرارة الجسم وفقدان الشهية وجفاف في العين والفم. وتساعد الحركة على ليونة المفصل وتخفيف الإحساس بالألم.

وعلاج الأمراض الروماتيزمية يشمل الأدوية التي تعمل على تحسين وظيفة الجهاز المناعي فتسيطر على نشاط المرض. ويجدر الحديث عن أن وزارة الصحة توفر للكويتيين العلاجات البيولوجية، وهي أدوية حديثة ومتطورة وذات كفاءة عالية جداً في علاج المرض، وتستهدف بدقة عالية الخلية المسببة لخلل الجهاز المناعي، وبذلك يعود الجهاز إلى وظيفته الطبيعية، مما يسيطر على نشاط المرض ويمنع من تطوره، كما يمنع تآكل وتشوه المفاصل، ويمكّن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

وتعرف الأدوية البيولوجية بقلة أعراضها الجانبية. وقد أثبتت الدراسات أن المرضى الذين يبدأون العلاج مبكراً بانتظام يعيشون حياة أطول وأفضل وبدون تشوهات وإعاقة في المفاصل. وتؤخذ هذه الأدوية عن طريق الوريد أو تحت الجلد. كما أن العلاج الطبيعي يعد أحد وسائل العلاج ويقوي العضلات المحيطة، ويخفف الألم ويزيد من مرونة المفاصل.

خشونة المفاصل

• ما هي خشونة المفاصل؟ وكيف نحافظ على صحتها؟

- خشونة المفاصل تنتج عن تهالك الغضروف المبطن للمفصل، مما يؤدي إلى الشعور بالألم عند استعمال المفصل. وعادة ما يزداد الشعور بالألم في فترة المساء، والمفاصل الأكثر تعرضاً هي الركبة والورك والرقبة والكتف والظهر ومفاصل اليدين والقدمين.

ويتدخل العامل الوراثي في الإصابة بخشونة المفاصل، ولكن قد تكون هناك أسباب أخرى مثل السمنة والتدخين.

وكي نحافظ على صحة المفاصل علينا المحافظة على الوزن المثالي وتجنّب السمنة والرياضة المنتظمة وأفضلها السباحة والتمارين الحرة، التي تحسن من الدورة الدموية، وتقوي العضلات المحيطة، وتحرك جميع المفاصل، وتزيد من مرونتها وكفاءتها.

ويجب اتباع الأوضاع الصحية خلال الجلوس والنوم على الأرض وثني الركبة ووضع الرقبة الخاطئ عند استعمال الكمبيوتر أو الكتابة. والحرص على التغذية السليمة التي تحتوي على أصناف متعددة للطعام، والإكثار من الخضراوات والفاكهة ومنتجات الألبان والأسماك، والإقلال من اللحوم والدهون. كما تساعد بعض المكملات مثل الكالسيوم وفيتامين (د) وزيت السمك، إضافة إلى الابتعاد عن التدخين وتجنّب القلق والتوتر والاسترخاء وتعلم التكيف مع ظروف الحياة على الحفاظ على صحة المفاصل.

• وماذا عن هشاشة العظام؟

تقوم أجسادنا بشكل طبيعي ببناء عظام جديدة وإزالة العظام القديمة خلال مراحل حياتنا، بيد أنه بعد عمر 30 حتى 45 سنة تصبح هذه الخلايا التي تبني عظاماً جديدة أبطأ من تلك التي تزيل العظام، وبالتالي ينخفض إجمالي الكتلة العظمية، مما قد يؤدي إلى حدوث هشاشة العظام.

وتصيب هشاشة العظام نحو 75 مليون شخص في أوروبا وأميركا واليابان. ويعرف هذا المرض بأنه داء صامت، فهو لا يسبق في العادة بأعراض مبكرة، وبالتالي فقد يستعصي على التشخيص ويصبح أكثر سوءاً دون أن يترافق بالألم. ومع تطور الحالة قد يعاني المريض آلاماً وتقوساً في الظهر.

وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هشاشة العظام منها نقص فيتامين (د)، وانخفاض معدل الكالسيوم، واستخدام عقاقير محددة، والإكثار من شرب الكحول والتدخين وقلة التمارين.

ويجدر التأكيد على أن ممارسة التمارين الرياضية تلعب دوراً أساسياً ومهماً في بناء العظام والمحافظة على قوتها، حيث تمكن التمارين الرياضية مثل المشي في المساعدة على دون فقدان العظام، كما أن الامتناع عن التدخين وإيقافه يؤثر على صحة العظام إيجاباً، فهو يسرع من معدل فقدان العظام.

أرقام

• 1 من كل 4 أشخاص في الكويت يعاني آلاماً روماتيزمية وهي نفس النسب في أميركا.

• 50% ممن أعمارهم أكثر من 65 سنة يعانون أمراضاً روماتيزمية.

• نسبة 1% من الكويتيين مريضة بالروماتويد والإصابة به عند النساء تعادل 3 أضعافها عند الرجال.

• 49% من الكويتيين الذين يعانون آلاما روماتيزمية تتأثر حياتهم ويجدون صعوبة في ممارسة حياتهم اليومية.

• 66% من البالغين المصابين بالروماتيزم يعانون السمنة.

• 18% من مرضى الروماتيزم يعانون الاكتئاب... و7% منهم يعانون توتراً شديداً.

• المدخنون معرضون مرتين أكثر من غيرهم بالإصابة بالروماتيزم.

• إنقاص الوزن بواقع 5 كيلوغرامات يقلل الإصابة بخشونة الركبة بنسبة 50%.

• 44% من البالغين المصابين بالروماتيزم لا يمارسون أي نوع من الرياضة.

• ممارسة الرياضة 3 مرات في الأسبوع تقلل نسبة الإصابة بخشونة الركبة بواقع 47%.

• 5% من البالغين (18 إلى 64 سنة) غير قادرين على العمل بسبب الروماتيزم

• الروماتيزم هو المسبب الأول للبطالة في أميركا على مدى الـ17 سنة الماضية.

• مليونان من المصابين بالروماتيزم في الولايات المتحدة يجدون صعوبة في الزيارات العائلية.

• نحو 50 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأميركية تم تشخيصهم ضمن أمراض روماتيزمية.

• 1 من كل 250 طفلا (أقل من 18 عاما) يعاني مرضا روماتيزميا في أميركا

• 1.5 مليون بالغ شخصوا بمرض الروماتيزم في الولايات المتحدة.