تلبية لمطالب بعض الإخوة بكتابة مقال آخر حول ما يدور في أنفسهم عن الأوضاع السياسية والاجتماعية التي لها انعكاس على الوضع العام، ومن تلك الملاحظات التي وردتني اخترت ما أؤمن به ومنها على سبيل المثال:
● دور القبيلة من الناحية الاجتماعية ككيان نعتز به، لكن عندما يتعدى هذا الكيان دوره التقليدي ويتبنى دور الأحزاب السياسية، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، خصوصاً عندما يأتي بمطالبات فئوية وغير عامة تخص أبناء القبيلة، فهي عصبية نهى عنها ديننا الحنيف وتتعارض مع قيم الدولة المدنية، وتخل بمبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية. "رأي وبدون زعل".● هذه الأيام كثرت الاحتفالات التي تنظمها القبائل احتفاءً بأبناء عمومتهم ممن حصلوا على مناصب قيادية دون وجود مسوغ، كما أنها تتعارض مع ما سبق أن ذكرته من قيم اجتماعية، ومن ناحية أخرى قد تكون مدعاة لإثارة بقية مكونات المجتمع التي لم تحصل على نفس الفرص التي حصلت عليها هذه القبيلة أو تلك، وكأن الدولة قطعة كيك يأكلها الأقوى. "رأي وبدون زعل".● الحركات السياسية بدأت تطالب بإقرار قانون الأحزاب كمدخل لإصلاح الوضع السياسي العام، وهي محقة في ذلك، لكن هل سأل أي من تلك الأحزاب نفسه عن المبادئ والأهداف العامة المعمول بها داخل تلك التنظيمات حالياً؟ وهل فعلاً هناك أرضية صالحة لمثل هذا الطرح أم أن الأمر لا يعدو أن يكون غلافاً لمجموعات طائفية بالدرجة الأولى تؤمن بنهج الإقصاء. هذا الاستفسار المشروع لا يجرؤ أي من تلك الأحزاب على تجاوزه، وعلى سبيل المثال لا الشيعة ولا السنّة استطاعوا تجاوز هذه العصبية، ولن يكون بمقدورهم ذلك إن لم يبادروا بإعادة برامجهم السياسية لتتسع الجميع. "رأي وبدون زعل".● من المفارقات أن هناك من ينادي بالديمقراطية وبحكومة شعبية ويصمت عن الفرعيات! "خوش مقاطعة وخوش دولة مدنية"، يا أخي تخاف على ضياع كرسي على قبيلة أو طائفة ولا تخاف على ضياع دولة، قمة في التناقض وقمة في خلط الأوراق. "رأي وبدون زعل".● طالعنا السفير الأميركي بمعلومات حول التركيبة السكانية لدولة الكويت، وتبين أن الهندوس والمسيحيين أكثر من الكويتيين سنّة وشيعة، ومع هذا تعجز الدولة عن معالجة ملف "البدون" لتظل الحال على ما هي عليه دون أن يجرؤ أحد على إنهاء معاناة استمرت لعقود رغم وضوح الرؤية وسهولة الحل. "رأي وبدون زعل".● إبعاد العضو المنتدب للتدريب والتطوير الشيخة شذى الصباح يثير أكثر من علامة تعجب خصوصاً أن أم تركي من الكفاءات ولم يؤخذ عليها أنها محسوبة على أي طرف، كما أنها من الأصوات القليلة والواضحة التي لم تكن مع صفقة "الداو كيميكال" منذ البداية، وإقصاؤها بهذه الطريقة ليس له ما يبرره إلا إذا كان هدف الوزير المستقيل تكميم الأفواه. "رأي وبدون زعل".ودمتم سالمين.
مقالات
بدون زعل (2)
31-05-2013